عباس: دولة فلسطين هي الجهة الوحيدة المؤهلة لحكم غزة

منذ 2 ساعات
عباس: دولة فلسطين هي الجهة الوحيدة المؤهلة لحكم غزة

وفي كلمة مصورة أمام مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين، قال: أدعو إسرائيل للجلوس على طاولة المفاوضات لوقف إراقة الدماء. إن الحرب ضد شعبنا يجب أن تنتهي فوراً، وجرائم الحصار والتجويع ليست وسيلة لتحقيق الأمن. – حماس لن يكون لها أي دور في الحكومة، ويجب عليها وعلى كل الفصائل تسليم أسلحتها لنا. ونؤكد مجددا التزامنا بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال عام واحد من انتهاء حرب غزة. نحن نقدم قانون انتخابي يستبعد مشاركة أي حزب يفتقر إلى الشرعية الدولية.

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن “دولة فلسطين هي الكيان الوحيد القادر على تحمل المسؤولية الكاملة عن الحكم والأمن في قطاع غزة”، ودعا إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في القطاع.

جاء ذلك خلال كلمة مصورة ألقاها في مؤتمر الأمم المتحدة لحل الدولتين، الذي رصدته وكالة الأناضول، بعد أن رفضت الولايات المتحدة منحه تأشيرة لحضور المؤتمر والدورة الثمانين للجمعية العامة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.

وقال الرئيس الفلسطيني: “نطالب بوقف إطلاق نار دائم، وضمان وصول المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة والأونروا، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وبدء إعادة الإعمار في غزة والضفة الغربية من خلال مؤتمر إعادة الإعمار (المقبل) في القاهرة”.

وأضاف: “فلسطين هي الجهة الوحيدة القادرة على تحمل المسؤولية الكاملة عن الحكم والأمن في قطاع غزة. وسيكون أساس ذلك لجنة إدارية مؤقتة مرتبطة بالحكومة الفلسطينية وتضم جهات عربية ودولية”.

وتابع: “حماس لن يكون لها أي دور في الحكومة، ويجب عليها وعلى الفصائل الأخرى تسليم أسلحتها للسلطة الفلسطينية لأننا نريد دولة واحدة غير مسلحة وقانون واحد وقوات أمنية واحدة”.

الساحة الفلسطينية منقسمة سياسيا وجغرافيا منذ عام 2007: حماس تحكم قطاع غزة، في حين أن الضفة الغربية تحكمها حكومات شكلتها حركة فتح بزعامة عباس.

وأدان الرئيس الفلسطيني “جرائم الاحتلال”، مضيفا: “كما ندين قتل وسجن المدنيين، بما في ذلك أفعال حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023”.

في ذلك اليوم، هاجمت حماس 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية قرب قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل وأسر إسرائيليين. ووفقًا للحركة، جاء ذلك ردًا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، وخاصة المسجد الأقصى”.

ودعا عباس إلى “وقف الاستيطان والضم وإرهاب المستوطنين والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية”.

وأدان “سياسة الاحتلال في عزل القدس، وتوسيع البناء في منطقة E1، والتصريحات حول “إسرائيل الكبرى”، والتي تشكل استهتارا بالقانون الدولي وتهديدا مباشرا للأمن القومي العربي والسلم الدولي، إضافة إلى العدوان الغاشم على سيادة دولة قطر الشقيقة ودول عربية أخرى، الأمر الذي يستدعي موقفا دوليا رادعاً”.

**أجندة الإصلاح

وأشار عباس إلى أن فلسطين تسعى إلى تنفيذ أجندة إصلاح شاملة تهدف إلى تحسين الحوكمة والشفافية وسيادة القانون، وإصلاح النظام المالي والمناهج الدراسية وفقا لمعايير اليونسكو خلال عامين.

وأشار إلى أن العمل جارٍ على إنشاء “نظام موحد للمساعدات الاجتماعية، بعد توقف جميع المدفوعات السابقة لأسر الأسرى والشهداء، ويخضع النظام حاليًا لتدقيق دولي من قبل شركة دولية متخصصة”.

وأكد عباس التزامه بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية “خلال عام من انتهاء الحرب” وصياغة دستور انتقالي خلال ثلاثة أشهر “لضمان الانتقال من السلطة إلى الدولة واستبعاد مشاركة الأحزاب أو الأفراد الذين لا يلتزمون بالبرنامج السياسي والالتزامات الدولية لمنظمة التحرير الفلسطينية والشرعية الدولية والرقابة الدولية”.

وأضاف: “نريد دولة حديثة ديمقراطية تقوم على سيادة القانون والتعددية وتداول السلطة والمساواة والعدالة وتمكين المرأة والشباب”.

**دولة فلسطين

وأشاد الرئيس الفلسطيني بمواقف الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، ودعا الدول الأخرى إلى أن تحذو حذوها.

وأشاد أيضاً بدور المملكة العربية السعودية وفرنسا وبريطانيا في “الحصول على اعتراف دولي أكبر”.

يوم الاثنين، اعترفت فرنسا ومالطا ولوكسمبورغ وبلجيكا بفلسطين، بعد يوم واحد من اعتراف المملكة المتحدة وكندا وأستراليا والبرتغال. وبذلك، ارتفع عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين إلى 157 من أصل 193 دولة عضوًا في الأمم المتحدة منذ إعلان الرئيس الراحل ياسر عرفات قيام دولة فلسطين من الجزائر عام 1988.

من المتوقع صدور إعلانات مماثلة من دول أخرى. وتراقب إسرائيل هذا التطور بقلق، وتصفه بـ”تسونامي سياسي”، وتهدد بمعاقبة الفلسطينيين.

ودعا الرئيس الفلسطيني إلى دعم العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن فلسطين اعترفت بالفعل بحق إسرائيل في الوجود في عامي 1988 و1993 وما زالت تفعل ذلك.

وشكر “جميع الدول المشاركة في المؤتمر على دورها المهم في صدور إعلان نيويورك وعلى الخطوات التي لا رجعة فيها نحو السلام على أساس حل الدولتين وفق الشرعية الدولية”.

وأشاد بمواقف الشعوب والمنظمات الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في الحرية والاستقلال والدولة، وأعرب عن رفضه “الخلط بين التضامن مع القضية الفلسطينية وقضية معاداة السامية التي نرفضها انطلاقا من قيمنا ومبادئنا”.

وأعرب عن استعداده للعمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمملكة العربية السعودية وفرنسا والأمم المتحدة وجميع الشركاء “لتنفيذ خطة السلام المعتمدة في هذا المؤتمر ضمن جدول زمني محدد وتحت إشراف وضمانات دولية، مما يمهد الطريق أمام السلام العادل والتعاون الإقليمي الشامل”.

**المفاوضات

ودعا عباس إسرائيل إلى “الجلوس فورا على طاولة المفاوضات لوقف إراقة الدماء وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة”.

وفي كلمته للشعب الإسرائيلي، قال: “مستقبلنا ومستقبلكم يكمن في السلام. فليتوقف العنف والحرب”.

وأضاف: “إن أجيالنا لها الحق في الأمن والحرية حتى تتمكن شعوب منطقتنا من العيش في سلام دائم وحسن الجوار”.

انعقدت الجلسة الأولى لمؤتمر حل الدولتين، برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا، في نيويورك من 28 إلى 30 يوليو/تموز. ونُظمت الجلسة بمشاركة رفيعة المستوى وبحضور فلسطين، ولكن في غياب الولايات المتحدة، وكان الهدف منها دعم عملية الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.

وأشاد الرئيس الفلسطيني بجهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وأقر بموقف مصر والأردن الرافض لعمليات الطرد “التي يرفضها المجتمع الدولي كما نرفضها نحن”.

تواصلت، مساء اليوم الاثنين، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، أعمال المؤتمر الدولي رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا.

تستضيف الدورة الثمانون للجمعية العامة للأمم المتحدة المؤتمر الدولي. إلا أن الوفد الفلسطيني غائب عن المؤتمر بسبب قيود التأشيرات التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السلطة الفلسطينية.

في الثاني عشر من سبتمبر/أيلول، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً تاريخياً: حيث اعتمدت بأغلبية ساحقة (142 صوتاً) “إعلان نيويورك” لدعم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وفي 19 سبتمبر/أيلول، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا لصالح مشاركة الرئيس محمود عباس في خطاب مسجل بالفيديو في الاجتماع السنوي لزعماء العالم في نيويورك.

بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، بما في ذلك القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوقف العملية.

وأسفرت الإبادة الجماعية عن سقوط 65344 شهيداً و166795 جريحاً معظمهم من الأطفال والنساء، كما أودت المجاعة بحياة 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.


شارك