ودائع البنوك لدى البنك المركزي تتراجع 11.9% فى أغسطس وتسجل 893 مليار جنيه بضغط خفض الفائدة

• المصرفيون: تستخدم البنوك السيولة الفائضة لتوفير القروض للشركات والأفراد للحفاظ على ربحيتها.
انخفضت الودائع بالعملة المحلية لدى البنك المركزي المصري بنسبة 11.9% إلى 893.06 مليار جنيه بنهاية أغسطس/آب الماضي، مقارنة بـ999.95 مليار جنيه بنهاية يوليو/تموز الماضي، بحسب بيانات البنك المركزي.
وأرجع مصرفيون التراجع الذي تجاوز 106 مليارات جنيه مصري إلى خفض أسعار الفائدة، بالتزامن مع زيادة التوظيف في البنوك للحفاظ على هوامش أرباحها.
خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية الخامس في أغسطس، خفض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة للمرة الثالثة منذ بداية عام 2025. وقررت لجنة السياسة النقدية خفض أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 200 نقطة أساس، مما دفع أسعار الفائدة لليلة واحدة والإقراض وسعر التشغيل الرئيسي للبنك المركزي إلى 22% و23% و22.5% على التوالي.
أفاد مصرفيون بأنه في ظل انخفاض أسعار الفائدة، اتجهت البنوك إلى خفض مخصصاتها من السيولة لسندات الدين وودائع البنوك المركزية. وبدلاً من ذلك، زادت من إقراض الشركات والأفراد، ونوّعت منتجاتها المصرفية لجذب شريحة أوسع من العملاء. وتقدم بعض البنوك برامج تمويل مُخصصة بأسعار فائدة أقل من تلك المُقدمة في الممرات الائتمانية.
وبحسب مصرفيين، دفع خفض أسعار الفائدة إدارات الخزانة إلى توجيه السيولة نحو أدوات وبرامج تُحقق أرباحًا مستقرة للبنك، إذ من المتوقع أن تستمر أسعار الفائدة في الانخفاض هذا العام. وتشمل هذه الأدوات القروض الشخصية، والاستثمارات في أدوات الدين قصيرة ومتوسطة الأجل، وبرامج التوريق.
سحب البنك المركزي المصري 195.85 مليار جنيه مصري من فائض السيولة لدى 17 بنكًا في مزاده الأسبوعي المفتوح ذي العائد الثابت الأسبوع الماضي. وبلغ سعر الفائدة على الإيداع الأسبوعي 22.5%، وهو سعر الإقراض والخصم الذي يعتمده البنك المركزي.
أعلن البنك المركزي المصري أن حصة القطاع الخاص من إجمالي القروض التي تمنحها البنوك لعملائها ارتفعت إلى 43.3% بنهاية يونيو 2025، مقارنة بـ 42.3% بنهاية مارس 2025.
وفي تقرير حديث، ذكر البنك أن القطاع الخاص استحوذ على 37.2% من إجمالي القروض لدى أكبر عشرة بنوك عاملة في مصر، مقارنة بنحو 33.2% لدى أكبر خمسة بنوك.
وبحسب البنك المركزي، بلغت أرصدة القروض والخصومات لدى البنوك نحو 9.322 تريليون جنيه بنهاية يونيو الماضي، مقابل 9.052 تريليون جنيه بنهاية مارس، بزيادة قدرها نحو 270 مليار جنيه.
وبحسب مصرفيين تحدثوا لـ«الشروق للأعمال والتمويل»، شهد النصف الأول من العام استخداماً غير مسبوق للتسهيلات الائتمانية والقروض، سواء لتمويل التوسعات والعمليات أو لتعويض نقص السيولة لدى العملاء.
في غضون ذلك، أوضح موظف في بنك حكومي أنه على الرغم من ارتفاع المخاطر، يُعطي بنكه الأولوية لتوسيع نطاق القروض الشخصية والمنتجات ذات الصلة، لأنها تُحقق هوامش ربح أعلى بأسعار فائدة أقل. وأشار إلى أن أسعار الفائدة على القروض الشخصية غالبًا ما تكون ثابتة.
أوضح خبير ائتماني في أحد البنوك الحكومية أن ارتفاع قيمة الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية شجع العديد من الشركات على زيادة استثماراتها واستيراد احتياجاتها من الخارج. كما أن الركود الاقتصادي وما نتج عنه من انخفاض في التدفقات النقدية دفع العديد من الشركات إلى طلب قروض مصرفية.
وتحسن أداء الجنيه المصري مقابل الدولار مؤخرا للمرة الأولى منذ عام، بدعم من تدفقات النقد الأجنبي من السياحة، وتحويلات المصريين في الخارج، والاستثمار الأجنبي في الديون السيادية.