نادي الأسير يوثق بالحالات: الاحتلال يستحدث أدوات جديدة لقتل الأسرى

منذ 2 ساعات
نادي الأسير يوثق بالحالات: الاحتلال يستحدث أدوات جديدة لقتل الأسرى

أكد نادي الأسير الفلسطيني، أن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي تواصل سياساتها وجرائمها الطبية بحق الأسرى والأسيرات، بهدف تدميرهم جسدياً ونفسياً.

وأضاف في بيان اليوم الثلاثاء، أن هذا الإجراء يتوافق جوهريا مع سير عمليات القتل البطيء التي أدت إلى استشهاد العشرات من الأسرى والمعتقلين منذ بداية حرب الإبادة.

وأوضح أنه من خلال الزيارات القانونية للسجناء، ومتابعة حالات السجناء المفرج عنهم بعد انقضاء محكومياتهم، اتضح أن أعداد المصابين بأمراض مزمنة ومشاكل صحية ونفسية في تزايد غير مسبوق، وأن الغالبية العظمى من السجناء الذين تمت زيارتهم يعانون من مشكلة صحية واحدة على الأقل. وينطبق هذا أيضًا على السجناء المفرج عنهم.

وأشار إلى أن استمرار انتشار الأمراض والأوبئة بين السجناء يعكس حجم الكارثة الصحية التي تسبب بها نظام السجون، والتي تؤدي إلى وفاة المزيد من السجناء. يضاف إلى ذلك استمرار انتشار مرض الجرب، الذي أصاب آلاف السجناء.

وأشار إلى أن العديد من الأمراض تحدث دون تشخيص واضح وأن بعض هؤلاء الأشخاص يدخلون المستشفى مباشرة بعد خروجهم، ليكتشفوا بعد ذلك أنهم يعانون من مرض مزمن.

سلط نادي الأسير الضوء على حالة الأسير محمود طلال عبد الله من جنين، المعتقل منذ يناير/كانون الثاني 2025، والذي تشهد صحته حاليا تدهورا حادا.

وأفاد أحد الأسرى المحتجزين في عيادة سجن الرملة، أن إدارة السجن نقلت الأسير عبد الله مؤخراً إلى سجن الرملة، وهو في حالة صحية حرجة وتظهر عليه أعراض مبكرة للإصابة بالسرطان.

الأسير عبد الله، أسير سابق، اعتُقل خلال انتفاضة الأقصى عام ٢٠٠٢، وأمضى عامين في السجن. قبل اعتقاله الحالي، عانى من مشاكل صحية وكان يتلقى العلاج. وخلال إعادة اعتقاله هذا العام، نُقل بين سجني مجدو وجلبوع، ثم إلى سجن الرملة.

ومن المقرر إجراء محاكمة جديدة في 29 سبتمبر/أيلول 2025. وهو متزوج ولديه ستة أطفال.

وأكد نادي الأسير أنه يتابع عن كثب قضية الأسير عبد الله، وقدم طلباً لزيارته في الرملة لتقييم حالته الصحية، واتخاذ الخطوات القانونية اللازمة لضمان علاجه.

فيما يتعلق بالأسرى المفرج عنهم، وثّق نادي الأسير مئات الحالات التي احتاجت إلى رعاية طبية مكثفة خلال الأشهر الأخيرة. أُفرج عن بعضهم في ظروف صحية حرجة وخطيرة نتيجة التعذيب والحرمان من العلاج والتجويع.

من أشهر هذه الحالات حالة الأسير السابق محمود الورديان من بيت لحم. بعد إطلاق سراحه، وُجدت عليه آثار تعذيب وتلف في الدماغ، ولا يزال في غيبوبة بالمستشفى حتى اليوم.

أفرجت قوات الاحتلال مؤخرًا عن الأسير مراد عبيد (30 عامًا) من طوباس بعد 16 شهرًا في سجن مجدو. كانت حالته الصحية حرجة. بعد ساعات من إطلاق سراحه، تبيّن أنه يعاني من التهاب رئوي حاد، مما أدى إلى انخفاض في مستوى الأكسجين. كما فقد قدرًا كبيرًا من وزنه بسبب جريمة التجويع، ليصل وزنه الآن إلى 45 كجم. واضطرت السلطات إلى نقله إلى العناية المركزة، حيث لا يزال يتلقى العلاج.

وأكد نادي الأسير أن الجرائم الطبية الممنهجة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، إلى جانب العديد من الانتهاكات الأخرى التي ارتكبتها على مدى عقود، والتي طورت فيها وسائل وأساليب جديدة لقتل المزيد من الأسرى، كانت ولا تزال من أخطر الجرائم ضد الأسرى.

وأضاف البيان أن هذه الجرائم وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ بداية الإبادة الجماعية والتغييرات الخطيرة التي تلت ذلك في ظروف السجون.

جدد نادي الأسير دعوته للأمم المتحدة لفتح تحقيق دولي مستقل في الجرائم الممنهجة المرتكبة بحق الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. ودعا الأمم المتحدة إلى استعادة دورها، وإنقاذ ما تبقى من جوهر عملها، وتحمل مسؤولياتها تجاه الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والعدوان الشامل على جميع الأراضي الفلسطينية.

 


شارك