“الموبايل جزء من إسرائيل بين يديك”.. كيف فسر الخبراء تصريحات نتنياهو؟

في تصريح صادم أثار جدلا واسعا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن كل من يستخدم الهاتف المحمول يحمل في الواقع جزءا من إسرائيل بين يديه، مشيرا إلى قدرات بلاده في إنتاج تقنيات الهاتف المحمول.
أثارت تصريحات نتنياهو جدلاً واسعاً، إذ جاءت في وقتٍ أصبحت فيه الهواتف المحمولة أداةً لا غنى عنها في الحياة اليومية. لذا، تحمل رسالته بُعداً يتجاوز السياسة، ليشمل الأمن الوطني والتكنولوجي العالمي.
وانتقد آلاف مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي هذه التعليقات، فيما وصفها خبير التكنولوجيا محمد الحارثي بأنها ليست أكثر من غطرسة سياسية.
ويقول الحارثي إن رسالة نتنياهو لا تعكس الغطرسة السياسية فحسب، بل تحتوي أيضا على تحذير مباشر من أن الهواتف الذكية أصبحت “سلاحا ناعما” للسيطرة على المجتمع.
وأوضح الحارثي أنه على الرغم من أن إسرائيل لا تصنع هواتف محمولة كاملة، إلا أنها تلعب دوراً محورياً في البحث والتطوير، كما تساهم في ابتكار تقنيات خاصة ببعض أنظمة التشغيل.
وأضاف الحارثي أن هذه السفارة تُحمّل مصر مسؤولية تعزيز الأمن السيبراني الوطني وتقليل اعتمادها على التكنولوجيا المستوردة. كما تُعزز وعي المستخدمين بحماية بياناتهم، وتُسنّ قوانين صارمة للتعامل مع شركات التكنولوجيا، وتستكشف حلولاً إقليمية مشتركة لمكافحة الخروقات الأمنية.
وأوضح الحارثي أن تأمين الهواتف لم يعد ترفا بل ضرورة وطنية، حيث أصبح الهاتف المحمول مفتاحا للبيانات الشخصية والمهنية وأي اختراق له قد يشكل تهديدا مباشرا للأمن الوطني.
أشار الحارثي إلى أن على المستخدم العادي أن يتعلم أولاً تجنب تنزيل التطبيقات من مصادر غير معروفة، والتحقق من صلاحيات البرامج، والتأكد من تحديث جهازه باستمرار. إلا أن هذه الخطوات وحدها لا تكفي.
أكد الحارثي أن الخطر الحقيقي يكمن في الأجهزة والتقنيات المستوردة، إذ قد تُفسح الشركات الأجنبية المجال للتجسس أو السيطرة. وهذا يُؤكد أهمية الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على التقنيات الجاهزة. يجب أن تخضع جميع الأجهزة والهواتف الذكية التي تدخل السوق المصرية لاختبارات فنية لضمان استيفائها لمعايير الأمن السيبراني الوطنية قبل وصولها إلى المستخدمين.
يعتقد خبير التكنولوجيا محمد المغربي أن الحماية من الاختراقات التكنولوجية أمرٌ بالغ الصعوبة. فالأمر لا يقتصر على حذف تطبيقات شائعة مثل واتساب وفيسبوك وإنستغرام، التي تتيح شروطها الوصول إلى المحادثات واستخدام الميكروفون والكاميرا وتحديد الموقع الجغرافي. فمعظم المستخدمين يوافقون على هذه الشروط دون قراءتها.
وأشار المغربي إلى أن المشكلة تمتد أيضا إلى التطبيقات المدمجة في أنظمة التشغيل نفسها، والتي يتم تثبيتها تلقائيا على بعض الهواتف الذكية ويمكنها الوصول إلى بيانات المستخدم.
وأوضح المغربي أن “الخيار الوحيد لمن يريد حماية خصوصيته بشكل كامل هو العودة إلى الهواتف القديمة التقليدية التي تعمل بالضغط على الأزرار ولا تحتوي على إنترنت أو تطبيقات حديثة وتقتصر على المكالمات فقط”.
اقرأ أيضاً:
3 شركات اتصالات تفتح باب الحجز المسبق لهاتف آيفون 17 في مصر
موسم صعب… العائلات تبحث عن التوفير في معرض “مرحبا بكم في المدرسة” مع ارتفاع الأسعار.