الطروحات والدعم.. 4 مطالب من صندوق النقد لمصر لاستكمال القرض

منذ 2 ساعات
الطروحات والدعم.. 4 مطالب من صندوق النقد لمصر لاستكمال القرض

وفي بيان مقتضب، قالت جولي كوزاك مديرة الاتصالات في صندوق النقد الدولي إن الصندوق يعتزم صرف 274 مليون دولار في أول شريحتين من قرض المرونة والاستدامة البالغ 1.3 مليار دولار لمصر بعد استيفاء شرطين، لكنها لم تقدم تفاصيل.

وفي أبريل/نيسان الماضي، حصلت مصر على موافقة صندوق النقد الدولي على الحصول على قرض بقيمة 1.2 مليار دولار من صندوق التنمية المستدامة، على أن يتم صرفه على عشر شرائح.

وأكدت جولي كوزاك في مؤتمر صحفي يوم الخميس أنها تتوقع السفر إلى مصر في الخريف – في سبتمبر أو أكتوبر – لإجراء المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج الائتمان بعد تنفيذ الإجراءات الاقتصادية الأكثر شمولاً المتفق عليها.

يدعم صندوق النقد الدولي برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري بقرض قيمته ثمانية مليارات دولار، صُرف منه حتى الآن ما يقارب 3.2 مليار دولار. إلا أن عدم موافقة الصندوق على المراجعة الخامسة حال دون حصول مصر على شريحة إضافية بقيمة 1.2 مليار دولار.

في حال موافقة صندوق النقد الدولي على المراجعتين الخامسة والسادسة، ستحصل مصر على دفعتين جديدتين بقيمة إجمالية 2.4 مليار دولار، كما هو متفق عليه في البرنامج. ولكن ما هي الشروط التي يفرضها صندوق النقد الدولي على مصر قبل الموافقة على المراجعتين؟

تسريع برنامج العرض

دعا صندوق النقد الدولي الحكومة المصرية إلى تحويل نفوذها الاقتصادي إلى القطاع الخاص من خلال تسريع برنامج الإصدارات العامة الذي أعلنته الحكومة والانسحاب من بعض القطاعات وفقا لوثيقة ملكية الدولة.

ويعتقد صندوق النقد الدولي أن سحب الحكومات من الاقتصاد لصالح القطاع الخاص من شأنه أن يساعد على خفض الديون والنفقات الحكومية، وزيادة الإيرادات الضريبية والخدمية، وتنمية موارد النقد الأجنبي على نحو أكثر استدامة مما قد يكون ممكنا من خلال الاقتراض.

وفي فبراير/شباط 2023، أعلنت مصر عن إدراج 32 شركة، بما في ذلك تلك التي تخطط لبيع كل أو جزء من أسهمها من خلال البورصة أو من خلال البيع المباشر للمستثمرين الأجانب أو المحليين.

وبحسب تصريحات سابقة لوزير المالية الأسبق محمد معيط، فإن مصر باعت أسهماً في عدة شركات بقيمة تقترب من 5.6 مليار دولار بنهاية عام 2024.

لكن التوترات الجيوسياسية في المنطقة أعاقت تنفيذ البرنامج وفق الجدول الزمني المتفق عليه.

وقال جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، في تصريحات صحفية سابقة، إن مصر بحاجة إلى خفض نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي وتحسين إدارته، وأن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تنفيذ برنامج الطرح العام الأولي.

وأظهر التقرير المالي لوزارة المالية المصرية عن الشهرين الماضيين أن مصر تخطط لجمع ما بين أربعة وخمسة مليارات دولار في العام المالي الحالي من خلال بيع أسهم الدولة في 11 شركة.

وأعلنت وزارة المالية أن من بين الشركات الإحدى عشرة التي تستهدفها الحكومة لعروض الأسهم، خمس شركات مملوكة للقوات المسلحة، وهي: الشركة الوطنية لبيع وتوزيع المنتجات البترولية (وطنية)، والشركة الوطنية لتعبئة المياه الطبيعية (صافي)، وشركة سايلو فودز للصناعات الغذائية، وشركة تشيل آوت لتشغيل محطات الوقود، والشركة الوطنية للطرق.

إلغاء دعم الوقود

ويدعو صندوق النقد الدولي مصر إلى إلغاء الدعم عن البنزين والديزل بشكل كامل بحلول نهاية العام الجاري لتخفيف العبء على ميزانية الدولة.

لقد أدى تحرير سعر الصرف خلال السنوات الثلاث الماضية إلى انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار، مما زاد من أعباء الدعم على ميزانية الدولة.

ورفعت مصر أسعار البنزين والديزل أربع مرات بموجب البرنامج المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي، ثلاث مرات في عام 2024 والمرة الرابعة في أبريل/نيسان 2025.

أعلنت لجنة التسعير الآلي للمنتجات البترولية، التي تراجع وتحدد أسعار بيع المنتجات البترولية، في اجتماعها الأخير في أبريل/نيسان الماضي، أنها ستعقد اجتماعها الشهر المقبل.

يعتقد مدحت يوسف، نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للبترول سابقًا، أن اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولي يدفع اللجنة إلى فرض زيادة جديدة في الأسعار بهدف إلغاء الدعم نهائيًا بنهاية العام. وقد تتجاوز هذه الزيادة 10% بالنسبة للسولار والبوتاجاز، إذ أن الأسعار الحالية بعيدة كل البعد عن التكلفة الفعلية. أما بنزين 95 أوكتان، فقد اقترب سعره بالفعل من سعر التكلفة. ويتوقع أن تظل الزيادات المتوقعة في أسعار بنزين 92 أوكتان و80 أوكتان و95 أوكتان محدودة على الأرجح.

مرونة سعر الصرف

ويرى صندوق النقد الدولي أن حفاظ البنك المركزي على سعر الصرف المرن يشكل حجر الزاوية لنجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي، وخروج مصر من الأزمة الاقتصادية، وقدرتها على الصمود في وجه أي ضغوط عالمية.

وفي إطار متابعته لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر، أكد صندوق النقد الدولي أن البنك المركزي يطبق سعر صرف مرن يستجيب للعرض والطلب دون تدخل البنك المركزي.

في مارس/آذار 2024، أعلن البنك المركزي تحرير سعر الصرف للقضاء على الدولرة وسد فجوة النقد الأجنبي. وارتفع سعر الدولار بنحو 55% بنهاية ساعات العمل المصرفي في ذلك اليوم، من 30.94 جنية مصري إلى 48.25 جنية مصري للدولار الواحد.

وساهم هذا القرار في زيادة احتياطيات النقد الأجنبي وعودة تحويلات المصريين العاملين بالخارج إلى البنوك ومكاتب الصرافة بدلا من استخدام السوق السوداء في تداول النقد الأجنبي.

أعلن البنك المركزي المصري، في وقت سابق، ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج بنسبة 69.6% لتصل إلى 32.8 مليار دولار خلال أول 11 شهراً من العام المالي 2024-2025، مقارنة بنحو 19.4 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

مكافحة التضخم وأسعار الفائدة

وحذر صندوق النقد الدولي البنك المركزي من خفض أسعار الفائدة على عجل قبل ضمان انخفاض مستدام في التضخم، حيث يتعين تمويل عجز الموازنة.

قبل أربعة أشهر، تراجع البنك المركزي عن موقفه التقييدي تجاه سعر الصرف المرن، وخفّض أسعار الفائدة ثلاث مرات بنسبة 5.25%، وذلك لأول مرة منذ أربع سنوات ونصف. وكان آخر خفض بنسبة 2% في أغسطس من العام الماضي، لينخفض سعر الفائدة على الودائع إلى 22% وسعر الفائدة على الإقراض إلى 23%.

جاء ذلك بعدما تباطأ معدل التضخم الحضري في مصر إلى 12% في أغسطس/آب للشهر الثالث على التوالي، انخفاضا من 13.9% في يوليو/تموز، بعد أن وصل إلى مستوى قياسي بلغ 38% في سبتمبر/أيلول 2023.

ويهدف البنك المركزي إلى معدل تضخم متوسط قدره 7% زائد/ناقص 2% بحلول نهاية الربع الرابع من عام 2025، على أن ينخفض إلى 5% زائد/ناقص 2% بحلول نهاية الربع الرابع من عام 2028.


شارك