المشاط: إجراءات متكاملة لتشجيع الصناعة وزيادة الصادرات وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة

منذ 2 ساعات
المشاط: إجراءات متكاملة لتشجيع الصناعة وزيادة الصادرات وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة

• تحسن معدلات النمو رغم التأثير السلبي لتراجع نشاط قناة السويس وقطاع الإنتاج. • نحن نعمل على تحريك قطاعات الاقتصاد الحقيقي وزيادة خلق القيمة.

قالت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي إن الاستراتيجية الوطنية للتنمية الاقتصادية يجب أن تركز على السياسات والإجراءات والإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها الدولة لتحويلها إلى نموذج اقتصادي يعزز الاستقرار الاقتصادي الكلي وينفذ إصلاحات هيكلية للتركيز على القطاعات الأكثر إنتاجية من خلال استراتيجيات الاستثمار الأجنبي المباشر والتوطين الصناعي والتخطيط الإقليمي وتوطين التنمية الاقتصادية.

جاء ذلك في إطار لقاء موسع عقدته مع رؤساء تحرير الصحف والمواقع الإخبارية وعدد من الكتاب، ضمن لقاءات الوزارة العديدة في إطار الحوار المجتمعي حول موضوع “الخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية: إجراءات لدعم النمو وفرص العمل”.

وأكدت أن الإعلام شريك مهم وفعال وأن الوزارة ملتزمة بالتواصل المستمر والرد على استفسارات ممثلي وسائل الإعلام في كل ما يتعلق بعمل الوزارة وخاصة ما يتعلق بالتغطية الإعلامية.

وأشارت إلى أن اسم الاستراتيجية يعكس دورها كإطار شامل لمختلف السياسات والرؤى، إذ تشمل رؤية 2030، وخطة عمل الحكومة، والاستراتيجيات القطاعية كاستراتيجية الاستثمار الأجنبي المباشر، والتنمية الصناعية، والتشغيل، وريادة الأعمال، وجميعها محركات مهمة للتنمية الاقتصادية. وأوضحت أنه في هذا السياق العالمي المتغير باستمرار، يتعين على الدول إبراز وتعزيز نموذجها الاقتصادي والاستراتيجيات التي تنتهجها لاغتنام الفرص واستغلال التقلبات والإجراءات الحمائية في جميع أنحاء العالم للتركيز على مزاياها التنافسية.

وأشارت إلى أن تعليقات العديد من الخبراء الاقتصاديين تُشير إلى أن برامج الإصلاح الاقتصادي في مصر ركزت حصريًا على السياسات المالية والنقدية، دون مراعاة الاقتصاد الحقيقي. وأكدت أن هذا النهج استند إلى هذا النهج، مستفيدًا من الاستقرار الذي حققته الدولة في السياسات المالية والنقدية، ونجاحها في مواجهة التحديات العديدة منذ إجراءات مارس 2024، لتحفيز الاقتصاد الحقيقي، والتركيز على سياسات النمو والتوظيف، والتركيز على القطاعات ذات القيمة المضافة العالية.

وأشارت إلى أن هذا السرد يُعدّ “برنامجًا للإصلاح الاقتصادي” وأداةً لتعزيز ركائز الاقتصاد المصري. فهو يعكس إجراءاتٍ سياسيةً وإصلاحاتٍ هيكليةً تدعم النمو وتجذب الاستثمارات، وتعزز مشاركة القطاع الخاص، وتُقدّم بدائل تمويليةً متاحة، وتُبرز الفرص القطاعية الواعدة.

وتحدثت عن مؤشر آفاق التعقيد الاقتصادي، الذي يُبرز تقدم مصر واحتلالها المركز الخامس بين 145 دولة. ويعكس هذا التقدم الإمكانات الكبيرة للاقتصاد المصري لتنويع صادراته وزيادة قيمتها المضافة. كما تُصنّف مصر ضمن أعلى الدول متوسطة الدخل تصنيفًا في مؤشر آفاق التعقيد الاقتصادي الأخضر، مما يُؤكد الفرص الكبيرة المتاحة للاقتصاد المصري للتحول إلى قطاعات أكثر إنتاجية ذات قيمة مضافة حقيقية.

وأوضحت أن الاستراتيجية تهدف إلى الاستفادة من البنية التحتية المتطورة التي تحققت بالفعل، والتي توفر أساسًا داعمًا للتصنيع التجاري وتعزز تنافسية الاقتصاد. وتهدف إلى بناء اقتصاد أكثر ديناميكية قادرًا على امتصاص الصدمات الخارجية، وضمان استقرار الاقتصاد الكلي كشرط أساسي للتنمية الاقتصادية، وتعزيز التحول الهيكلي نحو القطاعات القابلة للتداول، وإعادة تعريف دور الدولة في الاقتصاد، وتعزيز القطاع الخاص.

وأوضحت أنه على الرغم من متوسط المعدلات المسجلة منذ يوليو 2024، إلا أن خلفية هذه الأرقام أكثر أهمية. فليست أرقام النمو هي الحاسمة، بل مكوناتها. وتُعدّ الصناعات التحويلية غير النفطية، إلى جانب السياحة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والزراعة، والتجارة، من القطاعات المحفزة للنمو. هذا على الرغم من التأثير السلبي لتراجع نشاط قناة السويس بسبب التوترات الجيوسياسية وتراجع إنتاج النفط والغاز. وهذا يعكس الفرص الكبيرة التي تتيحها عودة هذه القطاعات إلى النمو خلال الفترة المقبلة للاقتصاد.

وأشارت إلى الأثر الإيجابي لإدارة الاستثمار العام باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي، والذي ساهم في ارتفاع حصة الاستثمار الخاص من إجمالي الاستثمار إلى نحو 62.8% في الربع الثالث من السنة المالية الماضية، وهو ما يمثل زيادة قدرها 24% مقارنة بانخفاض الاستثمار العام.

وأوضحت الوزيرة أن الاستراتيجية تترجم أولويات الإصلاح الهيكلي إلى مجموعة متسقة من الأهداف الكمية ضمن إطار اقتصادي كلي مبسط يتضمن أهدافاً قابلة للقياس حتى عام 2030. وأشارت إلى أن 25 جهة وطنية تنفذ عشرات الإصلاحات في إطار البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي، وتتابع الوزارة تنفيذ هذه الأهداف.

وأكدت أن هذا السرد يهدف إلى إعادة تعريف دور الدولة في الاقتصاد وتعزيز القطاع الخاص كمحور رئيسي لتهيئة بيئة أعمال ومناخ استثماري مواتٍ. وأوضحت أن هذا التغيير يقوم على مبدأ الانتقال التدريجي من دور تنفيذي مباشر إلى دور تنظيمي تمكيني وشريك استثماري، مما يساهم في زيادة كفاءة تخصيص الموارد وتعظيم عوائد الأصول العامة. وأكدت أن وثيقة سياسة ملكية الدولة هي المرجع الرئيسي الذي يحدد إطار تدخل الدولة في مختلف القطاعات، ويميز بين القطاعات التي تستمر الدولة في إدارتها لأسباب استراتيجية وتلك التي تُتاح فيها فرص للقطاع الخاص، سواء من خلال الشراكات أو التخارج الكامل أو الجزئي. وهذا يعكس ترسيخ مبادئ الحوكمة والشفافية، ويعزز تنافسية الاقتصاد المصري.

وأشارت إلى أنه لتنفيذ هذه الرؤية سيتم دمج ثلاث وحدات رئيسية تقوم بأدوار متخصصة ومترابطة، وهي: وحدة شركات القطاع العام التابعة لمجلس الوزراء، والتي أنشأها أو يملكها قانون شركات القطاع العام، وصندوق مصر السيادي، ووحدة الطروحات الحكومية.

فيما يتعلق بالمحور الثالث، والمتعلق بالتحول نحو القطاعات القابلة للتداول، أوضحت المشاط أن السرد رصد مُضاعِف التوظيف في مختلف القطاعات، وأظهر أن قطاع الصناعات التحويلية حقق أعلى مُضاعِف توظيف، يليه قطاع الخدمات. وأشارت إلى أن السرد يهدف إلى التحول نحو نموذج يركز على هذه القطاعات.

وأضافت أن تمويل التنمية يُعدّ قاسمًا مشتركًا بين مختلف محاور العمل لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. ومن خلال آليات التعاون الدولي، نجحت الوزارة في تحويل مصر إلى منصة للتمويل منخفض الفائدة من شركاء التنمية، سواءً للقطاعين العام والخاص. ومنذ عام ٢٠٢٠، بلغ هذا التمويل حوالي ١٦ مليار دولار.

وأشارت إلى أن شراكتنا مع الاتحاد الأوروبي تتضمن تقديم ضمانات استثمارية بقيمة 1.8 مليار يورو لحشد 5 مليارات يورو من الاستثمارات العامة والخاصة. وأشارت إلى أنه نتيجةً للجهود المبذولة مؤخرًا، تُموّل المؤسسات الدولية الثنائية القطاع الخاص لأول مرة في تاريخ مصر. ولذلك، تتخذ الشراكات مع المؤسسات الدولية أشكالًا متنوعة من التعاون والتكامل.

وأكدت أن الاستراتيجية، في حين تهدف إلى بناء نموذج اقتصادي قائم على القطاعات الأكثر إنتاجية، نرصد مؤشرات واتجاهات حالية تعكس تطورات عديدة. وأضافت أن الاستراتيجية ستتضمن استراتيجية للحماية الاجتماعية والتنمية البشرية خلال مرحلة الحوار المجتمعي.

وأوضحت أن الأهداف الكمية في السرد تم تحديدها بناء على ثلاثة سيناريوهات أساسية: سيناريو الإصلاحات المتسارعة وسيناريو متحفظ في حال تصاعد حالة عدم اليقين العالمي.

وأشارت إلى أنه سيتم عقد سلسلة من جلسات النقاش والحوار خلال الشهرين المقبلين في إطار الحوار المجتمعي حول السرد، بهدف دمج الملاحظات المختلفة من المتخصصين ودمج مخرجات المؤتمر الدولي للسكان والصحة والتنمية 2025 لإنتاج نسخة نهائية تتضمن ملاحظات مختلفة حول الفصول الخمسة من السرد.


شارك