وزير الاستثمار يبحث سبل تنمية وتطوير الشراكة بين مصر ومجموعة البنك الدولي

منذ 2 شهور
وزير الاستثمار يبحث سبل تنمية وتطوير الشراكة بين مصر ومجموعة البنك الدولي

التقى حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، بوفد من مجموعة البنك الدولي. ضم الوفد عبد العزيز الملا، المدير التنفيذي لمصر، وهشام سيف الدين، نائب المدير التنفيذي لوزارة التعاون الدولي، ومحمد ماجد، مدير محفظة البنك الدولي. ناقش الوفد التعاون الاقتصادي بين مصر والبنك الدولي، واستعرض الرؤية الاقتصادية وبرامج الإصلاح الهيكلي والمؤسسي الجاري تنفيذها، وناقش آخر المستجدات في المشهد الاقتصادي للبلاد.

وأكد الخطيب أهمية ربط الاستثمار والتجارة باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لتعزيز التنمية الاقتصادية، مشيرا إلى الدور الاستراتيجي لصندوق مصر السيادي في تعظيم العائد على الأصول المملوكة للدولة.

استعرض الوزير أهم ملامح الرؤية الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة حاليًا في إطار التنسيق والتكامل المستمرين للمجتمع الاقتصادي. وتستند هذه الرؤية إلى استراتيجيات واضحة وطويلة الأجل تهدف إلى تحقيق النمو والاستدامة من خلال مزيج متوازن من الإصلاحات النقدية والمالية والتجارية، وتشجيع الاستثمار، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص. ويهدف ذلك إلى زيادة تنافسية الاقتصاد المصري إقليميًا ودوليًا.

وأكد الخطيب أن الحكومة تعمل على تنفيذ حزمة من الإصلاحات، مشيرا إلى التقدم المحرز في الإصلاح الضريبي وأثره الإيجابي على ثقة المستثمرين.

وأضاف أن هذه الإصلاحات تأتي بالتزامن مع جهود تخفيف الأعباء المالية غير الضريبية على المستثمرين من خلال إعادة هيكلة الرسوم والتكاليف التي تفرضها الشركات المختلفة ودمجها تدريجيا في منصة رقمية موحدة لزيادة الشفافية وتسهيل الامتثال.

أكد الخطيب أن التحول الرقمي ركيزة أساسية لتحسين بيئة الاستثمار. وقد أطلقت الوزارة منصة موحدة للتراخيص، تغطي في مرحلتها الأولى 389 ترخيصًا من 41 جهة حكومية. تعتمد المنصة آلية تضمن سرعة الإجراءات، مع إضافة خدمات حكومية إضافية تدريجيًا.

أكد الوزير أن الجهود جارية لإطلاق منصة الكيانات الاقتصادية، التي ستكون بمثابة واجهة رقمية موحدة للمستثمرين في جميع مراحل المشروع. كما استعرض نتائج المرحلة التجريبية للمشروع لإعادة تصميم الإجراءات الإدارية في مختلف القطاعات الاقتصادية، والتي تم تبسيطها بشكل كبير بالتعاون مع استشاري دولي متخصص، تمهيدًا لتطبيق النموذج على نطاق أوسع.

أوضح الوزير أن مصر تُنفّذ خطة وطنية شاملة للتحضير لتقرير جاهزية الأعمال الصادر عن مجموعة البنك الدولي، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية والقطاع الخاص. وبناءً على تحليل فجوة الأداء، وُضعت مصفوفة إصلاحات تتألف من 209 إصلاحات لتحسين فرص مصر في الصعود إلى قائمة أفضل 50 دولة في مؤشرات التنافسية العالمية.

وأشار الوزير إلى أن الوزارة بالتعاون مع وزارة المالية والجهات ذات العلاقة نجحت في خفض متوسط زمن التخليص الجمركي من 16 يوماً إلى 5.8 أيام فقط، مع تنفيذ أربعة إجراءات إضافية لتسهيل المعاملات التجارية والوصول إلى هدف اليومين قبل نهاية العام.

كما صرّح الوزير بأن برنامج استرداد ضريبة الصادرات الجديد يُعدّ أداةً ذكيةً ومرنةً تُلبّي احتياجات مختلف قطاعات التصدير، ويهدف إلى زيادة الحصة المحلية وتوفير حوافز للصناعات عالية التعقيد. وأكد أن البرنامج قد اكتمل، وسيتم الإعلان عنه لأول مرة قبل بدء السنة المالية.

أكد الخطيب أن مصر وضعت لأول مرة سياسة تجارية وطنية، تُمثل توجهًا استراتيجيًا للتجارة على المستويين الوطني والدولي. وتهدف هذه السياسة إلى تعزيز الانفتاح التجاري، وزيادة القدرة التصديرية، والاندماج في سلاسل القيمة العالمية، وتوسيع فرص الوصول إلى الأسواق، وتنويع الصادرات. وسيسهم ذلك في تهيئة بيئة أعمال واضحة ومستقرة للمستثمرين المحليين والأجانب، ودعم الإنتاج المحلي، وتعظيم القيمة المضافة للاقتصاد.

كما استعرض الوزير الخطوط العريضة للاستراتيجية الجديدة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر. وتتضمن هذه الاستراتيجية تحديد أولويات جذب الاستثمار في 13 قطاعًا اقتصاديًا، منها ثمانية قطاعات جاهزة للدعم الفوري، وخمسة قطاعات طموحة تتطلب استكمال سلسلة من الإصلاحات والإجراءات الداعمة.

وأكد الخطيب أن المرحلة المقبلة ستشهد وضع خطة تنفيذية وآليات متابعة دقيقة لضمان أن تحقق الاستراتيجية نتائج ملموسة على أرض الواقع وتحسين قدرة مصر على جذب الاستثمارات الأجنبية وتحقيق التنمية المستدامة.

أوضح الخطيب أن صندوق مصر السيادي يهدف إلى تعظيم عائد أصول الدولة، بما يعكس القيمة الحقيقية للاقتصاد المصري. كما يُمثل أداة استراتيجية للأجيال القادمة لضمان استدامة الموارد وتعظيم المنافع الاقتصادية على المدى الطويل.


شارك