لبنان يشدد على ضرورة الضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوبي البلاد
أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام على ضرورة الضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس المحتلة في جنوب لبنان. وأوضح أن حكومته تتفق مع أهداف ورقة السفير الأمريكي توماس باراك، ولكنها لا تتفق مع الورقة نفسها.
استقبل رئيس الوزراء الدكتور مصطفى سلام وفداً من نقابة الصحافيين برئاسة نقيب الصحافيين عوني الكعكي “لبحث شؤون الاعلام والاوضاع العامة”، بحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء.
وقال سلام: “في لقائي الأخير مع السفير باراك، أكدت على ضرورة الضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى، ووقف الأعمال العدائية. وهذا ما نؤكد عليه يومياً”.
صرح سلام قائلاً: “وافقت الحكومة على أهداف ورقة باراك، وليس على الورقة نفسها كما تُشير الشائعات. أي حديث عن شروط إضافية مبهم، فأهداف الورقة واضحة، وقد قرأها وزير الإعلام فقرةً فقرةً في نهاية الاجتماع. أدعو كل لبناني إلى معارضة أيٍّ من هذه الأهداف، سواءً فيما يتعلق بوقف الأعمال العدائية، أو الانسحاب الإسرائيلي الكامل، أو إعادة الإعمار، أو عودة الأسرى. هذه بعض أهداف ورقة باراك”.
وأكد سلام أن حكومته “لم تبادر إلى بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، فهذا القرار قائم منذ عام ١٩٨٩، أي منذ اتفاق الطائف، ونحن اليوم نعمل على تطبيقه وتطبيقه”.
وقال: “إن نص إعلان وقف الأعمال العدائية، الذي أقرته الحكومة السابقة، والذي أكدنا دعمنا له، يُحدد بوضوح الوحدات المخولة بحمل السلاح: الجيش اللبناني، وقوى الأمن الداخلي، والأمن العام، وقوى أمن الدولة، والجمارك، وشرطة البلدية حصراً. وقد سبق أن ذكرتُ أنه حتى الكشافة ممنوعون من حمل السلاح”.
وقال: “لقد عملنا على وضع آلية تنفيذ سريعة لأسباب عدة، وفي الخامس من آب قررنا تكليف الجيش اللبناني بتنفيذ الخطة، من دون أي تدخل أو ضغوط كما يدعي البعض”.
وأضاف: “رحبنا بخطة الجيش، وهذا الترحيب تأييدٌ إيجابي. وقد سُرّبت بعض تفاصيل الخطة، بما في ذلك المواعيد النهائية. فعلى سبيل المثال، حُدّدت مهلة ثلاثة أشهر لتطبيق حظر الأسلحة جنوب نهر الليطاني. وخلال هذه الفترة، سيتم احتواء الأسلحة بمنع نقلها أو استخدامها. وسترفع قيادة الجيش تقارير شهرية عن التنفيذ إلى مجلس الوزراء”.
وحول مسألة الميثاق، قال سلام: “مقدمة الدستور تُرسي الميثاق، وقد أوضح الباحث البارز الدكتور إدمون رباط أن مقدمة الدستور تُشير إلى الشراكة الإسلامية المسيحية. والادعاء بأن معارضة وزراء طائفة معينة تُعيق عمل الحكومة ادعاء باطل وغير منطقي وغير دستوري. فالميثاق يُطبق بين المسلمين والمسيحيين، لا بين الطوائف”.
فيما يتعلق بالاستثمار والإنعاش الاقتصادي، أشار رئيس الوزراء إلى أن “التجربة تُشير إلى صعوبة تحقيق الاستثمار وإعادة الإعمار والإنعاش الاقتصادي دون استقرار وأمن في البلاد. وهذا أحد أسباب اقتناعي بضرورة السعي دون تأخير إلى حصر حيازة الأسلحة النارية في يد الدولة”.
ودعا الرئيس سلام اللبنانيين في الخارج إلى التسجيل كناخبين، قائلاً: “فليسجلوا بكل الوسائل، وسنعرف قريباً هل المقاعد الستة المخصصة لهم ستبقى مقاعد مستقلة أم سيصوتون في دوائرهم الانتخابية في لبنان”.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل واصلت انتهاك بنود اتفاق وقف إطلاق النار الإسرائيلي اللبناني منذ دخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني. وتواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ عمليات تجريف وقصف جوي وهجمات شبه يومية في جنوب لبنان. وتحتفظ القوات الإسرائيلية بوجود في خمسة مواقع في جنوب لبنان.