إسرائيل تنهي حياة رضيع في حضن والدته بالمواصي التي تزعم أنها إنسانية وآمنة وتطالب أهالي غزة بالنزوح إليها

منذ 3 ساعات
إسرائيل تنهي حياة رضيع في حضن والدته بالمواصي التي تزعم أنها إنسانية وآمنة وتطالب أهالي غزة بالنزوح إليها

استشهد الطفل الفلسطيني جودة العطار، اليوم السبت، برصاص الاحتلال الإسرائيلي، وهو بين أحضان والدته في مخيم للاجئين بمنطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث يتعرض السكان لإبادة جماعية على يد تل أبيب منذ نحو عامين.

ورغم أن إسرائيل زعمت مرارا وتكرارا أن منطقة المواصي “إنسانية وآمنة”، ودعت مؤخرا الفلسطينيين في مدينة غزة إلى إخلاء المنطقة، فقد شهدت البلاد نحو 110 غارات جوية وقصف مدفعي متكرر منذ بدء الإبادة الجماعية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 2000 شخص، وفقا لبيان صادر عن مكتب الإعلام الحكومي يوم السبت.

لم تكن الهجمات على المدنيين في المواصي حوادث معزولة خلال الإبادة الجماعية المستمرة منذ قرابة عامين. يؤكد الفلسطينيون أن المنطقة، التي تؤوي نحو مليون نازح، تعرضت لقصف متكرر من قبل آليات الجيش المتمركزة على طول محور موراج بين خان يونس ورفح. كما استُهدفت طائرات بدون طيار، تستخدم أحدث التقنيات لاستهداف الأفراد.

وشهدت المنطقة أيضًا قصفًا مدفعيًا وغارات جوية إسرائيلية، مما تسبب في سقوط ضحايا في صفوف النازحين وجعل “المنطقة الأمنية” مسرحًا دائمًا لهجمات من مختلف الأنواع.

وفي مستشفى ناصر في خان يونس، ودّع الفلسطينيون الطفل عطار البالغ من العمر سبعة أشهر، والذي توفي متأثرا بجراحه التي أصيب بها بطلق ناري، بحسب مراسل وكالة الأناضول.

قالت والدته، آية العطار، وهي تنهار: “كان جالسًا في حضني، وأصابته الرصاصات في بطنه”. وأضافت والدموع تنهمر على وجهها: “كان شعاعًا من نور، وكان الجميع يحبه”.

التهديد بالموت بالوصايا

وقال عم الطفل ثائر أبو جرز، لوكالة الأناضول، إنه أصيب برصاصة إسرائيلية أثناء وجوده بين أحضان والدته في خيمة بمنطقة المواصي.

وأضاف أبو جرز: “تم نقل الطفل على الفور إلى المستشفى وقام الأطباء بما يلزم، إلا أن الله قدر أن يموت شهيداً”.

وأكد أن سكان المواصي معرضون لخطر الموت سواء من خلال القصف المدفعي المتواصل أو إطلاق النار العشوائي من المركبات أو هجمات القنص من الطائرات المسيرة.

“التطهير العرقي”

واحتضن جد الطفل موسى العطار حفيده بين ذراعيه قبل دفنه، ووصف ما تعرض له الأطفال والنساء وكبار السن الفلسطينيون بـ”التطهير العرقي”.

وقال الجد إن إسرائيل تحاول “إبادة العرق الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة”.

وأكد أن الشعب الفلسطيني لم يتحمل فقط إمكانية الإبادة الجماعية، بل سعى فقط إلى العيش بسلام.

تتفاقم مأساة المواصي بسبب الوضع الإنساني المتردي للنازحين، فهم يفتقرون إلى الضروريات الأساسية، كالمستشفيات والبنية التحتية، والخدمات الحيوية كالماء والغذاء.

وفي وقت سابق، وصف مكتب الإعلام الحكومي في غزة الحياة في المنطقة بأنها “شبه مستحيلة”.

المواصي هي مناطق رملية على طول الساحل، تمتد من جنوب غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، مرورًا بغرب خان يونس، وصولًا إلى غرب رفح (جنوبًا). إلا أن هذه المنطقة المتاحة للفلسطينيين لا تشمل مدينة رفح، التي خضعت بالكامل للسيطرة العسكرية الإسرائيلية بعد الاستيلاء على محور موراج في 11 أبريل/نيسان.

وبحسب آخر تقديرات مكتب الإعلام الحكومي، يعيش في هذه المنطقة نحو مليون فلسطيني.

بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل مجزرة إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقد خلّفت هذه المجزرة 65,208 شهيدًا و166,271 جريحًا، معظمهم من الأطفال والنساء. كما أودت المجاعة بحياة 442 فلسطينيًا، بينهم 147 طفلًا.


شارك