رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة لـ«الشروق»: موقف أمريكا تجاه قضية فلسطين مخزٍ وغير أخلاقي

منذ 2 ساعات
رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة لـ«الشروق»: موقف أمريكا تجاه قضية فلسطين مخزٍ وغير أخلاقي

إن منع الولايات المتحدة للرئيس الفلسطيني من حضور جلسات الجمعية العامة يشكل انتهاكا واضحا لالتزاماتها كدولة مضيفة.

 

قال رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة السفير ماجد عبد الفتاح إن الموقف الأميركي من القضية الفلسطينية “مخز وغير أخلاقي” ويتناقض مع مكانة واشنطن كقوة عظمى تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان ودعم القيم الدولية.

وقال عبد الفتاح إن الموقف الأميركي صادم وغير مقبول في ظل المأساة الإنسانية التي يعاني منها الفلسطينيون نتيجة العدوان العسكري والحصار ومنع المساعدات، بل واستخدام إسرائيل للتجويع كسلاح للتهجير القسري.

أكد عبد الفتاح لصحيفة الشروق أهمية إعلان عشر دول جديدة مؤخرًا الاعتراف بدولة فلسطين، قائلاً: “يعكس هذا التطور قوة الزخم الدولي الداعم للحقوق الفلسطينية، إذ بلغ عدد الدول المعترفة بالدولة 160 دولة من أصل 193 دولة عضوًا في الأمم المتحدة. وتعزز هذه الخطوة الضغط العربي والإسلامي والدولي لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة”.

وتابع: “الخطوة التالية ستكون تقديم طلب جديد إلى مجلس الأمن لتقديم توصية إلى الجمعية العامة بهذا الشأن. ومع اعتراف دول مؤثرة كفرنسا وبريطانيا، ستجد الولايات المتحدة نفسها معزولة تمامًا بسبب موقفها السلبي، لا سيما وأن هذا يتماشى مع تنفيذ قرار التقسيم رقم 181، الذي دعا إلى إنشاء دولتين، إسرائيل وفلسطين”.

فيما يتعلق بالتدابير الواجب اتخاذها لمواجهة التحيز الأمريكي، أوضح أن هناك مسارين للتصعيد. الأول: عقد اجتماع جديد لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية لفضح الاستخدام الست للفيتو الأمريكي، ولإبراز التناقض بين المواقف الأمريكية والشعارات الأمريكية. في ثلاث من هذه المناسبات، حظيت القرارات المطروحة للتصويت بدعم 14 عضوًا آخر، مما كشف عن عزلة واشنطن.

وتابع: ثانياً، تفعيل آلية تمكن الجمعية العامة من عقد جلسة لبحث استخدام حق النقض وتقديم مشروع قرار ينص على إجراءات عقابية طوعية ضد إسرائيل وقيادتها ويدعو الدول إلى الالتزام بها.

وصف قرار الحكومة الأمريكية بمنع الرئيس الفلسطيني من المشاركة في جلسة الأمم المتحدة الأخيرة بأنه انتهاك واضح لالتزاماتها كدولة مضيفة وللاتفاقيات الدولية المتعلقة بحصانات وامتيازات الأمم المتحدة. وأضاف: “اعتقدت الحكومة الأمريكية أن هذا القرار سيُضعف القضية الفلسطينية، لكن ما حدث هو العكس. ساهم الحظر في تزايد عدد الدول التي اعترفت بفلسطين، وصوّتت 145 دولة للسماح للرئيس بإلقاء خطابه المرئي، مما شكّل ضربة سياسية قاسية لواشنطن”.

في معرض تقييمه لنتائج القمة العربية الإسلامية الأخيرة، قال عبد الفتاح إن القمة اعتمدت إعلانًا واضحًا يرفض عمليات الطرد، ويؤكد على ضرورة إنهاء العدوان والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية عبر الأونروا بدلًا من الجيش الإسرائيلي. والأهم من ذلك، أن تُترجم هذه القرارات إلى خطوات عملية ملموسة تُمكّن الدول العربية والإسلامية من فرض إرادتها على إسرائيل والولايات المتحدة، بدلًا من الاكتفاء بالتحرك في الأمم المتحدة، رغم أهميتها.

ووصف دور مصر بأنه محوري في معالجة الأزمة، بالتنسيق مع القوى العربية المؤثرة كالسعودية وقطر والأردن. وتدرك القاهرة أن الطرد يعني نهايةً كاملةً للقضية الفلسطينية، وهو أمرٌ مرفوضٌ عربياً. وأكد أن مصر تبذل جهوداً كبيرة منذ أحداث السابع من أكتوبر، سواءً على الصعيد السياسي أو الإنساني أو من خلال المؤسسات الدولية.


شارك