موجة مقاطعة ضد أوبر بعد شراكتها مع شركة إسرائيلية
تواجه شركة أوبر الأمريكية حملة مقاطعة واسعة النطاق بعد أن أعلنت أنها ستستثمر عشرات الملايين من الدولارات في شركة فلايتريكس الإسرائيلية لتوصيل الطلبات عبر الطائرات بدون طيار.
وبحسب صحيفة “هآرتس” العبرية، فإن الشراكة بين الشركتين الأميركية والإسرائيلية تهدف إلى دمج خدمات “فلايتركس” في خدمة “أوبر إيتس”، التابعة لشركة “أوبر”، لتمكين خدمات توصيل أسرع وأكثر استدامة، خاصة في المدن المزدحمة.
ونقلت الصحيفة عن أوبر قولها إن الشركة تخطط لإجراء تجارب أولية لخدمتها في عدة مدن أمريكية قبل نهاية عام 2025. وستركز المرحلة الأولية على توصيل المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، مع خطط للتوسع في قطاعات أخرى في وقت لاحق.
وأثار هذا التعاون غضب العديد من الناشطين والمؤيدين الفلسطينيين، الذين يعارضون بشدة دعم الشركة الأميركية لدولة إسرائيل التي تشن حرب إبادة ضد قطاع غزة منذ عامين.
بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، بما في ذلك القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوقف العملية.
وأسفرت الإبادة الجماعية عن سقوط 65344 شهيداً و166795 جريحاً معظمهم من الأطفال والنساء، كما أودت المجاعة بحياة 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.
استخدمت جمعية أنصار الرسول العالمية (منظمة مجتمع مدني تدعو إلى مقاطعة إسرائيل) لوحة إعلانية للدعوة إلى مقاطعة شركة أوبر، مشيرة إلى أن الاتفاق يشكل “شراكة مع المحتل”.
وتضمنت لوحة الإعلانات الخاصة بالوكالة شعار “كل رحلة أوبر تمول الاحتلال” والوسم “مقاطعة أوبر”.
وكتب أمين عام الوكالة محمد الصغير على حسابه عن شركة “X” الأمريكية: “قاطعوا أوبر ولا تسمحوا لأموالكم أن تكون أداة لدعم الاحتلال ووسيلة لقتل إخوانكم في غزة!”.
وقال أحمد بن راشد بن سعيد، أستاذ الإعلام السياسي بقسم الإعلام بجامعة الملك سعود، عن شركة “إكس” الأمريكية: “أيها المسلمون، أيها الأحرار، قاطعوا أوبر وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: لن تضيعوا شيئاً إلا أعطاكم الله خيراً منه”.
في هذه الأثناء، ذكرت صفحة صحيفة فلسطين بوست على فيسبوك: “في حين يواصل العالم مقاطعة الاحتلال، تعلن شركة أوبر عن إطلاق خدمة توصيل بطائرات بدون طيار بالشراكة مع إسرائيل”.
في يونيو 2023، أنهت شركة أوبر تواجدها في إسرائيل بشكل كامل، مشيرة إلى ضعف الطلب وظروف التشغيل غير المواتية بعد العمل في تل أبيب لمدة تسع سنوات تقريبًا.
نتيجةً للمقاطعة الاقتصادية، أعلنت شركات غربية مثل كارفور وكنتاكي فرايد تشيكن وبيتزا هت إغلاق متاجرها في عدة دول بالمنطقة. كما تضرر الاقتصاد الإسرائيلي جراء المقاطعة وآثار الإبادة الجماعية المستمرة.
وبحسب موقع “واسل” الإسرائيلي للأعمال، فإن 60 ألف شركة إسرائيلية ستتوقف عن العمل في عام 2024.
كما انخفضت السياحة الوافدة إلى إسرائيل بنحو 70% العام الماضي مقارنةً بعام 2023، وفقًا لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي. وفي عام 2024، انخفض عدد السياح إلى 952 ألف سائح، مقارنةً بثلاثة ملايين سائح في عام 2023.
وتأثرت أيضًا العديد من الشركات الأمريكية بالمقاطعة الشعبية، بما في ذلك دومينوز، وماكدونالدز، وستاربكس.