دعوات برلمانية لضمان عدالة تصنيف وحدات الإيجار القديم

منذ 2 ساعات
دعوات برلمانية لضمان عدالة تصنيف وحدات الإيجار القديم

• اقتراح بمنح المستأجرين قطع أراضي سكنية بدلاً من الوحدات السكنية وعدم حصرهم في المحافظة الواحدة. • الفيومي: لجان التعداد بدأت عملها بالمحافظات. • السعيد: شكاوى من خلافات بين الملاك والمستأجرين بعد إصرار الأخير على الإخلاء.

تزايدت مطالب البرلمان بتوفير ضمانات حقيقية لتصنيف عادل للمساكن القديمة، والإعلان السريع عن مساكن أو أراضٍ بديلة للمستأجرين. جاء ذلك بعد أن بدأت الحكومة تطبيق القانون الجديد مطلع سبتمبر. ويجري حاليًا تشكيل لجان لحصر المساكن وتصنيفها إلى فئات “منخفضة التكلفة” و”متوسطة الجودة” و”عالية الجودة”. وفي الوقت نفسه، تُطرح مقترحات لتوفير أراضٍ بديلة لبعض الشقق.

وتنص المادة 3 من القانون رقم 164 لسنة 2025 على أنه تنشأ بقرار من المحافظ المختص لجان حصر في كل محافظة لتقسيم المناطق التي تحتوي على أماكن مؤجرة للسكنى إلى مناطق محددة ووسطى واقتصادية وفقاً لأحكام هذا القانون.

أكد رئيس لجنة الإسكان والمرافق العامة والبناء بمجلس النواب، محمد عطية الفيومي، أن الحكومة قادرة على حل مشاكل الإيجارات القديمة دون إثارة أزمات. وأوضح أن اللجان بدأت عملها بالفعل في المحافظات، حيث تقوم بتحديد الشقق الإيجارية وتصنيفها إلى “منخفضة التكلفة” و”متوسطة التكلفة” و”عالية الجودة” بناءً على معايير مختلفة، أبرزها الموقع وسنة البناء والمرافق.

وأضاف الفيومي لـ«الشروق» أن القانون ينص على إمكانية مد عمل لجان التعداد لمدة مماثلة إذا دعت الحاجة بقرار من رئيس مجلس الوزراء، مضيفاً: «لا داعي للقلق من تأخر اللجان في عملها، فهذه القضية في غاية الأهمية بالنسبة لاهتمام الحكومة».

وفيما يتعلق بالسكن البديل، أشار الفيومي إلى أن الحكومة ستعلن مطلع الشهر المقبل عن منصة إلكترونية لتلقي طلبات المستأجرين الراغبين في السكن البديل. وتابع: “خلال المداولات البرلمانية حول القانون، زودتنا الحكومة ببيانات الأراضي والوحدات السكنية المخصصة في المحافظات لتلبية احتياجات المواطنين من السكن البديل”.

دعت النائبة سناء السعيد الحكومة إلى استئناف عمل لجان حصر الشقق القديمة للإيجار في المحافظات، مع وضع ضمانات حقيقية للتصنيف العادل. وقالت: “بحسب التصريحات الرسمية لرئيس الوزراء، بدأت هذه اللجان عملها بالفعل، لكننا لم نسمع عنها شيئًا على أرض الواقع”.

وأوضح السعيد لـ«الشروق» أن مدة العمل المقررة قانوناً لهذه اللجان هي ثلاثة أشهر، مضيفاً: «نقترب من نهاية الشهر الأول من هذه المدة دون أن تعمل فعلياً مع المواطنين».

وأكدت وجود اعتراضات من المواطنين على دفع 250 جنيهًا شهريًا لحين انتهاء لجان التعداد من عملها وتحديد فئة الوحدات الإيجارية. وأشارت إلى أنها تلقت عدة شكاوى من محدودي الدخل يشكون من محدودية قدرتهم على دفع هذا المبلغ. ومن المتوقع أن يزداد هذا المبلغ بعد انتهاء عمل اللجان.

وأشارت إلى أنها تلقت شكاوى بشأن نزاعات بين المُلاك والمستأجرين بعد إصرارهم على طرد المستأجرين. كما لاحظت شكاوى يومية من فئات مُهمشة، تشعر بالقلق على مصيرها المجهول، في ظل التخفيضات الكبيرة في الرواتب والمعاشات التقاعدية، مما يضعها تحت ضغط كبير.

في غضون ذلك، دعا النائب إيهاب رمزي إلى دراسة إمكانية تخصيص أراضٍ سكنية للمستأجرين القادرين على العمل ممن لهم الأولوية في الحصول على مسكن بديل. وقال: “ينص القانون حاليًا على تخصيص مسكن بديل فقط، لكننا بحاجة إلى توسيع معايير الأهلية للباحثين عن مسكن بديل أو أرض سكنية”.

وأضاف رمزي لـ«الشروق» أن أسعار الأراضي السكنية التي تطرحها الدولة حالياً مناسبة لكثير من المستأجرين، وأنه يجب إعادة النظر في توفير المخصصات لها بدلاً من تخصيصها للمواطنين بالقرعة.

وتابع: “يمكن للمستأجرين بيع هذه الأراضي ربحًا، أو بناء مساكن تكون ملكًا لهم وحدهم”. ودعا إلى ضرورة الالتزام بموقع محدد عند الحصول على مسكن بديل، مؤكدًا على ضرورة منح المستأجر حق شراء المسكن في أي محافظة من محافظات الجمهورية. وأضاف: “لا يجوز الالتزام بالنص الحكومي الوارد في قواعد وإجراءات منح المسكن البديل، والذي ينص على أن يكون المسكن المراد تخصيصه والمسكن الإيجاري الشاغر لهما نفس الغرض وفي نفس المحافظة”.

دعا رمزي الحكومة إلى الإعلان فورًا عن خيارات السكن البديلة وأسعارها وشروط تملكها. وأضاف: “إن التأخر في توفير هذه الشقق للمستأجرين يُحدث فجوة ثقة كبيرة بين المواطنين والجهات المعنية. لذا، يجب الوفاء بوعود الحكومة”.

وتابع: “قبل أيام، تقدمتُ بسؤال برلماني حول عدم إعلان الحكومة قرارها بشأن قواعد وشروط وإجراءات تطبيق المادة الثامنة من القانون، المتعلقة بالسكن البديل. ولم تقم الحكومة بحملة إعلامية واضحة لشرح تفاصيلها وآليات الاستفادة منها. ونتيجةً لذلك، يجهل معظم المستأجرين حقوقهم المكفولة قانونًا، مما يُثير بلبلة وتساؤلات في الشارع المصري”.

في وقت سابق، قدّم النائب أشرف أمين سؤالاً برلمانياً. وأوضح أنه على الرغم من أن التعداد السكاني يُعدّ خطوة أولى مهمة نحو معالجة هذه القضية الحساسة، إلا أن ملايين العائلات التي تعيش في هذه الأحياء منذ عقود لديها مخاوف مشروعة. وإن غياب الضمانات الواضحة وآليات التنفيذ العادلة قد يُعرّض استقرارها للخطر.


شارك