عباس وماكرون يبحثان ترتيبات مؤتمر نيويورك ودعم الاعتراف بفلسطين
بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الجمعة، مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، التحضيرات للمؤتمر الدولي للسلام المقرر عقده الاثنين المقبل في نيويورك، بهدف إنجاحه وتحقيق أهدافه.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، أن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي بين الجانبين، بحثا خلاله آخر الاستعدادات للمؤتمر.
أشاد عباس بجهود فرنسا والمملكة العربية السعودية لكسب الدعم الدولي والاعتراف المتزايد بدولة فلسطين، واتخاذ إجراءات لا رجعة فيها لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتطبيق حل الدولتين. كما نوّه بالجهود المبذولة لتقديم الدعم الشامل لفلسطين وشعبها في بناء مؤسساتها وتنفيذ برامج الإصلاح.
وأكد التزامه ببرنامج الإصلاح الوطني، الذي يتضمن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في عام 2026، بعد انتهاء الحرب في غزة، وصياغة دستور مؤقت خلال ثلاثة أشهر، بما في ذلك تعديلات على قانون الانتخابات لجعله متسقاً مع الالتزامات الدولية والوضع الجديد لدولة فلسطين.
وأكد عباس أن السلطة الفلسطينية ستتحمل المسؤولية كاملة في قطاع غزة، وأن حماس ليس لها أي دور، وأنها يجب أن تسلم سلاحها للسلطة، “لأننا لا نريد دولة مسلحة”.
وناقش الجانبان أيضا خطورة الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب، بما في ذلك التوسع الاستيطاني، وإرهاب المستوطنين، وتهديد ضم أراضي الضفة الغربية، والهجمات على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.
جاءت هذه الخطوة الدبلوماسية بعد أن اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بشأن “إعلان نيويورك” في 12 سبتمبر/أيلول، يدعو إلى الاعتراف بدولة فلسطين وتعزيز حل الدولتين. وقد حظي القرار بتأييد 142 دولة، ومعارضة عشر دول، وامتناع دول أخرى عن التصويت، وفقًا لبيان صادر عن الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني.
انعقد في نيويورك خلال الفترة من 28 إلى 30 يوليو/تموز مؤتمر حل الدولتين برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا، بمشاركة رفيعة المستوى وبحضور فلسطين، ولكن دون مشاركة الولايات المتحدة، لدعم عملية الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
اعتمد المؤتمر “إعلان نيويورك” بشأن الحل السلمي للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين. ودعا إلى الاعتراف بدولة فلسطين وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، لتحل محل صفة “دولة مراقبة غير عضو” التي كانت قائمة منذ عام ٢٠١٢.
يتضمن إعلان نيويورك اتفاقا على “العمل معا لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وتحقيق حل عادل وسلمي ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس التنفيذ الفعال لحل الدولتين، وبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين وجميع شعوب المنطقة”.
ومن بين الدول الأعضاء في المنظمة الدولية البالغ عددها 193 دولة، تعترف 149 دولة على الأقل بدولة فلسطين، التي أعلنها الرئيس الراحل ياسر عرفات في الجزائر عام 1988.
بالتوازي مع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، بينما كثّف المستوطنون الإسرائيليون هجماتهم. ووفقًا لأرقام رسمية فلسطينية، قُتل ما لا يقل عن 1042 فلسطينيًا، وجُرح نحو 10160 آخرين، واعتُقل أكثر من 19 ألف شخص.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل، بدعم أمريكي، حربًا على قطاع غزة تصفها منظمات حقوق الإنسان الدولية بـ”الإبادة الجماعية”. وقد أودت هذه الحرب بحياة 65,174 فلسطينيًا وجرحت 166,071 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء. كما شردت مئات الآلاف، ولقي 440 شخصًا حتفهم جوعًا، بينهم 147 طفلًا.