وثيقة: الحكومة لم تجمع إلا 48% فقط من برنامج الطروحات الحكومية

وبلغت العائدات 5.8 مليار دولار، مقارنة بـ12.2 مليار دولار المستهدفة على مدى ثلاث سنوات.
ولم تتجاوز حصيلة برنامج الطروحات الحكومية المستهدفة خلال ثلاث سنوات ونصف 48%، لتصل إلى 5.8 مليار دولار، مقارنة بـ12.2 مليار دولار مستهدفة للفترة من مارس 2022 إلى يونيو 2025، بحسب وثيقة حكومية اطلعت عليها الشروق.
وبحسب الوثيقة، فإن “نسبة إنجاز البرنامج بأكمله تصل إلى 244% عند إضافة صفقة رأس الحكمة، حيث إن إجمالي حصيلة العطاءات لا تتضمن تنفيذ أكبر صفقة استثمار أجنبي مباشر في تاريخ مصر لتنمية مدينة رأس الحكمة، والتي بلغت قيمتها 35 مليار دولار”.
وكشفت الوثيقة أن تنفيذ المراحل الأربع لبرنامج الطروحات الحكومية خلال الفترة (مارس 2022 إلى يونيو 2025) استهدف التخارج الكامل أو الجزئي سواء لمستثمر استراتيجي أو من خلال زيادة رأس المال أو من خلال القيد في البورصة المصرية لـ23 شركة بعائدات مستهدفة معلنة تبلغ 12.2 مليار دولار.
وأحرزت الحكومة تقدماً في تنفيذ البرنامج خلال هذه الفترة، حيث استكملت 19 عرضاً للتخارج الكامل أو الجزئي من الاستثمارات، بإجمالي عائدات للبرنامج بلغت 5.86 مليار دولار، وهو ما يمثل معدل إنجاز بلغ 48% للبرنامج بأكمله.
في المرحلة الأولى من الطرح، جُمِعَ 3.11 مليار دولار أمريكي، بنسبة إنجاز بلغت 94.2% من العائدات المستهدفة. وفي المرحلة الثانية، جُمِعَ ما يقارب ملياري دولار أمريكي، بنسبة إنجاز بلغت 99.5% من العائدات المستهدفة.
وجمعت المرحلة الثالثة 625 مليون دولار، بنسبة إنجاز بلغت 12.5% فقط من الهدف، فيما جمعت المرحلة الرابعة 142 مليون دولار، بنسبة إنجاز بلغت 7.5% فقط من الهدف.
وتلتزم الحكومة بتنفيذ سياسة ملكية الدولة وتنفيذ سلسلة من الإصلاحات في البيئة الاقتصادية والتجارية لمعالجة التحديات التي يواجهها القطاع الخاص وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي وخلق فرص العمل والاستثمار والصادرات.
أصدرت مصر وثيقة سياسة ملكية الدولة بهدف زيادة مساهمة القطاع الخاص في الاستثمار العام والناتج المحلي الإجمالي، مما يُعزز إنتاجه وصادراته وقدرته التنافسية في الأسواق الإقليمية والعالمية. ويتحقق ذلك من خلال تنويع الشراكات مع القطاع الخاص لتحقيق أعلى عائد اقتصادي على أصول الدولة، وتطبيق آليات تنظيمية قوية للسوق، وخلق فرص استثمارية مجزية في القطاعات الواعدة، بما يُمكّن الاقتصاد والمستثمرين من الاستفادة من البنية التحتية المُحسّنة.
خلال عرضها خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي 2020/2021 أمام مجلس النواب، أعلنت الدكتورة رانيا المشاط ارتفاع الاستثمارات الخاصة إلى نحو 1.94 تريليون جنيه مصري، بنسبة تقارب 63% من الإجمالي، مقابل 37% للاستثمار العام. وجاء ذلك نتيجةً لجهود الحكومة في تسريع نمو القطاع الخاص، مع التركيز على مبادئ الحوكمة الرشيدة والحياد التنافسي.
أكد البنك الدولي مؤخرًا أن وثيقة سياسة ملكية أصول الدولة المصرية هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأشار صندوق النقد الدولي في أبريل 2024 إلى أن مصر تُنفذ خطةً محكمةً لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتكافؤ الفرص بين القطاعين العام والخاص، وهو أمرٌ بالغ الأهمية لجذب الاستثمارات إلى البلاد.
في وقت سابق من هذا العام، أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن المشاورات الجارية مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC) تؤكد رغبة الحكومة المصرية الواضحة وعزمها على تسريع عملية تخارج الشركات المملوكة للدولة في قطاعات مختارة، وفتح آفاق جديدة أمام القطاع الخاص. ويأتي ذلك في إطار التزامها بتنفيذ وثيقة سياسة مشاركة الدولة، وزيادة حصة القطاع الخاص من إجمالي الاستثمارات الحكومية إلى 65%.
في مؤتمر صحفي عُقد في نوفمبر الماضي، صرّح رئيس الوزراء بأن وثيقة ملكية الدولة سارية المفعول منذ ديسمبر 2022، وكان من المقرر أصلاً مراجعتها كل ثلاث سنوات. إلا أن الظروف الراهنة تتطلب مراجعة مستمرة. ومن المحتمل مراجعة بعض جوانب الوثيقة ومشاركة الحكومة في المشاريع، مع إمكانية إضافة جوانب جديدة بناءً على التطورات الراهنة.