القومي لتنظيم الاتصالات يوقع بروتوكول تعاون مع المجلس القومي لذوي الإعاقة

منذ 2 ساعات
القومي لتنظيم الاتصالات يوقع بروتوكول تعاون مع المجلس القومي لذوي الإعاقة

• تحسين الخدمات الرقمية للمستخدمين ذوي الإعاقة.

في إطار التزام الحكومة بتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع الرقمي، وقع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات والمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة بروتوكول تعاون يهدف إلى تفعيل آليات مشتركة لتحسين الخدمات المقدمة لهم في سوق الاتصالات المصري.

وقّع البروتوكول كلٌّ من المهندس محمد شمروخ، الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة. وينص البروتوكول على تعزيز التعاون بين الطرفين من خلال تبادل الخبرات والتنسيق لتوفير خدمات الاتصالات للأشخاص ذوي الإعاقة وفقًا لأحدث المعايير الدولية، بما يحقق اندماجهم الكامل في المجتمع الرقمي. كما يتضمن تنفيذ حملات توعية وورش عمل مشتركة، بالإضافة إلى إنشاء آلية فعّالة لمعالجة الشكاوى المتعلقة بمختلف أنواع الإعاقات، لا سيما الإعاقات السمعية والبصرية، بما يضمن الارتقاء بمستوى الخدمات وتنوعها بما يتماشى مع رؤية الدولة المصرية.

أكد المهندس محمد شمروخ أن توقيع هذا البروتوكول يمثل خطوةً حاسمةً في عملية دمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع الرقمي. وأوضح أن الهيئة تعمل على تطبيق أحدث الحلول التكنولوجية وإطلاق مبادرات مبتكرة لضمان توافر الخدمات لجميع فئات المجتمع دون تمييز. وأضاف أن هذا التعاون يمهد الطريق لتطوير خدمات عالية الجودة للأشخاص ذوي الإعاقة، باعتبارهم جزءًا لا يتجزأ من المجتمع المصري. ويشمل ذلك تحسين الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتوسيع قنوات الاتصال الفعالة، وخلق بيئة رقمية شاملة تتماشى مع سياسات الحكومة ورؤية مصر 2030. كما سيتم اعتماد أفضل الممارسات العالمية وتوصيات الاتحاد الدولي للاتصالات لتحقيق المساواة الكاملة في الوصول إلى الخدمات الرقمية.

وأضاف المهندس محمد شمروخ أن تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ليس واجبًا إنسانيًا فحسب، بل ضرورة اقتصادية واجتماعية حيوية، فهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، ويمثلون قوة بشرية وطاقة هائلة، قادرة على المساهمة بفعالية في مختلف جوانب خطط التنمية المستدامة للدولة. ويزيد إدماجهم في سوق العمل ومختلف القطاعات من إنتاجية الدولة ونموها الاقتصادي. وكلما زادت فرصهم في التعليم والتوظيف والابتكار، استفاد المجتمع من مهاراتهم وقدراتهم الفريدة، مما يؤدي إلى مجتمع أكثر ديناميكية وشمولية. ولا شك أن خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أهم الركائز التي لا يمكن لأحد تطوير مهاراته بدونها.

من جانبها، أكدت الدكتورة إيمان كريم أن المجلس، بصفته الجهة الوطنية المعنية برصد وتنسيق الجهود المتعلقة بقضايا الإعاقة، ووضع السياسات والقوانين الداعمة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، يضع تعزيز الشراكات مع مختلف الجهات ذات الصلة ضمن أولوياته. وأشارت إلى أن توقيع هذا البروتوكول يأتي في إطار التزام الدولة والمجلس بتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان حقهم في الوصول إلى خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتوفير الخدمات والأجهزة المساعدة، بما فيها الخدمات التكنولوجية، التي تُسهّل مشاركتهم في المجتمع. ويتماشى ذلك مع أحكام القانون رقم 10 لسنة 2018 بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يضمن لهم المشاركة الكاملة والفعالة في المجتمع على قدم المساواة.

وأكدت أن مسؤوليات المجلس تشمل أيضًا حماية الأشخاص ذوي الإعاقة من التحديات التكنولوجية والمخاطر المرتبطة بها، وتهيئة بيئة آمنة وداعمة تُمكّن من استخدام التكنولوجيا للمشاركة بفعالية في المجتمع. وأضافت أن التعاون مع الهيئة يعكس التزام الجانبين بتوفير وصول سهل وعادل للمعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة. ويُعد خطوة مهمة نحو تعزيز الاندماج الاجتماعي من خلال تبادل الخبرات وتنفيذ حملات توعوية تُسهم في تعزيز حقوقهم.

تجدر الإشارة إلى أن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات قد أطلق عدة مبادرات مصممة خصيصًا للأشخاص ذوي الإعاقة، لضمان اندماجهم الكامل في المجتمع الرقمي. تُلزم هذه المبادرات شركات الهاتف المحمول بتقديم خصومات بنسبة 50% على الباقات الشهرية، وإعطاء الأولوية في الوصول إلى الخدمات في المتاجر ومنافذ البيع بالتجزئة للأشخاص ذوي الإعاقة. كما يُطلب من الشركات مواءمة مواقعها الإلكترونية وتطبيقاتها الذكية مع احتياجات الأفراد. وللصم وضعاف السمع، تم إنشاء أول مركز لشكاوى لغة الإشارة باستخدام تقنية الفيديو. كما تم إنشاء مراكز اتصال بلغة الإشارة، وتم توفير مترجمين للغة الإشارة في بعض المتاجر. وتم توفير العقود والشروط والأحكام بلغة برايل لمساعدة المكفوفين، وتم الإعفاء من رسوم بعض معاملات المحافظ الإلكترونية. كما يُطلب من الشركات تطبيق اللوائح الفنية في متاجرها لتسهيل وصول الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية. تعكس هذه المبادرات إيمان الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بأن التكنولوجيا ليست مجرد خدمة، بل هي أيضًا وسيلة للتمكين. إن دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع الرقمي يعزز العدالة الاجتماعية، ويضع مصر في صدارة العالم في تطبيق سياسات الاتصال الشاملة.

 


شارك