ماذا ينتظر إسرائيل عقب موجة الاعترافات الغربية بدولة فلسطين؟

من المحتمل أن يتدهور وضع إسرائيل بشكل كبير في الفترة المقبلة، خاصة إذا استجابت لموجة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ويمكن أن تكون التأثيرات المحتملة مدمرة وشديدة في المستقبل، لكنها في الوقت الحاضر ذات طبيعة سياسية بالدرجة الأولى، حيث يتم مراقبة أبعاد هذه التطورات المتسارعة ودراستها عن كثب، بحسب تقرير القناة 12 الإسرائيلية.
يقول البروفيسور يوفال شاني من الجامعة العبرية: “لقد اعترفت معظم دول العالم بالدولة الفلسطينية قبل الموجة الحالية من تشكيل الدولة”.
وأضاف: “الجديد هو أن مجموعة من الدول الغربية أعلنت الآن اعترافها بدولة فلسطينية. هذا يعني أنه في الوقت الراهن، لن يكون هناك سوى عدد قليل جدًا من الدول الكبرى في العالم لا تعترف بدولة فلسطينية”.
من جانبها، نقلت الإذاعة العبرية عن روي شايندورف، مساعد النائب العام السابق للقانون الدولي والرئيس الحالي لقسم التحكيم الدولي، تأكيده على عدم رجوع الدول عن اعترافها بدولة فلسطينية.
يقول: “هذا الإعلان خطوة لا رجعة فيها بموجب القانون الدولي. فبمجرد اعتراف دولة بدولة أخرى، لا يعود بإمكانها إلغاؤه. ويمثل الاعتراف بدولة فلسطينية نقطة تحول بالنسبة للدول الأوروبية الكبرى”.
أمريكا لم تعترف بفلسطين
ويقول شايندورف: “قبل موجة الاعتراف الحالية، كانت هناك مجموعة من الدول المهمة التي لم تعترف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وهي دول دائمة العضوية في مجلس الأمن ولها وزن كبير على الساحة الدولية”.
لكن هذه الصورة تغيرت الآن. ففي ظل الظروف الجديدة، اعترفت عدة دول بارزة بدولة فلسطينية، بينما لا تزال الولايات المتحدة العضو الوحيد في مجلس الأمن الذي لا يعترف بدولة فلسطينية.
يشير شايندورف إلى أن الاعتراف المتزايد بدولة فلسطينية يُعقّد الاتفاقيات السياسية المستقبلية دون موافقة إسرائيل. ورغم أن التغييرات لن تحدث فورًا، إلا أنها تُعزز مسارًا سياسيًا واضحًا نحو الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية مستقلة، حتى دون موافقة إسرائيل.
ويضيف الدكتور شايندورف: “على المدى القريب، يمكن للدول التي اعترفت بدولة فلسطينية إنشاء سفارات لها في الأراضي الفلسطينية، ويمكن للفلسطينيين إنشاء سفارات لهم في الدول التي تعترف بهم. أما على المدى البعيد، فسيُمارس الضغط على الحكومة الأمريكية للاعتراف بدولة فلسطينية أكبر”.
الخوف من العقوبات على إسرائيل
قد يحدث هذا إذا ضُمّت الأراضي. مع ذلك، يُحذّر البروفيسور شاني من العواقب المحتملة لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة على قيام دولة فلسطينية أو على ردّ إسرائيل. “مع أن الجمعية العامة للأمم المتحدة لا تُصدر قرارات مُلزمة، إلا أن نفوذها قد يمتدّ إلى الاتحاد الأوروبي، الذي قد يفرض عقوبات على إسرائيل”.
وأضاف أنه “لا يوجد حديث عن مثل هذا الأمر في الوقت الراهن، ولكن إذا قامت إسرائيل، على سبيل المثال، بضم أراضٍ في الضفة الغربية رداً على الاعتراف بدولة فلسطينية، فمن المحتمل أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية على إسرائيل”.
وأوضح أن الاعتراف بدولة فلسطين من شأنه أن يضر بالصادرات الإسرائيلية إلى أوروبا، ويؤدي إلى فرض عقوبات في مجالات الثقافة والتعليم والرياضة والبحث، في حين تتزايد الضغوط على الأوروبيين للتحرك ضد إسرائيل مع استمرار الحرب على غزة.