أدوات الدين تستحوذ على 93%.. قفزة تاريخية في تداولات البورصة المصرية لماذا؟

ارتفعت القيمة الإجمالية للتداول في البورصة لجميع الأوراق المالية (الأسهم المدرجة وغير المدرجة، وأذون الخزانة، والسندات) إلى مستوى قياسي مرتفع خلال السنوات الخمس الماضية، بدعم من زيادة التداول في أذون الخزانة والسندات.
وبحسب بيانات البورصة المصرية، ارتفعت قيمة التداول الإجمالية في البورصة من 689 مليار جنيه في عام 2020 إلى 14.3 تريليون جنيه في عام 2024، وهو ما يمثل زيادة بنحو 20 ضعفاً.
وتدعم ذلك زيادة تداولات أذون وسندات الخزانة في البورصة المصرية، والتي استحوذت على ما يقرب من 93% أو 13.3 تريليون جنيه من إجمالي التداولات، مقارنة بقيمة أسهم بلغت نحو تريليون جنيه في عام 2024 وحده.
تحركات قيمة التداول خلال السنوات الخمس الماضية (بما في ذلك قيم تداول الأسهم المدرجة والسندات الحكومية والفواتير والأسهم والمعاملات غير المدرجة في السوق المالية خارج البورصة):
2020: بلغ إجمالي قيمة التداول حوالي 689 مليار جنيه مصري.
2021: تجاوز إجمالي قيمة التداول حاجز التريليون جنيه مصري.
2022: ارتفعت القيمة الإجمالية بمقدار 1.084 تريليون جنيه مصري.
2023: وصلت قيمة التجارة إلى 3.42 تريليون جنيه مصري.
2024: يصل إجمالي قيمة التداول لجميع الأوراق المالية إلى 14.3 تريليون جنيه مصري.
وقت استثنائي
وأرجع محمد كمال، عضو قطاع الأوراق المالية باتحاد الغرف التجارية المصرية، ارتفاع قيمة التداول الإجمالية إلى الطبيعة الاستثنائية للفترة التي غطتها المراقبة.
واجه الاقتصاد المصري تحدياتٍ صعبة، لا سيما تداعيات جائحة كوفيد-19، والأحداث الجيوسياسية، ونقص الدولار. دفع ذلك الحكومة إلى اتباع سياسة ائتمانية من خلال إصدار أذون خزانة لتلبية احتياجاتها التمويلية.
وأضاف أن زيادة تداول أذون الخزانة لا تشير بالضرورة إلى نشاط صحي في سوق الأسهم. وأشار إلى ضرورة التمييز بين طبيعة تداول الأسهم وطبيعة أدوات الدين كالأذون والسندات.
وأكد كمال أن الظروف الاقتصادية العالمية بما في ذلك ارتفاع معدلات التضخم وزيادة أعباء الديون في الدول النامية كان لها تأثير كبير على مصر، خاصة من خلال ارتفاع أسعار الفائدة وعوائد القروض، مما ساهم في زيادة أحجام التداول في الأوراق المالية مقارنة بالأسهم.
أرجع محمود نجلاء، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت بشركة الأهلي لإدارة الاستثمارات المالية، ارتفاع قيم تداول أذون الخزانة بالبورصة المصرية خلال العامين الماضيين إلى بدء التداول الفعلي لأذون الخزانة بالسوق الثانوية في سبتمبر 2023.
وأوضح: «هذا القرار الذي تم إقراره في الربع الأخير من عام 2023 يعني أن عملية تداول أذون الخزانة بيعاً وشراءً ستتم من خلال البورصة المصرية، ليصل إجمالي قيمة التداول لنفس العام إلى 3.42 تريليون جنيه».
وأشار إلى أن هذا القرار ساهم في خلق نظام جديد يتمثل في وجود سوقين: السوق الأولية لإصدار السندات والكمبيالات الحكومية – المملوكة للبنك المركزي المصري – والسوق الثانوية – المملوكة للبورصة المصرية.
وأضافت نجلاء أن السوق الأولية تقتصر على مجموعة مختارة من البنوك المرخص لها بالتعامل مع البنك المركزي المصري، ثم تقوم هذه البنوك بالبيع في السوق الثانوية.
وأوضح أن الارتفاع الكبير في قيم تداول أذون الخزانة في عام 2024 مقارنة بعام 2023 جاء نتيجة لكون تداول أذون الخزانة تم في الربع الأخير من عام 2023، على عكس العام الماضي حيث يمثل الرقم عاماً كاملاً.
اقرأ أيضاً:
10 سندات حكومية في عام واحد.. جدل بين الخبراء الماليين حول قدرة السوق
قدمت إدارة الأدوية مذكرة إلى رئيس الوزراء بعد أن تجاهلت هيئة تنظيم الأدوية مطالب الشركات.
انخفضت أسعار الفائدة بنسبة 5.25% منذ بداية العام. كيف يؤثر هذا على قطاع التأمين؟