محمود محيي الدين: صندوق النقد أدى دوره.. ولم أدعُ لإنهاء علاقة مصر معه قبل موعدها

منذ 2 شهور
محمود محيي الدين: صندوق النقد أدى دوره.. ولم أدعُ لإنهاء علاقة مصر معه قبل موعدها

قال الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية، إن العلاقة بين مصر وصندوق النقد الدولي، والتي بدأت في عام 2016، ضرورية لمعالجة الاختلالات المالية والنقدية.

وأضاف خلال صالون ماسبيرو الثقافي المذاع على قناة إكسترا نيوز، أن الصندوق يقوم بدوره كـ«طبيب» متخصص في تشخيص وعلاج هذا النوع من الأزمات.

وأوضح أن التصريحات الأخيرة للمسؤولين الحكوميين المصريين، ومنهم وزير المالية ومحافظ البنك المركزي، أكدت تحسن المؤشرات النقدية والمالية، وهو ما يمثل خطوة مهمة على طريق التعافي.

وأشار إلى أن برنامج مصر مع صندوق النقد الدولي سينتهي في نوفمبر/تشرين الثاني 2026، وأن البلاد يجب أن تستعد الآن للفترة التي تليها.

وأكد أنه لم يدعُ قط إلى إنهاء العلاقات قبل أوانها. بل على العكس، كان مقتنعًا بضرورة استكمال البرنامج مع الحفاظ على الاستقرار النقدي والمالي. وأشار إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب برنامجًا أشمل يتجاوز مجرد موازنة الميزانية ويركز على النمو والتنمية.

وأوضح أن برامج صندوق النقد الدولي، باستثناءات قليلة، لا تهدف بشكل مباشر إلى تشجيع الاستثمار والصادرات والتنمية، بل تميل إلى سياسات تقييدية للسيطرة على الاقتصاد الكلي.

وأكد أنه بدون استقرار سعر الصرف، وانخفاض معدلات التضخم، وخفض الدين، وتقليص عجز الموازنة، لن تتمكن مصر من تحقيق نمو حقيقي وجذب الاستثمارات. ورغم أهمية هذه الأولويات، إلا أنها لا تكفي وحدها.

أكد على أهمية توسيع الاستثمار في الموارد البشرية والبنية التحتية والتكنولوجيا، وزيادة توطين التنمية في المحافظات. وقال إنه زار مؤخرًا محافظة الشرقية، التي يبلغ عدد سكانها قرابة عشرة ملايين نسمة، وشاهد نماذج ملهمة من الشباب والأطباء والمهندسين والمزارعين والمفكرين. ومع ذلك، فهم بحاجة إلى تمكين حقيقي من خلال إتاحة التمويل والبنية التحتية الرقمية والخدمات الأساسية.

أكد أن مبادرة “حياة كريمة” تُعدّ من أهم برامج التنمية التي شهدتها مصر خلال الخمسة عشر عامًا الماضية. ووصفها بأنها برنامج توطين تنموي حقيقي، إذ تُوفّر البنية التحتية الأساسية، وتُوفّر فرص عمل، وتدعم التعليم والرعاية الصحية.

وأشار إلى أن هذه المبادرة يجب أن تكون أساسا لسياسات أخرى مماثلة في مناطق مختلفة، لأنها تحدث فرقا نوعيا في حياة المواطنين وتحقق أهداف التنمية بشكل مباشر ومستدام.

 


شارك