الاحتلال يكثف منظومة الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية لمحاصرة القدس
قالت محافظة القدس إنها تتابع بقلق بالغ تشديد قوات الاحتلال الإسرائيلي لنظام الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية في محيط مدينة القدس وضواحيها.
وأضافت المنظمة، في بيانٍ لها صدر يوم الأربعاء، أن هذه الخطوة تندرج في إطار سياسةٍ ممنهجة تهدف إلى عزل البلدة عن محيطها الفلسطيني، وإخضاع سكانها لنظامٍ قمعيٍّ قائمٍ على التمييز والفصل العنصري. وكان آخر هذه البوابات العنصرية التي نُصبت خلال الأيام الثلاثة الماضية في قرى وبلدات مخماس والرام والعيزرية.
وأشارت إلى أن البيانات الصادرة مؤخرا عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أظهرت أنه حتى منتصف عام 2025، أقامت دولة الاحتلال نحو 904 حواجز دائمة في محافظات الضفة الغربية، بما في ذلك عشرات البوابات الجديدة على مداخل المدن والقرى الفلسطينية.
وأشارت إلى أن مدينة القدس وضواحيها تستحوذ على حصة كبيرة من هذه الإجراءات، إذ يبلغ عددها نحو 88 بوابة. وتتركز هذه البوابات تحديدًا على مداخل قرى القدس، مثل قلنديا، والرام، وحزما، وعناتا، والرام، ومخماس، والعيزرية، ومحيط العيساوية وجبل المكبر، بالإضافة إلى الحواجز الدائمة على مداخل البلدة القديمة وبوابات المسجد الأقصى.
أكدت محافظة القدس أن هذه السياسة تُشكل انتهاكًا صارخًا لحق الإنسان في حرية التنقل، وهو حق أساسي تكفله المادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، اللتان تُكرسان حرية كل فرد في التنقل بحرية داخل حدود الدولة واختيار مكان إقامته.
وأشارت إلى أن هذه الإجراءات تشكل عقاباً جماعياً يتعارض بشكل مباشر مع اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949. حيث تؤكد المادة 27 من هذه الاتفاقية على ضرورة احترام حقوق السكان المدنيين تحت الاحتلال وضمان حريتهم في التنقل دون قيود تعسفية.
حذرت محافظة القدس من أن تركيب هذه البوابات وتحويلها إلى معابر إجبارية للفلسطينيين في القدس سيعيق وصول المرضى إلى المستشفيات، وخاصة مستشفى المقاصد، والمراكز الصحية في المدينة. كما سيمنع الطلاب من الوصول إلى مدارسهم وجامعاتهم، مما يهدد حقهم في التعليم. كما سيمنع العمال والموظفين من الوصول إلى أماكن عملهم، مما سيفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
وأوضحت أن هذه البوابات تشكل انتهاكا لحرية التنقل والعبادة وتحرم الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة دون تصريح وفي ظل ظروف معينة.
وأكدت أن منظومة الحواجز والبوابات لا يمكن النظر إليها بمعزل عن مخطط إسرائيل لتهويد القدس. فهي أداة لفرض أمر واقع، يهدف إلى عزل القدس عن امتدادها الطبيعي في الضفة الغربية، وتحويل مدنها وضواحيها إلى جزر معزولة. كما أنها تعكس سياسة فصل عنصري واضحة، تمنح المستوطنين حرية حركة كاملة داخل المنطقة الواحدة، بينما يُقيد المقدسيون والفلسطينيون بحواجز وأسوار وبوابات حديدية.
وصرحت محافظة القدس: “نؤكد رفضنا القاطع لهذه السياسة، ونطالب الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان باتخاذ إجراءات عاجلة لإلزام إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية، لا سيما القرارين (242) و(2334)، اللذين أكدا بطلان جميع الإجراءات الرامية إلى تغيير الوضع القانوني في القدس. وعلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر ممارسة دورها الرقابي لملاحقة هذه الانتهاكات وضمان حرية تنقل الفلسطينيين في القدس وضواحيها. كما نطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على إسرائيل لوقف ممارساتها العنصرية التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية”.