بعد الاعترافات الدولية بفلسطين.. هذا ما ينتظر إسرائيل
قالت القناة 12 الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إن وضع إسرائيل قد يتدهور بشكل كبير في الفترة المقبلة، خاصة إذا استجابت لموجة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية أن التداعيات المحتملة مستقبلا قد تكون مدمرة وصعبة، لكنها في الوقت الراهن ذات طابع سياسي بالدرجة الأولى، حيث يتم متابعة ودراسة أبعاد هذه التطورات المتسارعة عن كثب، كما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “سما”.
**نقطة تحول
وقال البروفيسور يوفال شاني من الجامعة العبرية: “معظم دول العالم اعترفت بالدولة الفلسطينية، حتى قبل الموجة الحالية من الدول”.
وأضاف: “الجديد هو أن مجموعة من الدول الغربية أعلنت الآن اعترافها بدولة فلسطينية. هذا يعني أنه في الوقت الراهن، لن يكون هناك سوى عدد قليل جدًا من الدول المهمة في العالم لا تعترف بدولة فلسطينية”.
ونقلت القناة العبرية عن روي شايندورف، مساعد النائب العام السابق للقانون الدولي والرئيس الحالي لقسم التحكيم الدولي، تأكيده أن اعتراف الدول بدولة فلسطينية أمر لا رجعة فيه.
قال: “هذا الإعلان خطوة لا رجعة فيها بموجب القانون الدولي. فبمجرد اعتراف دولة بدولة أخرى، لا يعود بإمكانها إلغاؤه. ويمثل الاعتراف بدولة فلسطينية نقطة تحول بالنسبة للدول الأوروبية الكبرى”.
وأضاف: “قبل موجة الاعترافات الحالية، كانت هناك مجموعة من الدول المهمة التي لم تعترف بالدولة الفلسطينية، ومن بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وهي دول دائمة العضوية في مجلس الأمن ولها وزن كبير على الساحة الدولية”.
وأشار إلى أن هذه الصورة تغيرت الآن، وأنه في ظل الوضع الجديد هناك العديد من الدول الرائدة التي تعترف بالدولة الفلسطينية، بينما تبقى الولايات المتحدة العضو الوحيد في مجلس الأمن الذي لا يعترف بالدولة الفلسطينية.
وصرح بأن “الاعتراف المتزايد بدولة فلسطينية يُعقّد أي اتفاقات سياسية مستقبلية لا تتضمن قبول إسرائيل. لن يحدث هذا التغيير فورًا على أرض الواقع، لكنه يُعزز تحولًا سياسيًا واضحًا نحو الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية مستقلة، حتى بدون موافقة إسرائيل”.
وأضاف شايندورف: “على المدى القريب، يمكن للدول التي اعترفت بدولة فلسطينية إنشاء سفارات لها في الأراضي الفلسطينية، ويمكن للفلسطينيين إنشاء سفارات لهم في الدول التي تعترف بهم. أما على المدى البعيد، فسيُمارس الضغط على الحكومة الأمريكية للاعتراف بدولة فلسطينية أوسع”.
العقوبات المفروضة على إسرائيل
وأشار شاني إلى العواقب المحتملة للقرارات، قائلا إنه في حين أن الجمعية العامة للأمم المتحدة لا تملك قرارات فعالة، فإنها قد يكون لها تأثير على الاتحاد الأوروبي، الذي قد يفرض عقوبات على إسرائيل.
وأضاف: “لا يوجد حديث عن مثل هذا الأمر في الوقت الراهن، ولكن إذا قامت إسرائيل، على سبيل المثال، بضم أراضٍ في الضفة الغربية رداً على الاعتراف بدولة فلسطينية، فمن المحتمل أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية على إسرائيل”.
وأضاف أن “الاعتراف بدولة فلسطين قد يضر بالصادرات الإسرائيلية إلى أوروبا ويؤدي إلى فرض عقوبات في مجالات الثقافة والتعليم والرياضة والبحث، في حين تتزايد الضغوط على الأوروبيين لاتخاذ إجراءات ضد إسرائيل مع استمرار الحرب على غزة”.
