رغم الحرب والحصار.. فلسطين تطلق رؤيتها نحو المستقبل 2050

منذ 7 ساعات
رغم الحرب والحصار.. فلسطين تطلق رؤيتها نحو المستقبل 2050

قدمت فلسطين، الخميس، خطتها الوطنية الشاملة للتنمية المكانية بعنوان “رؤية فلسطين 2050”.

جاء ذلك خلال مؤتمر عقد في مكتب رئيس الوزراء برام الله، حضره رئيس الوزراء محمد مصطفى وعدد من الوزراء والقناصل والسفراء والموظفين الفنيين.

في كلمته، قال مصطفى إن إطلاق الخطة الوطنية “إعلانٌ لإرادة شعبٍ مصمم على البقاء، وإرادة دولةٍ قادرة على البناء. إنها ليست مجرد وثيقةٍ فنية، بل هي رؤيةٌ وطنيةٌ شاملة تمتد حتى عام ٢٠٥٠”.

وأضاف: “تتضمن الخطة رؤية شاملة للدولة التي نريدها، بما في ذلك شبكات النقل والمواصلات، وموارد المياه والطاقة، ومناطق التنمية الاقتصادية، والمراكز الحضرية الجديدة، والمرافق الحيوية على المستوى الوطني لضمان التكامل بين مختلف قطاعات ومناطق دولة فلسطين في المحافظات الشمالية بما فيها القدس، والمحافظات الجنوبية (غزة)، وكذلك الممر الذي يربط بينهما”.

وأشار مصطفى إلى أن المخطط المكاني حدد ثلاث مهام ملموسة للقيادة، يجب إنجازها على ثلاث مراحل: “مرحلة التحضير لتجسيد الدولة، ومرحلة تجسيد الدولة إذا سمحت الظروف الراهنة، ثم مرحلة استكمال بناء الدولة بعد انتهاء الاحتلال”.

وتابع: “هذه الخطة ليست منفصلة عن واقعنا الصعب الراهن، بل إنها تبني عليه. فهي تضع رؤى عملية وخططًا فعّالة للتنمية المتوازنة، مع مواصلة مواجهة التحديات، بما في ذلك التكيف مع الواقع الذي قد ينشأ على الأرض بعد انتهاء الحرب في غزة”.

وأكد أن “أهمية الخطة تكمن في تأكيدها أن شعبنا، الذي يعيش تحت وطأة الحرب والحصار، لا يكتفي بالحاضر، بل يخطط للمستقبل. إنها إطار وطني شامل للتنمية، ومرجع للسياسات، وأداة لتوجيه الجهود نحو بناء دولة قادرة على الصمود والازدهار”.

من جانبه، قال القائم بالأعمال النرويجي، إريك بايغراف: “لطالما دعمت النرويج التنمية الفلسطينية، ونحن فخورون بكوننا شريكًا للسلطة الفلسطينية في التخطيط المكاني منذ أوائل عام ١٩٩٥. وكان هذا أول مشروع للنرويج في فلسطين، وهو أيضًا مؤشر على الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة”.

وأضاف: “في عام ٢٠٢٤، اعترفت النرويج بدولة فلسطين. فعلنا ذلك إيمانًا منا بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وقدرتهم على بناء مستقبلهم، ليس بالكلمات فحسب، بل بالطرق والمدارس والمنازل والأماكن العامة”.

وتابع: “مع الاجتماع المرتقب للجنة المانحين والجمعية العامة للأمم المتحدة، تُوجّه هذه الخطة رسالةً واضحةً للمجتمع الدولي: فلسطين لا تنتظر الاعتراف، بل تعمل بنشاطٍ لبناء مؤسسات دولةٍ ذات سيادة. وبالنسبة للدول التي تُفكّر في الاعتراف بدولة إسرائيل، يُعدّ هذا تأكيدًا قويًا على رغبتها وعزمها”.

وأعلنت عدة دول، من بينها المملكة المتحدة وفرنسا وأستراليا وكندا، مؤخرا عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل.

ومن بين الدول الأعضاء في المنظمة الدولية البالغ عددها 193 دولة، اعترفت 149 دولة على الأقل بدولة فلسطين، التي أعلنها الرئيس الراحل ياسر عرفات في المنفى عام 1988.

بالتوازي مع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، بينما كثّف المستوطنون الإسرائيليون هجماتهم. ووفقًا لأرقام رسمية فلسطينية، قُتل ما لا يقل عن 1042 فلسطينيًا، وجُرح نحو 10160 آخرين، واعتُقل أكثر من 19 ألف شخص.

بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل مجزرة إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. قتلت 65,141 فلسطينيًا وأصابت 165,925، معظمهم من الأطفال والنساء. كما تسببت في مجاعة أودت بحياة 435 فلسطينيًا، بينهم 147 طفلًا.


شارك