مستثمرون: حوافز الحكومة للقطاع الصناعى تخدم توطين الصناعة الوطنية وتقلل فاتورة الواردات

منذ 3 ساعات
مستثمرون: حوافز الحكومة للقطاع الصناعى تخدم توطين الصناعة الوطنية وتقلل فاتورة الواردات

أكد عدد من المستثمرين في القطاع الصناعي المصري أن الحوافز التي أعلنتها الحكومة للقطاع الصناعي تستهدف توطين الصناعة الوطنية وخفض تكلفة الاستيراد.

قدمت الحكومة حوافز للقطاع الخاص لتعزيز الاستثمار في 28 صناعة وفرص استثمارية واعدة بهدف تعزيز التصنيع المحلي وتلبية احتياجات السوق.

أعلن الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كلف بإعداد دراسة لتقديم حافز مؤقت للمستثمرين الراغبين في الاستثمار في القطاعات الواعدة والمستهدفة.

وتوقع محمد خميس، رئيس جمعية مستثمري 6 أكتوبر، أن تحظى هذه الفرص بإقبال كبير من القطاع الخاص، الذي سيستفيد من الحوافز والمبادرات الخاصة التي تقدمها الحكومة لدعم هذه الصناعات.

وأضاف خميس في تصريح لـ«الشروق» أن التوجيهات الرئاسية تساهم في إنجاح خطط الحكومة لتوجيه المزيد من الاستثمارات إلى هذه القطاعات الواعدة، بما ينعكس إيجاباً على معدلات النمو الاقتصادي، خاصة أنها تدر إيرادات كبيرة وتساهم في خلق المزيد من فرص العمل.

من جانبها، أوضحت وزارة الصناعة والتجارة أن معايير اختيار هذه الفرص تتمثل في حاجة السوق المصرية لهذه الصناعات، وتوافر الطاقة والعمالة الفنية المدربة، وتوافر المواد الخام والموارد في مصر، وتوافر تكنولوجيا الإنتاج والمصانع اللازمة للصناعة، واستغلال الموقع الجغرافي لمصر لتوزيع المنتجات الصناعية.

وأضافت أنها ستطلب من كافة الوزارات والهيئات الحكومية والجهات المعنية بجذب المستثمرين مشاركة الرؤية نفسها وتشجيع المستثمرين على إقامة المشاريع الصناعية في هذه القطاعات المحددة من أجل تحقيق التوافق بين مختلف الوزارات والجهات.

وقال بهاء العدلي، رئيس جمعية مستثمري مدينة السادات، إن تعزيز الصناعة المحلية أصبح أولوية لجميع القطاعات، وسيجني المستثمرون فوائد عديدة من خلال الاستثمار في هذه الفرص المهمة.

وأضاف العادلي أن هذه الاستثمارات النوعية الجديدة سيستفيد منها الجميع، بما في ذلك القطاع الخاص والمصدرين والدولة والاقتصاد ككل، وهو ما سيساهم في زيادة معدلات الإنتاج والتصدير.

حددت الحكومة هدفًا يتمثل في زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي من 14% إلى 20% سنويًا بحلول عام 2030. ويتماشى هذا مع الاستراتيجية الوطنية الصناعية 2024-2030، التي أُطلقت العام الماضي. وتُعد الاستراتيجية خطة مدتها ست سنوات على ثلاث مراحل. وتركز على توطين الصناعة، وتعميق التصنيع المحلي، وتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي، والانتقال إلى الاقتصاد الأخضر. كما تهدف إلى زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي وحجم الصادرات، وتحقيق أعلى جودة ممكنة للمنتجات المصرية. ويشمل ذلك زيادة مساهمة الاقتصاد الأخضر في الناتج المحلي الإجمالي من خلال الصناعات الخضراء إلى 5%، وخلق ما يقرب من 8 ملايين فرصة عمل للحد من البطالة، وتقديم الدعم الفني للمصانع الصغيرة ودمجها في الاقتصاد الرسمي، ومعالجة مشاكل المصانع المتعثرة والمتوقفة عن الإنتاج.

رحّب محمد مقلد، عضو غرفة الصناعات الكيميائية، بإعلان الحكومة عن هذه الفرص، واعتبرها مهمة ومفيدة للجميع. وأضاف مقلد أن الاستثمار وتوسيع هذه الفرص من شأنه أن يزيد معدلات الإنتاج والتصدير، ويحقق خطط الدولة لزيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي.

وأكد مقلد أنه يجب على جميع الشركات دعم هذه الصناعات الواعدة بشكل كامل وتخفيض الرسوم وتبسيط الإجراءات وتوفير الأراضي الصناعية اللازمة بأسعار رمزية.

وشدد مقلد على ضرورة الدفع بخطة الإصلاح ومواصلة دعم القطاع الصناعي، باعتباره عصب الاقتصاد والمحرك الحقيقي للتنمية، ويمكنه المساهمة في خفض معدلات البطالة والتضخم.

أكد محمد البهي، عضو جمعية الصناعات المصرية، أن هذه التسهيلات ستساهم في زيادة الاستثمار في الصناعة. وأكد على ضرورة توفير تمويل مُيسّر بأسعار فائدة مُخفّضة لزيادة الإنتاج وتحفيز النمو الاقتصادي. كما يجب تسهيل عمليات الاستحواذ والاندماج بين الشركات لتوسيع نطاق أعمالها. كما أكد على ضرورة وضع برامج تحفيزية مُتنوعة لزيادة جاذبية الصناعة للمستثمرين المحليين والأجانب.

وأضاف البهي أن توسيع الدعم للصناعات الواعدة أمر جيد وضروري في الفترة المقبلة لتحسين الوضع الاقتصادي وزيادة حجم الصادرات مما ينعكس إيجاباً على الوضع الاقتصادي.

قال خالد أبو المكارم، رئيس المجلس التصديري للصناعات، إن زيادة المخصصات أو الحوافز لبعض القطاعات خلال هذه الفترة أمر مقبول، خاصة أنها فترة محدودة. وأضاف أبو المكارم أن الدعم يجب أن يستفيد منه الجميع ولا يجب أن يتوقف حتى تتمكن الصناعة من مواجهة التحديات والمنافسة الشديدة في الأسواق الخارجية. وأشاد أبو المكارم بكل الجهود التي تبذلها الدولة لزيادة حجم الصادرات وتنافسية المنتجات المحلية في الأسواق الخارجية خاصة في ظل ارتفاع تكاليف النقل والتضخم خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف أبو المكارم أن الشركة تواصل وضع خطط طموحة لزيادة صادراتها بنسبة لا تقل عن 20% دون انقطاع.

وأشار أبو المكارم إلى أن المجلس يهدف إلى تحقيق نمو في صادرات الكيماويات والأسمدة يتجاوز 20% هذا العام، لا سيما في قطاعي البلاستيك والأسمدة. وأشار إلى أن المجلس يهدف إلى زيادة صادرات هذا القطاع إلى أسواق محددة، مثل تركيا وإيطاليا وفرنسا، بالإضافة إلى بعض الدول الأفريقية.

وأكد أبو المكارم أن برنامج دعم الصادرات الجديد يعد برنامجا جيدا نسبيا لأن كل قطاع لديه حوافز خاصة ومعدلات دعم مختلفة حسب نوع المنتج وحجم الصادرات.

وأضاف أن المبادرات والحوافز التي قدمتها الحكومة مؤخراً ساهمت بشكل كبير في تحسين الظروف وزيادة القدرة التنافسية للمصدرين المصريين، وهو ما انعكس في معدلات التصدير القياسية في العديد من القطاعات المختلفة.


شارك