تخوفات من ارتفاعات قياسية في أسعار الأسمدة وسط نقص إمدادات الغاز

منذ 2 شهور
تخوفات من ارتفاعات قياسية في أسعار الأسمدة وسط نقص إمدادات الغاز

• تقريبًا: المصانع تغطي 50% فقط من احتياجاتها. • الدجوي: الحكومة تبحث مع المصنعين زيادة حصة التصدير إلى 55%.

ويقول عدد من خبراء الصناعة الذين تحدثوا لـ«الشروق» إن النقص الحالي في إمدادات الغاز لمصانع الأسمدة يهدد بدفع الأسعار إلى مستويات قياسية عندما يبدأ موسم الزراعة الشتوي في أكتوبر/تشرين الأول.

ارتفعت أسعار الأسمدة في السوق المحلية بأكثر من 2000 جنيه للطن خلال الأسبوع الجاري، لتصل إلى 22.300 جنيه للطن، مقارنة بـ20 ألف جنيه في الأسبوع السابق له، بحسب عدد من التجار.

ورغم ارتفاع أسعار الأسمدة مؤخرا، فإن سعر الطن يظل أقل من أعلى مستوى قياسي بلغ 28 ألف جنيه للطن في أغسطس/آب الماضي.

وقال محمد الخشن، رئيس الجمعية المصرية لتجار وموزعي الأسمدة، إن المصانع لا تستطيع سوى تلبية 50% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، ما يؤدي إلى انخفاض مماثل في الإنتاج.

وأضاف الخشن، في تصريحات لصحيفة الشروق، أن مصانع الأسمدة خفضت نسبة الدعم من إجمالي الإنتاج إلى أقل من 20%، مقارنة بـ 55% في الظروف العادية. وعزا ذلك إلى رغبة الشركات في زيادة صادراتها لتعويض الخسائر المالية الكبيرة التي تتكبدها.

تُلزم الحكومة مُنتجي الأسمدة في السوق المحلية بتسليم 55% من إنتاجهم إلى التعاونيات التابعة لوزارة الزراعة بسعر 4500 جنيه مصري للطن. ويهدف هذا إلى دعم المزارعين. بالإضافة إلى ذلك، يُباع 10% من الإنتاج في السوق المحلية، بينما تُصدر النسبة المتبقية، والبالغة 35%.

وتعتمد مصانع الأسمدة في السوق المحلية على الكميات المصدرة لتحقيق الأرباح وتعويض فرق تكاليف الإنتاج عن الكميات الموردة لوزارة الزراعة.

وبحسب الخشن، فإن تكلفة إنتاج السماد المدعوم للمصانع بعد الزيادة الأخيرة في أسعار الغاز بلغت 260 دولاراً، أي ما يعادل 12.4 ألف جنيه، في حين يباع الطن المدعم بـ4.5 ألف جنيه.

وكانت أربعة مصادر مطلعة بالقطاع الصناعي، قالت لصحيفة الشروق الأسبوع الماضي، إن الحكومة قررت زيادة أسعار توريد الغاز الطبيعي للمصانع بنسبة 21%، أي ما يعادل دولارا واحدا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، اعتبارا من 16 سبتمبر/أيلول 2025. وهو ما أكده رئيس الجمعية المصرية لتجار وموزعي الأسمدة.

أعلن الخشن أن مفاوضات جارية بين الحكومة ومنتجي الأسمدة لتثبيت أسعار الأسمدة المدعومة. وفي المقابل، سترتفع حصة الشركات المصدرة من 35% إلى أكثر من 55% من إجمالي الإنتاج.

ويرى أن هذا المقترح قد يكون مرضيا لجميع الأطراف، بشرط تلبية كافة احتياجات المصانع من الغاز الطبيعي.

يُشكل الغاز الطبيعي المكون الرئيسي لإنتاج الأسمدة، حيث يُمثل أكثر من 85% منها. وتحصل المصانع المحلية على الغاز بسعر مدعوم قدره 6.75 دولار أمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية لإنتاج الأسمدة للسوق المحلية. أما الكمية المُصدّرة، فيتم توفيرها وفقًا لصيغة تسعير تحددها الحكومة.

أوضح عمر الدجوي، عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لتجار وموزعي الأسمدة، أن أزمة الغاز الحالية في مصانع الأسمدة ستؤثر على السوق المحلية مع بدء موسم الزراعة الشتوية في أكتوبر. وتوقع ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار في حال استمرار الأزمة.

وأضاف الدجوي لـ«الشروق» أن زيادة أسعار الغاز للمصانع سيكون لها تأثير كبير على أسعار الأسمدة في السوق المفتوحة (غير المدعومة)، لكنه أشار إلى أن ذلك لم يكن له أي تأثير حتى الآن بسبب آليات العرض والطلب.

ويتفق الخبير الزراعي حسين أبو صدام مع هذا الرأي، قائلاً: “مع تزايد الطلب على الأسمدة الشهر المقبل سترتفع الأسعار بسرعة كبيرة”، عازياً ذلك إلى نقص المعروض حالياً في السوق المحلية.

قال أبو صدام لـ”الشروق” إن ارتفاع أسعار الأسمدة يُسبب خسائر مالية وأعباءً مالية كبيرة للمزارعين، لكنه لا يؤثر على أسعار الخضراوات والفواكه. وأوضح أن أسعار السلع الزراعية تُحددها قوى العرض والطلب فقط.


شارك