ضياء رشوان: الاعتراف بفلسطين ليس خطوة رمزية بل تحول نوعي

قالت الصحفية ضياء رشوان، رئيسة الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يمثل نقلة نوعية. وأكدت على اعتراف المملكة المتحدة التي زودت العصابات اليهودية بأسلحة من جيشها، استخدمتها للاستيلاء على الأراضي في فلسطين.
وأضاف في مقابلة ببرنامج “ستوديو إكسترا” المذاع على قناة إكسترا الإخبارية، مساء الثلاثاء، أن الاعتراف الدولي بفلسطين سيضع ضغوطا كبيرة على إسرائيل، رغم ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه “قادر على كل شيء”.
وشدد على أهمية فهم طبيعة الصراع قبل مناقشة إمكانية ترجمة هذه الخطوة إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع، معلقًا: “بدأ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام ١٩٤٨، ولكن لم يحدث كل شيء فجأة. حتى تدهور صورة إسرائيل ومكانتها الدولية، وخاصة تجاه الدول الأوروبية، لم يحدث بين عشية وضحاها. إنه صراع طويل ومعقد ذو أبعاد متعددة: فلسطينية، مصرية، أردنية، سورية، عربية، إسلامية، ودولية”.
أكد رشوان على ضرورة النظر إلى الصراع الحالي في سياقه البعيد، مضيفًا: “دعونا نعود إلى التاريخ: عُقد المؤتمر الصهيوني الأول عام ١٨٩٧، تلاه وعد بلفور عام ١٩١٧. نحن نتحدث عن سنوات من التغيير والصراع والمواجهة. لذلك، فإن كل خطوة نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، حتى لو بدت صغيرة، تُعدّ ضربةً تراكميةً في صراع طويل، وليست بلا قيمة”.
ووصف الاعترافات الأخيرة بأنها تغيير نوعي في الموقف الدولي، وأشار إلى تغييرات جذرية في موقف الدول التي كانت تاريخيا من أقرب حلفاء إسرائيل، وأبرزها بريطانيا.
وتابع: “لدينا وعد بلفور في التاريخ، واليوم لدينا اعتراف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والذي يمثل بعد 108 أعوام تغييرًا جذريًا. هذه ليست مجرد دول هامشية، بل دول لعبت دورًا محوريًا في قيام إسرائيل، مثل بريطانيا العظمى التي سلّحت العصابات الصهيونية بعد الانسحاب من فلسطين، وفرنسا التي كانت حليفًا رئيسيًا لإسرائيل في عدوان 1956، وساعدتها أيضًا في بناء برنامجها النووي”.
وأشار رشوان إلى أن بعض الدول التي اعترفت مؤخرا بدولة فلسطين مثل إسبانيا وهولندا كانت تاريخيا جزءا من الكتلة الداعمة لإسرائيل سياسيا وعسكريا.
وتابع: “فرنسا، على سبيل المثال، لم تكتفِ بدعم إسرائيل سياسيًا، بل شاركت أيضًا في بناء أجهزتها الأمنية والاستخباراتية، وساعدتها على اكتساب التكنولوجيا النووية في مراحلها الأولى. واليوم، نشهد تحولات في هذه المواقف، وهو مؤشر مهم”.