دبلوماسي أوروبي: غزة تشهد تطهيرا عرقيا ويجب وقف تسليح إسرائيل فورا

منذ 2 ساعات
دبلوماسي أوروبي: غزة تشهد تطهيرا عرقيا ويجب وقف تسليح إسرائيل فورا

وفي أوروبا، هناك ضغوط شعبية واسعة النطاق تدفع نحو فرض عقوبات أكثر صرامة على إسرائيل.

وستكون الخطوة الحاسمة في هذا الصدد تعليق الامتيازات التجارية التي تتمتع بها إسرائيل بموجب اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

حتى أن أشد أنصار إسرائيل ولاءً، مثل ألمانيا، اضطرت إلى اتخاذ إجراءات ضدها.

قال جيمس موران، كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي لشؤون الشرق الأوسط، إنه يجب على جميع دول الاتحاد الأوروبي وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل فورًا. وأشار إلى وجود ضغط شعبي واسع في أوروبا لدعم هذا النهج.

وقال موران، الذي شغل منصب رئيس بعثات الاتحاد الأوروبي في الأردن واليمن ومصر وليبيا، في مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول، إن إسرائيل تواصل إلحاق أقصى قدر من المعاناة بشعب غزة، ولن تسمح لأي شيء بردعها.

ووصف الدبلوماسي الأوروبي تصرفات إسرائيل في قطاع غزة بأنها “تطهير عرقي”، مشيرا إلى أن غالبية المواطنين الأوروبيين يعتبرون الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة “إبادة جماعية”.

بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، بما في ذلك القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوقف العملية.

أودت الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحياة 65,062 شخصًا وجرحت 165,697 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء. كما أدت إلى مجاعة أودت بحياة 432 فلسطينيًا، من بينهم 146 طفلًا.

وعزا موران تجنب السلطات الأوروبية الرسمية استخدام مصطلح “الإبادة الجماعية” إلى المراجعة الجارية للقضية أمام محكمة العدل الدولية.

وفي نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023، رفعت جنوب أفريقيا دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، زاعمة أن البلاد انتهكت اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.

وأوضح موران، وهو واحد من 27 سفيرا أوروبيا سابقا أرسلوا رسائل مشتركة إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي تدعو إلى تغيير السياسة تجاه إسرائيل، أن هدف هذه الرسائل هو حث زعماء الاتحاد الأوروبي على اتخاذ خطوات عملية يمكن أن تقنع إسرائيل بتغيير مسارها.

وأشار إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ألمحت لأول مرة في خطابها الأخير أمام البرلمان الأوروبي إلى استعداد المفوضية لاتخاذ إجراءات ضد إسرائيل. واعتبر ذلك “نتيجة مباشرة” لضغط الشعب الأوروبي.

العقوبات المفروضة على إسرائيل

وأكد موران أن تعليق الامتيازات التجارية الممنوحة لإسرائيل بموجب اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي سيكون “خطوة مهمة للغاية”.

وأضاف أن “ثلث التجارة الخارجية لإسرائيل مرتبطة بالاتحاد الأوروبي. ومن الواضح أن البلاد لا تريد أن تفقد هذه الميزة”.

وأضاف أن الخطوة الثانية يجب أن تكون “حظراً كاملاً” على استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى أسواق الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن هذه المنتجات لا تزال تُستورد رغم عدم شمولها بالاتفاق.

كما دعا إلى فرض عقوبات على أعضاء الحكومة الإسرائيلية الذين يحرضون على العنف في الضفة الغربية، واتخاذ إجراءات تُرقى إلى مستوى التطهير العرقي في قطاع غزة. وأعرب عن اعتقاده بأن هذا سيُوجّه رسالة قوية.

في 10 سبتمبر/أيلول، منعت هولندا وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من دخول 29 دولة أوروبية بعد إدراجهما على قائمة “الأشخاص غير المرغوب فيهم”.

في اليوم السابق، فرضت إسبانيا حظرًا على سفر بن غفير وسموتريتش. وكان السبب هو التوترات بين البلدين بسبب حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، والمستمرة منذ ما يقرب من عامين.

يُحرّض بن غفير وسموتريتش على العنف ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي التي يحتلانها. يقودان حزبين يمينيين متطرفين، هما “القوة اليهودية” و”الصهيونية الدينية”، واللذين يدعوان باستمرار إلى إبادة الفلسطينيين.

وفيما يتعلق بحظر الأسلحة، أكد موران أن هذه الخطوة هي من شأن الدول الأعضاء وليس الاتحاد الأوروبي كمؤسسة.

ومع ذلك، أكد أيضًا أن بعض الدول قد اتخذت بالفعل إجراءات، وحتى ألمانيا اتخذت خطوات لتقييد صادرات الأسلحة. وأكد على أنه “يجب على جميع الدول الأعضاء وقف تسليم الأسلحة إلى إسرائيل ابتداءً من الغد”.

وفي الثامن من سبتمبر/أيلول، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن بلاده قررت اتخاذ تسعة إجراءات ضد إسرائيل، بما في ذلك حظر بيع وشراء الأسلحة، بسبب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة.

الموقف الألماني

واعتبر موران أن ما حدث في قطاع غزة يشكل انتهاكا واضحا لكل القواعد والمبادئ المتعلقة بتصدير الأسلحة داخل الاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى أن قرار ألمانيا بتعليق تصدير الأسلحة التي يمكن استخدامها في قطاع غزة يعكس قوة الرأي العام الأوروبي.

وفي أغسطس/آب الماضي، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرز أن بلاده ستتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة التي يمكن استخدامها في قطاع غزة.

وأضاف موران: “حتى أكثر أنصار إسرائيل ولاءً، مثل ألمانيا، اضطروا إلى اتخاذ تدابير تقييدية، وهو ما يعد مؤشراً على مدى خطورة الغضب الشعبي الأوروبي”.

وأضاف الدبلوماسي الأوروبي: “يعلم الجميع أن ألمانيا تتمتع بمكانة خاصة بسبب تاريخها في الهولوكوست، وبالتالي فمن غير المرجح أن تدعم فرض عقوبات شاملة على إسرائيل”.

وأضاف: “لكن مجرد اتخاذ بعض الإجراءات يظهر مدى خطورة الأحداث في غزة ومدى جدية الموقف الأوروبي منها”.


شارك