مسئول سابق في الناتو: الاتحاد الأوروبي لن يعزل إسرائيل كليا حتى لا يضر بعلاقته مع واشنطن
وقال نيكولاس ويليامز، المسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي ووزارة الدفاع البريطانية، إن هناك احتمالا أن يتخذ الاتحاد الأوروبي موقفا مختلفا عن موقف الولايات المتحدة في دعم إسرائيل، لكنه استبعد إمكانية حدوث انقطاع أو إدانة صريحة.
وأضاف ويليامز، في تصريح لبرنامج “الظهيرة” المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، الأربعاء، أن أغلب الدول الأوروبية تنظر إلى الصراع بين روسيا وأوكرانيا كأولوية ملحة وتعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة في هذه القضية، مما يضعف قدرتها على اتخاذ مواقف مستقلة في قضايا أخرى، بما في ذلك الصراع في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أنه رغم قلقها بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة، فإن الدول الأوروبية لن تقدم على أي خطوات من شأنها الإضرار بعلاقاتها مع واشنطن أو تل أبيب.
وقال إن بعض الدول الأوروبية قد تضغط لاتخاذ إجراءات رمزية، كفرض رسوم جمركية على إسرائيل أو التركيز على الجانب الإنساني. إلا أن هذه الإجراءات ستبقى محدودة ولن تؤثر على طبيعة العلاقة الاستراتيجية القائمة بين أوروبا من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى.
وتابع: “يؤسفني أن أقول هذه الكلمات المُحبطة… لكن الاتحاد الأوروبي لن يعزل إسرائيل ويدينها تمامًا. سيفعل ذلك جزئيًا، ولكن بطريقة لا تُعرّض علاقاته مع الولايات المتحدة للخطر. لن يفعل الأوروبيون ذلك”.
وقالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين: “يجب أن تتوقف الأحداث الرهيبة التي تجري كل يوم في غزة”.
وتابعت: “يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار، ووصول غير مقيد لجميع المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس”.
وبناء على مقترحاتها الجديدة، تسعى بروكسل إلى تعليق أجزاء من اتفاقية التعاون مع إسرائيل التي تنص على خفض الرسوم الجمركية على السلع المستوردة من البلاد.
وبحسب أرقام رسمية فإن هذه الخطوة ستؤثر على أكثر من ثلث صادرات إسرائيل إلى الاتحاد الأوروبي، والتي تبلغ قيمتها نحو ستة مليارات يورو، بما في ذلك المنتجات الزراعية المهمة مثل التمور والمكسرات.
ودعت اللجنة أيضا إلى تجميد أصول وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، المسؤولين عن تأجيج العنف من خلال خطابهما “المتطرف”.
وتمثل هذه التدابير، التي اقترحتها رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين لأول مرة في خطاب رئيسي ألقته الأسبوع الماضي، المحاولة الأكثر عدوانية حتى الآن للضغط على إسرائيل.
وجاء التحرك الأوروبي وسط موجة جديدة من الإدانة الدولية لإسرائيل في أعقاب توسيع عملياتها البرية في مدينة غزة.
شن الجيش الإسرائيلي غارة جوية مكثفة على مدينة غزة قبل فجر اليوم الثلاثاء، في الوقت الذي تقدمت فيه قواته إلى عمق المدينة.