إعادة التاريخ إلى مساره الصحيح.. ماذا قال أبو الغيط خلال كلمته بمؤتمر حل الدولتين في نيويورك؟

شارك الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول “التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين” خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال أبو الغيط في كلمته أمام مؤتمر حل الدولتين: “إننا نعيش لحظة استثنائية بكل المقاييس”، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاول الآن إفشال مشروع الدولة الفلسطينية في شوارع مدينة غزة من خلال القتل والتدمير والتهجير والتجويع والإبادة الجماعية، بهدف محو المجتمع الفلسطيني وطرد سكانه.
وأضاف أن ممثلي الغالبية العظمى من دول العالم اجتمعوا على أعلى مستوى لإنقاذ هذا المشروع، وقال: “نحن هنا اليوم ليس فقط لإنقاذ الدولة الفلسطينية، بل وأيضاً لإنقاذ جزء من إنسانيتنا التي تلوثت بالأعمال البربرية وشريعة الغاب التي تقوم على أيديولوجية الكراهية والغطرسة”.
أوضح أن دولة إسرائيل أُنشئت بقرار من الأمم المتحدة داخل تلك المنظمة، وأن اعتراف الدول بها كان له الأثر الأكبر في إنشائها وشرعيتها. كما تضمنت قرارات الأمم المتحدة تصورًا لقيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، إلا أن هذه الدولة لم ترَ النور لأسباب وظروف مختلفة.
وقال: “لقد اجتمعنا لتصحيح التاريخ وتصحيح الأمور من خلال معالجة جذور الصراع، وليس أعراضه”.
وأكد أبو الغيط أن الجامعة العربية تعرب عن تقديرها الكبير لكل الدول التي خرجت عن صمتها قبل عام واتخذت خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وتابع: “نشكر أيضا الدول التي اختارت الاعتراف بإسرائيل في الساعات الأخيرة”، مؤكدا أن هذا الزخم سيتزايد ويتصاعد ويمثل طريقا لا رجعة فيه نحو حل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يقوم على حل الدولتين.
وأوضح أن دولة الاحتلال تنوي تحويل هذا اللقاء وهذه الاعترافات إلى مجرد إجراءات رمزية لا تمت للواقع بصلة، بل تسعى إلى فرض إجراءات عقابية تُرسل رسالةً إلى جميع أنصار الحقوق الفلسطينية والمؤمنين بحل الدولتين سبيلاً وحيداً للحل السلمي: لن تقوم دولة فلسطينية، وسيبقى الاحتلال، بل وسيتعزز بإجراءات ضم غير قانونية وغير شرعية، وستتوسع المستوطنات في الضفة الغربية، وسيستمر القتل في قطاع غزة بهدف الإبادة دون هوادة.
وأكد على جسامة المهمة التي تقع على عاتق كل فرد. ويجب أن يكون هذا الاجتماع محطةً مهمةً على مسارٍ ضروريٍّ وأساسيٍّ، يُمهّد الطريقَ لتطبيقٍ لا رجعة فيه لحل الدولتين. ودعا جميع الدول التي تعترف بفلسطين إلى تحمّل مسؤولية حماية الفلسطينيين من القتل الممنهج، وحماية المشروع الفلسطيني من الإجراءات العقابية التي تُهدد مستقبله وتُعيقه.