غزة.. جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ تفجيرات عنيفة بحي تل الهوى

• هدم المنازل والمباني السكنية باستخدام الروبوتات المفخخة، إلى جانب التهديد بإجبار الفلسطينيين على الفرار إلى الجنوب.
هزت انفجارات عنيفة، اليوم الثلاثاء، حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، نتيجة قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي للمنازل والمباني السكنية، ما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان في السماء.
وتزامن ذلك مع تهديدات إسرائيلية ضد الفلسطينيين، نشرها الجيش عبر التواصل المباشر مع الفلسطينيين داخل المدينة، وعبر بيانات ينشرها على منصاته، وعبر منشورات يلقيها من الجو، تدعوهم فيها إلى مغادرة منازلهم والتوجه جنوبا.
وأفاد مراسل وكالة الأناضول نقلاً عن شهود عيان، أن جنوب غرب حي تل الهوى تعرض لقصف مكثف بالقنابل وتفجيرات بواسطة طائرات روبوتية، حيث تناثرت شظاياها على بعد نحو كيلومتر واحد من مواقع الجيش.
وأضاف شهود عيان أن الانفجارات كانت غير مسبوقة في قوتها وعنفها، ما يشير إلى أن إسرائيل تحاول تخويف الفلسطينيين ودفعهم إلى الفرار إلى جنوب قطاع غزة.
وشملت الهجمات قصفًا إسرائيليًا لمدرسة أم القرى في حي تل الهوى، التي تؤوي نازحين. وأفادت مصادر طبية أن القصف أسفر عن سقوط قتلى وجرحى فلسطينيين.
وتستخدم إسرائيل الغارات الجوية المكثفة والقصف المدفعي، فضلاً عن الحرب النفسية، لإجبار الفلسطينيين على مغادرة المدينة والفرار إلى مناطق جنوب قطاع غزة.
منذ بدء العملية العسكرية على المدينة في 11 آب/أغسطس، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه للأبراج السكنية والمنازل والملاجئ الطارئة، في محاولة لإقناع الفلسطينيين بوجود خيام وأغذية ومستشفيات في جنوب قطاع غزة وحث السكان على إخلائها.
ومع ذلك، يدرك أكثر من مليون فلسطيني أن جنوب قطاع غزة يتعرض أيضًا لقصف إسرائيلي عنيف، وأن حتى أبسط الضروريات الأساسية مفقودة. ورغم الدمار الواسع، يرفضون مغادرة المدينة.
في أحدث تهديداته، ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات فوق مدينة غزة جاء فيها: “إذا وجدتم هذه المنشورة، فأنتم في منطقة قتال خطيرة. يجب إجلاؤكم عبر شارع الرشيد، بما في ذلك سيرًا على الأقدام جنوب وادي غزة”.
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم، خلال مثوله أمام المحكمة المركزية في تل أبيب للإجابة على تهم الفساد الموجهة إليه، أن الجيش شن “عملية مكثفة” في مدينة غزة.
رغم القصف العنيف، يرفض غالبية الفلسطينيين في قطاع غزة النزوح جنوبًا بسبب نقص الحاجات الأساسية. في غضون ذلك، عاد عدد كبير من النازحين جنوبًا إلى مدينة غزة.
وبحسب بيان سابق صادر عن مكتب الحكومة في غزة، فإن إسرائيل تعتقل أكثر من 800 ألف فلسطيني في منطقة مواصي رفح وخان يونس، حيث يفتقرون إلى وسائل العيش.
في الأسابيع الأخيرة، كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته على الأبراج والمباني السكنية في قطاع غزة. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن هذه السياسة تهدف إلى إجبار السكان على الفرار من المدينة إلى جنوب قطاع غزة.
وجاء ذلك بعد أن وافقت الحكومة الإسرائيلية في الثامن من أغسطس/آب على خطة اقترحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.
في 11 آب/أغسطس، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومًا على المدينة، بدءًا من حي الزيتون (جنوب شرق المدينة). وتضمّن الهجوم هدم منازل بالروبوتات المفخخة، وقصفًا مدفعيًا، وإطلاق نار عشوائي، وتهجيرًا قسريًا.
وفي الأسابيع التالية، وسع الجيش عملياته الجوية وسياسة هدم الأحياء السكنية إلى حي الصبرة في الجنوب، ثم إلى الأحياء الشمالية من المدينة، ثم لاحقا إلى الأحياء الغربية.
ومنذ تلك اللحظة وحتى مساء السبت، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 3600 مبنى وبرج في مدينة غزة بشكل كلي أو جزئي، ودمر نحو 13 ألف خيمة تؤوي النازحين، بحسب بيان لمكتب الإعلام الحكومي.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، من قتل وتجويع وتدمير وتشريد، متجاهلة الدعوات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.
وأودت الإبادة الجماعية بحياة 64,905 فلسطينياً، وأصابت 164,926 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، كما أدت المجاعة إلى مقتل 428 فلسطينياً، بما في ذلك 146 طفلاً.