مطورون: تيسير شراء الأراضي وخفض الفائدة يدعمان تراجع أسعار العقارات

• علاء فكري: أسعار الأراضي ارتفعت 500% خلال 10 سنوات. • فتح الله فوزي: الفوائد والأراضي تشكل نحو 75% من قيمة العقارات.
ويرى عدد من خبراء العقارات الذين التقتهم الشروق أن توفير الأراضي بأسعار مخفضة وخفض أسعار الفائدة عنصران أساسيان يجب أن يكونا على رأس أولويات الآليات المقترحة على الحكومة لخفض أسعار العقارات في مصر.
يترقب سوق العقارات المصري اجتماع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي مع المطورين العقاريين لبحث ضبط أسعار العقارات بعد ارتفاعها القياسي، والذي لم يهدأ بعد رغم ارتفاع قيمة الجنيه المصري وانخفاض أسعار الفائدة. ويؤكد المطورون أهمية هذا الاجتماع لضبط أسعار العقارات في ظل انخفاض حاد في المبيعات.
وفي اجتماع مع رؤساء تحرير الصحف الأسبوع الماضي، أعلن رئيس الوزراء عن الاستعداد لعقد اجتماع مع مطوري العقارات لمناقشة التطورات في سوق العقارات وتقديم آليات وضوابط تسعير محددة بعد زيادات الأسعار القياسية.
قال علاء فكري نائب رئيس لجنة التطوير العقاري بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن أسعار العقارات في مصر ليست مرتفعة مقارنة بباقي الدول المتوسطية والعربية، لكنها مرتفعة مقارنة بدخول المواطنين.
وأضاف فكري لـ«الشروق» أن خفض أسعار العقارات يمثل تحدياً كبيراً للدولة حالياً، في ظل ارتفاع تكلفة وسائل الإنتاج وارتباطها بأسعار السوق العالمية، خاصة أسعار الأراضي التي ترتفع بشكل شبه يومي، ووصلت إلى نسبة زيادة 500% بين عامي 2015 و2025.
وأشار إلى أن استعادة ضبط الأسعار في سوق العقارات يتطلب استقرار جميع عوامل الإنتاج، بما في ذلك سعر الدولار، وأسعار الأراضي، وأسعار الفائدة، ومواد البناء، لمدة لا تقل عن خمس سنوات. وأشار إلى أن ذلك يعود إلى اختلاف دورة حياة العقار عن المنتجات الأخرى، إذ تمتد دورة بيعه لسنوات طويلة، بينما تباع المنتجات الأخرى خلال أشهر قليلة.
خفّض البنك المركزي أسعار الفائدة بنحو 5.25% منذ بداية العام، وانخفض سعر الدولار إلى 48.27 جنية مصري، مقارنةً بـ 50.84 جنية مصري في بداية العام. وقد غذّى هذا الآمال بانخفاض أسعار العقارات، والتي لم تتحقق.
يعتقد فكري أن الدولار وأسعار الفائدة قد انخفضت بالفعل. وينعكس هذا الانخفاض على أسعار منتجات مثل السيارات والإلكترونيات، إذ لا تتجاوز دورة مبيعاتها شهرًا واحدًا. أما العقارات، فلم تتأثر، إذ تمتد دورة مبيعاتها لسنوات. فلماذا تُخفّض شركات العقارات أسعارها إذا لم تضمن حتى بقاء أسعار الفائدة والدولار عند هذه المستويات لخمس سنوات على الأقل؟
وأكد أهمية خفض متطلبات تراخيص البناء والرسوم للمشاريع العقارية، موضحاً أن ذلك يعيق تنفيذ المشاريع في الوقت المحدد ويفرض أعباء إضافية على المطورين.
قال فتح الله فوزي، رئيس لجنة التطوير العقاري بجمعية رواد الأعمال، إن أسعار العقارات الحالية عادلة وتعكس الزيادة الفعلية في التكاليف على المطورين بسبب ارتفاع أسعار الفائدة وأسعار الأراضي التي تمثل نحو 75% من تكاليف المشاريع.
وأوضح أن مطوري العقارات يفتقرون إلى آليات لخفض أسعار العقارات، بينما تمتلك الحكومة الأدوات اللازمة لذلك من خلال خفض أسعار الأراضي وأسعار الفائدة. وأوضح أن الانخفاض الأخير في أسعار الفائدة لا يُشجع على خفض أسعار العقارات، إذ لا تزال أسعار الفائدة مرتفعة، مما يزيد من أعباء التمويل على المطورين.
وأوضح أشرف كمال، خبير اقتصاديات البناء، أنه بالإضافة إلى خفض أسعار الفائدة وأسعار الأراضي، يجب على الحكومة أيضًا التركيز على السيطرة على التضخم لتحقيق انخفاض الأسعار.
وأضاف أن العديد من المواطنين يتجهون حاليًا إلى شراء العقارات كحماية من ارتفاع التضخم. لذا، فإن السيطرة على هذا التضخم، إلى جانب أسعار الفائدة وأسعار الأراضي، ستكون عاملًا أساسيًا في خفض أسعار العقارات في السنوات المقبلة.