بعد رفع أردوغان صورهم بالأمم المتحدة.. صحفيون بالأناضول: نشعر بفخر وألم

منذ 1 شهر
بعد رفع أردوغان صورهم بالأمم المتحدة.. صحفيون بالأناضول: نشعر بفخر وألم

وأكد الصحافيان علي جاد الله وعبدالله العطار أن صورهما التي رفعها الرئيس أردوغان، والتي توثق الجوع والموت في غزة، ليست مجرد لقطات، بل هي شهادات حية على الإبادة الجماعية المستمرة منذ قرابة عامين.

 

أعرب صحفيون فلسطينيون يعملون في وكالة الأناضول للأنباء في قطاع غزة عن مشاعر مختلطة بين الفخر والألم، اليوم الأربعاء، بعد أن قدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة صوراً التقطوها لتوثيق المأساة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة.

وأكدوا أن الصور التي عرضها أردوغان لم تكن مجرد مشاهد إبادة جماعية، بل توثيق حيّ لما يحدث في قطاع غزة منذ قرابة عامين. وأشاروا إلى أن ظهورهم على أعلى منصة دولية يمثل انتصارًا للحقيقة والصور على الرواية الإسرائيلية.

ومن بين هذه الصور تلك التي التقطها المصوران علي جاد الله وعبدالله العطار، اللذان يعملان في وكالة الأناضول للأنباء، في ظروف بالغة القسوة والخطورة.

حظي خطاب الرئيس أردوغان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، باهتمام واسع النطاق، لا سيما بسبب الصور المؤثرة التي عرضها على زعماء العالم والتي توثق مأساة الفلسطينيين في قطاع غزة بعد ما يقرب من عامين من الحرب والحصار.

عرض أردوغان صورًا لأطفال ونساء يعانون من الجوع ونقص الدواء، بالإضافة إلى صورة أخرى لأطفال يتضورون جوعًا في غزة. وتساءل: “أي ضمير إنساني يتحمل مثل هذه الصورة؟ كيف لنا أن نصمت أمام هذه الصور؟ كيف لنا أن ننعم بالسلام والهدوء في عالم يعاني فيه الأطفال من الجوع؟”

الكبرياء والألم

تقول الصحفية جاد الله: “أشعر بمزيج من الفخر والألم. أنا فخورة بأن صوت غزة وألمها قد وصلا إلى منصة دولية رفيعة المستوى، وبأن صوري عُرضت على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.

وأكد أنها كانت “لحظة شرف وفخر لأن صورتي التقطت معاناة شعب بأكمله محاصر ومذبوح”.

وأضاف جاد الله الذي وثق المأساة الإنسانية في غزة بكاميرته أن الألم كان “الأعظم والأعمق” لأن الصورة التي التقطها ورفعها الرئيس أردوغان لم تكن مشهدا مؤقتا “بل شهادة على جريمة مستمرة وحياة كاملة دمرت تحت القصف”.

وتابع: “لا أرى الصورة مجرد لقطة من خلال عدسة الكاميرا. إنها جزء من حياتي وحياة عائلتي وأصدقائي وإخواني من البشر. نعايش المعاناة هناك لحظة بلحظة، ونوثقها”.

وأكدت جاد الله أن الصورة “سلاح وذاكرة شعب وأرشيف للعدالة المستقبلية”.

وأضاف: “قد تكذب الكلمات أو تجادل، لكن الصور لا تكذب. إنها تنقل الحقيقة وتكشف الاحتلال للأجيال القادمة وللتاريخ”.

بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقد أسفرت هذه الإبادة الجماعية عن مقتل 65,419 شخصًا وإصابة 167,160 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء. كما حدثت مجاعة أودت بحياة 442 فلسطينيًا، من بينهم 147 طفلًا.

منذ ذلك الحين، ووفقًا لناصر أبو بكر، رئيس نقابة الصحفيين الفلسطينيين، قتلت إسرائيل 250 صحفيًا فلسطينيًا، وأصابت 400، واعتقلت 200 آخرين. في الوقت نفسه، دُمرت 120 مؤسسة إعلامية، وهُدمت منازل 1500 صحفي في غزة.

مهنة خطيرة

وأشار جاد الله إلى أنه أدرك خلال هذه الحرب أن الصحافة “مهنة صعبة وخطيرة”، ووصف الصحفيين بأنهم “أبطال يحافظون على الحقيقة في وقت يحاول الاحتلال طمسها”.

وقال مخاطبًا زملاءه الصحفيين: “عدساتكم أقوى من صواريخهم، وتضحياتكم لن تذهب سدى. قد تفقدون أرواحكم أو عائلاتكم أو منازلكم، لكن صوركم ستبقى خالدة وستبقى بعد رحيلكم جميعًا”.

وأكد أن الأحداث التي وثقها الصحفيون في غزة “لن تسجل في التاريخ” لأنهم “شهود أحياء على إبادة جماعية مستمرة”.

قال: “رسالتي هي أن غزة لا تموت، وأن الصمت جريمة أكبر من القصف. نريد أن يرى العالم ما يحدث في غزة من خلال أعيننا، لا من خلال عدسة الدعاية الإسرائيلية. نريد من الناس أن يتحركوا، لأن صمتهم يُغذي الاحتلال ويُطيل أمد هذه الإبادة الجماعية”.

وأشار جاد الله إلى أن استهداف الصحفيين “أثبت عدم جدوى وسائل الحماية في مواجهة أطنان الصواريخ القاتلة”، مؤكدا أن “العدسة ستبقى أقوى من آلة الحرب وستوثق الحقيقة للأجيال القادمة مهما كانت الخسائر”.

رسالة غزة للعالم

قال المصور عبدالله العطار الذي يعمل مع وكالة الأناضول للأنباء، إنه يسعى من خلال عمله الصحفي إلى نقل صورة ورسالة الفلسطينيين في قطاع غزة إلى العالم.

وأوضح أن الصور التي التقطها “تنتشر عالميا عبر وكالة الأناضول للأنباء”، وتكشف عن حجم المأساة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة.

أعرب عن سعادته البالغة بعرض الرئيس رجب طيب أردوغان صورةً التقطها وسط معاناة قطاع غزة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. كانت الصورة للطفلة الفلسطينية زينب أبو حليب، البالغة من العمر ستة أشهر، والتي توفيت بسبب سوء التغذية نتيجة الحصار الإسرائيلي.

وأوضح العطار أن صورة الطفل التي التقطها في مجمع الشفاء الصحي أثارت غضب الإسرائيليين “لأنهم لا يريدون أن تصل صور غزة إلى العالم”.

أدت سياسات الحصار والتجويع التي فرضتها إسرائيل على قطاع غزة منذ بداية الحرب إلى وفاة 442 فلسطينياً جوعاً، بينهم 147 طفلاً، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.

وتفاقمت الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع إغلاق إسرائيل للمعابر الحدودية في مارس/آذار الماضي، مما منع دخول الغذاء والوقود وتسبب في مجاعة غير مسبوقة.

وفي 22 أغسطس/آب، أعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي عن المجاعة في مدينة غزة وتوقع انتشارها إلى دير البلح وخان يونس بحلول نهاية سبتمبر/أيلول.

وأضاف الصحفي العطار: “كان عرض الرئيس أردوغان لهذه الصورة للعالم لحظة مؤثرة، فهي توثق جرائم الاحتلال بشكل لا يقبل الجدل، وتثبت هذه الجرائم للمجتمع الدولي”.

وأشاد العطار بخطاب الرئيس التركي ووصفه بأنه “قوي وشجاع” في التعامل مع زعماء العالم ومنهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ووجه رسالة شكر خاصة إلى أردوغان الذي “رفع بشجاعة صوره وصور زملائه الصحفيين إلى العالم”، وأكد أن “هذه ليست المرة الأولى التي يقف فيها الرئيس التركي مع الشعب الفلسطيني”.

وأعرب عن أمله في أن يكون ذلك “سبباً لإنهاء الحرب في غزة ووضع حد لمعاناة شعبنا”.

وأكد العطار أن الجهد والتعب الذي بذله الصحافيون على مدى عامين لم يذهب سدى “بل أدى إلى كشف جرائم إسرائيل للعالم”. ودعا المجتمع الدولي إلى مساعدة الفلسطينيين في قطاع غزة لأنهم “يموتون في أي لحظة”.

وأكد الصحافي العطار أنه وزملاءه الصحافيين سيواصلون مهمتهم “حتى آخر نفس” من أجل “نقل الحقيقة للعالم”.

وقال إن الصورة الصحفية هي سلاحهم ضد الرواية الإسرائيلية، ودعا إلى توفير الحماية الدولية وتوفير المعدات وظروف العمل المناسبة.

وأضاف: «نريد أن ننقل الرسالة بكل إنسانية وشفافية، ونقدم الصورة للعالم كما هي».

وفي الثامن من أغسطس/آب، وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة اقترحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة، حيث يعيش نحو مليون فلسطيني.

في 11 أغسطس/آب، شنّ الجيش هجومًا على المدينة، بدءًا من حي الزيتون. سُمّيت العملية لاحقًا “سيارات جدعون 2”. تضمّن الهجوم تدمير منازل بمركبات مدرعة مفخخة، وقصفًا مدفعيًا، وإطلاق نار عشوائي، وتهجيرًا قسريًا.


شارك