الروبوتات المفخخة.. القاتل الصامت الذي يفتك بالغزيين

منذ 2 ساعات
الروبوتات المفخخة.. القاتل الصامت الذي يفتك بالغزيين

“تشتعل النيران فوق رؤوسهم، ويدمرهم عدوهم، ويحصد الجوع أرواحهم، وينتظرهم المجهول”. مئات الآلاف من سكان غزة، وخاصة في مدينة غزة، عالقون في بؤسهم مع تصاعد العدوان بوتيرة غير مسبوقة.

يستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي سلاحًا فتاكًا تلو الآخر، للضغط على سكان قطاع غزة. ويُعتقد على نطاق واسع أن خطته هي طرد الفلسطينيين من أرضهم.

– الروبوتات المتفجرة… نار ترتجف لها القلوب

ووصفت الضغوط الحالية على مدينة غزة بأنها غير مسبوقة، خاصة مع تصعيد جيش الاحتلال لعدوانه، وخاصة من خلال استخدام الروبوتات المتفجرة التي تدفع سكان قطاع غزة إلى براثن النار، وتثير الرعب في قلوب الشهود، وتودي بحياة عدد من الشهداء قد يكون أضعاف ما تم الإعلان عنه وإحصاؤه.

 

لم يجد جيش الاحتلال صعوبة في تجهيز عدد كبير من الروبوتات المتفجرة. فقد استغلّوا تضرر المركبات العسكرية – عادةً نتيجة هجمات المقاومة – لتفجيرها عن بُعد.

يُجهّز جيش الاحتلال هذه الروبوتات بكميات هائلة من المتفجرات، ثم يُطلقها عن بُعد في شوارع مدينة غزة. بعد وضعها في المنطقة المستهدفة، يحدث انفجارٌ بعد ذلك بوقت قصير، وهو أمرٌ ربما لم يشهده سكان قطاع غزة خلال أسوأ مراحل العدوان الوحشي.

 

– سماء غزة…احمرت بفعل الروبوتات

انفجار روبوت مفخخ كفيل بتحويل السماء إلى اللون الأحمر، وتقطيع جثث الحاضرين إلى أشلاء يصعب انتشالها. وبحسب أقاربهم، فقد اختفى العديد من سكان غزة نتيجة انفجارات هذه الروبوتات.

ويقول شهود عيان على الأرض، ومن بينهم عالم الغول الذي يتطوع بين الحين والآخر للمساعدة في انتشال جثث الشهداء، إن المباني تهدم بالكامل أو تفرغ تقريباً من سكانها بسبب انفجار روبوت مفخخ.

 

قال الغول إن هذا السلاح الإسرائيلي الفتاك أباد عائلات فلسطينية بأكملها. وأضاف لبي بي سي أن العديد من الشهداء، أو بالأحرى رفاتهم، يرقد تحت الأنقاض، ويصعب، إن لم يكن من المستحيل، انتشالهم.

تل الهوى، الزيتون، الشيخ رضوان، الصبرة، جباليا، وربما غيرها هي أهداف هذا التصعيد من العدوان الإسرائيلي، الذي يهدف إلى تهجير السكان وحشرهم في مساحة صغيرة جنوب قطاع غزة.

الروبوتات التي تعمل بالطاقة الزلزالية

تُفجّر قوات الاحتلال الإسرائيلي 17 سيارة مفخخة في غزة يوميًا. وفي الأسبوع الماضي، وثّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تفجير الجيش الإسرائيلي ما يقارب 120 سيارة مفخخة، تحتوي على حوالي 840 طنًا من المتفجرات، في مناطق سكنية بمدينة غزة.

“إن تفجير سيارة مفخخة تحتوي على ستة إلى سبعة أطنان من المتفجرات يعادل تقريبًا كمية الطاقة المنبعثة من زلزال طبيعي بقوة 3.7 درجة على مقياس ريختر”، هذا ما يلخصه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

 

– الهروب تحت ضغط الغارات الجوية… والطرد العكسي

دفع فظاعة الهجوم على مدينة غزة بعض السكان إلى الفرار. ويُقدّر المكتب الإعلامي الحكومي عدد من غادروا المدينة خلال القصف بـ 270 ألفًا.

وفي الوقت نفسه، أشار المكتب إلى أن أكثر من 900 ألف فلسطيني ما زالوا يعيشون بثبات في مدينة غزة وشمال البلاد، ويرفضون رفضاً قاطعاً طردهم إلى الجنوب.

 

بالإضافة إلى ذلك، سُجِّلت حركة عودة. وذكر المكتب أن فرقه وثَّقت العائدين؛ وبحلول عصر السبت، عاد أكثر من 22 ألف شخص إلى مناطقهم الأصلية داخل مدينة غزة. وقد نقلوا أثاثهم وممتلكاتهم جنوبًا إلى مكان آمن، ثم عادوا إلى مدينتهم التي تفتقر حتى إلى أبسط الضروريات.

– الروبوتات المتفجرة… ما هو المخجل في المصطلح العسكري؟

تحدثت الشروق مع اللواء الركن الطيار الدكتور هشام الحلبي مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، حول التوسع الأخير في استخدام الروبوتات المتفجرة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب الحلبي، فإن الروبوتات المتفجرة هي مركبات ذاتية القيادة وموجهة وتحتوي على متفجرات ويمكن التحكم فيها عن بعد (أي لا يتطلب الأمر تدخلاً بشرياً لتحريك الروبوت).

والسبب هو أن جيش الاحتلال يحاول تجنب نشر قوات برية في هذه المناطق لتجنب الخسائر. ولذلك، يعتمد على هذه الروبوتات لزيادة حجم الدمار.

 

ويوضح الحلبي سبب الدمار الهائل والعدد الكبير من الضحايا الذي تسببه هذه الروبوتات، حيث أنها صغيرة الحجم و…

يصعب اكتشافها، خاصةً في ظل الأنقاض والدمار الذي يملأ قطاع غزة. وهذا يسمح لهذه الروبوتات بتحقيق الهدف الذي أراده جيش الاحتلال، ألا وهو إحداث دمار واسع النطاق.

يربط الحلبي هذه القضية بخطة إسرائيل لتهجير الفلسطينيين قسرًا من أراضيهم. ويقول إن الاستخدام المتزايد للروبوتات والدمار الهائل الذي تُسببه يُرسل رسالةً إلى السكان مفادها أن لا حياة في هذه المناطق، مما يُجبرهم على الرحيل.


شارك