السردية الوطنية.. كيف تخطط مصر لملف الصناعة خلال 5 سنوات؟
بقلم: دينا خالد
تولي الحكومة المصرية أهمية بالغة للقطاع الصناعي، وتعمل على تطويره. وتعتبره ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية، إذ يزيد من حجم الإنتاج والدخل والصادرات، ويرفع مستويات الإنتاجية.
وبحسب الرواية الوطنية، اعتمدت الدولة على ركائز النمو الاقتصادي لخلق بيئة مواتية للنمو والتنافسية وتوفير فرص عمل لائقة ومنتجة في مواجهة التقلبات الإقليمية والعالمية في البيئة الاقتصادية والسياسية.
وأعطت الحكومة الأولوية لتعزيز سلاسل القيمة المحلية، وإنشاء التجمعات الصناعية، وتطوير البنية التحتية، وزيادة كفاءة الاقتصاد المصري.
وتركز الحكومة على دعم قطاع الأعمال لتحقيق القدرة التنافسية وزيادة كفاءة السوق وتحسين الاتصال بين سلاسل القيمة المحلية والعالمية.
يُعدّ تعزيز التصنيع أحد الأهداف الرئيسية لرؤية مصر 2030. ويتمثل الهدف في تطوير صناعة وطنية تنافسية تُسهم في النمو من خلال دعم الصناعات المحلية، وتشجيع القطاعات القائمة على التكنولوجيا والمعرفة، وزيادة معدلات نموها. وينصبّ التركيز على القطاعات ذات الإمكانات التصديرية العالية، بما في ذلك قطاعات الكيماويات والأغذية والمنسوجات والمعادن.
وتتضمن هذه الاستراتيجية أيضًا تعزيز الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الروابط بين الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الكبيرة، والتوجه نحو الصناعات الخضراء بسبب الفرص الواعدة التي توفرها.
وتشكل القطاعات السبعة التي حددتها رؤية مصر 2030 كمحركات للنمو نموذجا لذلك.
وفقًا للخطة الوطنية للحكومة، سيساهم تحقيق هذه الأهداف في الارتقاء بمعايير التصنيع المحلي. ويتحقق ذلك من خلال الاستفادة من فرص نقل التكنولوجيا من الشركات والمؤسسات الأجنبية في مصر، وتوطين الصناعة، وإنشاء وتطوير المناطق والتجمعات الصناعية، ودعم تطوير سلسلة التوريد. ويتطلب ذلك أيضًا تعزيز الابتكار من خلال تشجيع الأفكار الجديدة وتقديم حوافز لدعم المواهب الشابة.
تسهيل إجراءات التراخيص الصناعية والتحول الرقمي في تقديم الخدمات، بالإضافة إلى تحقيق التوازن بين الإنتاج والاستهلاك، وعدم إهمال المناطق الحدودية والمحافظات الأكثر احتياجاً، والتحول إلى الصناعات الخضراء من خلال دعم الصناعات الصديقة للبيئة التي تتبع سلاسل التوريد والخدمات الخضراء.
وفي إطار الجهود الرامية إلى زيادة القدرة التنافسية الاقتصادية من خلال تعزيز قدرة الدولة على إنتاج السلع والخدمات بطريقة تلبي الاحتياجات المحلية وتكون قادرة على المنافسة في الأسواق الإقليمية والدولية، تركز رؤية مصر 2030 على تحسين مناخ الأعمال وزيادة القدرة التنافسية من خلال دعم الصادرات شديدة التنافسية بشكل مستمر وتسهيل جميع سبل الوصول إلى الأسواق الدولية.
دعم التحول نحو الصادرات ذات القيمة المضافة من خلال عنصر التكنولوجيا العالية والذي من شأنه أن يعمل تدريجيا على تعميق التصنيع المحلي وزيادة القدرة التنافسية.
وتعمل الدولة على توسيع ربط الأنشطة الاقتصادية بسلاسل القيمة العالمية في مختلف القطاعات والاستفادة من التطورات التكنولوجية في الأسواق الإقليمية والدولية الجديدة.
ولتحقيق ذلك، حددت رؤية مصر 2030 مجموعة من الإجراءات، منها تطوير المنظومة الإجرائية والتشريعية، وتنفيذ سياسات فعّالة وعادلة للمنافسة، وميكنة خدمات الاستثمار الأجنبي، وتعزيز التحول الرقمي، وميكنة الخدمات وتوفير البيانات.
وركزت الرؤية على تطوير الإنتاج والصادرات على أساس الاقتصاد الدائري الأخضر، ودعم مجموعات العقود وتحسين تكامل مشاريعها.
وبحسب الخطاب الوطني، صدر مؤخراً القانون رقم 178 لسنة 2023 بشأن هيئة ضمان الصادرات والاستثمار المصرية، والذي يهدف إلى تحسين مناخ الاستثمار ودعم الصادرات المصرية من خلال آلية متكاملة لتوفير الضمانات وتعزيز الوصول إلى الأسواق الخارجية.