بعد هجوم موسى وأديب.. ما فاتورة تجاهل مصر مطالب صندوق النقد؟
بقلم: دينا كرم
وبعد هجوم إعلامي على مطالب صندوق النقد الدولي، قال خبيران اقتصاديان لموقع ايجي برس، إنه في حين أن مصر في وضع يسمح لها بعدم الامتثال لمطالب صندوق النقد الدولي بشأن صرف الشريحتين الخامسة والسادسة، إلا أن مثل هذا القرار سيكون له ثمن وسيكون له تداعيات سلبية على الاقتصاد المصري.
وأخطر هذه التأثيرات هو فقدان الثقة بين المستثمرين الأجانب في مصر وما ينتج عنه من اضطرابات اقتصادية مماثلة لتلك التي شهدتها مصر بين سبتمبر/أيلول 2023 ويناير/كانون الثاني 2024، عندما ارتفع الدولار إلى مستويات قياسية بسبب عدم وجود اتفاق في السوق الموازية قبل تعويم العملة في مارس/آذار.
وضع صندوق النقد الدولي أربعة مطالب على مصر لتمويل قرض بقيمة 8 مليارات دولار. تشمل هذه المطالب تسريع الطرح العام الذي أعلنته الحكومة، والتخارج من بعض القطاعات وفقًا لاتفاقية ملكية الدولة. كما يدعو إلى الإلغاء الكامل لدعم البنزين والديزل بنهاية العام، وذلك للوفاء بالتزامات الحكومة وتخفيف العبء عن ميزانية الدولة.
أثارت مطالب صندوق النقد الدولي الأخيرة لمصر بصرف الشريحتين الخامسة والسادسة من برنامجه التمويلي جدلاً واسع النطاق وانتقادات من عدد كبير من الشخصيات الإعلامية، الذين يرون أن هذه الشروط تمثل ضغطاً مباشراً على الشعب المصري.
قال الإعلامي عمرو أديب، في برنامجه «الحكاية»، إن علاقة مصر بصندوق النقد الدولي «قصة حزينة»، لأنها مرتبطة في أذهان المواطنين دائمًا بارتفاع الأسعار والإجراءات القاسية التي تثقل كاهل الأسر.
كما هاجم الإعلامي أحمد موسى، في برنامجه “على مسئوليتي”، شروط صندوق النقد الدولي لمنح مصر شريحة تمويلية، ووصفها بأنها “غير مقبولة”.
وأضاف: “كل هذا الضغط من أجل 274 مليون دولار؟”، مشيرًا إلى أن مصر سبق أن طبقت إجراءات صعبة كتعديل أسعار الوقود، مؤكدًا أن الشعب المصري يقف إلى جانب بلاده ولا يحتاج إلى مزيد من الأعباء. ودعا موسى الحكومة إلى اتخاذ موقف حازم، قائلاً: “إن لم يريدوا أن يعطونا الرقاقة، فإلى اللقاء يا سيدي”.
وقال الخبير الاقتصادي مصطفى شفيع لايجي برس، إن مطالب صندوق النقد كانت معروفة منذ البداية، وهي تحرير سعر الصرف، ورفع دعم الوقود، وتسريع برنامج الإصدار العام.
وأضاف أن رفض تنفيذ هذه الالتزامات ستكون له عواقب سلبية، أبرزها فقدان ثقة المستثمرين والمؤسسات الدولية بالاقتصاد المصري. وسينشر صندوق النقد الدولي تقارير سلبية عن مصر بعد أن أشاد سابقًا بالتزاماتها الإصلاحية.
أشار الشافعي إلى أن مصر قد تتجاهل نظريًا شروط صندوق النقد الدولي، لكن ذلك يتطلب خطة بديلة واضحة ومعلنة. وأضاف: “القرار يتطلب دراسة متأنية، فأي رسالة سلبية من صندوق النقد الدولي ستؤثر بشكل مباشر على ثقة المستثمرين في مصر”.
أكد الخبير الاقتصادي علي الإدريسي أن شروط صندوق النقد الدولي ليست جديدة، بل ظلت كما هي منذ أول اتفاقية لمصر معه عام ٢٠١٦. وتشمل هذه الشروط تحرير سعر الصرف، وخفض الدعم، وتسريع برنامج الطروحات العامة. وأشار إلى أن مصر وافقت على هذه الالتزامات منذ البداية، وبالتالي لا ينبغي اعتبارها مفاجئة.
وأوضح الإدريسي أنه في حالة رفض مصر تنفيذ هذه الشروط، سيكون أمامها خياران: إما أن تعلن رسميا إنهاء تعاونها مع الصندوق وتقدم خطة بديلة واضحة بجدول زمني واقعي، أو أن تواصل البرنامج كما تم الاتفاق عليه وتلتزم به.
وأشار إلى أن عدم الالتزام باللوائح سيؤدي إلى فقدان الثقة بين المستثمرين والمؤسسات الدولية وتدهور الجدارة الائتمانية لمصر، مما قد يجعل من الصعب على البلاد جذب استثمارات جديدة أو تأمين تمويل خارجي.
لكن الإدريسي أكد أن الرأي العام أقل اهتماما بتفاصيل اتفاق صندوق النقد الدولي من اهتمامه بتحسين مستويات المعيشة وتخفيف الضغوط الاقتصادية.
وأضاف الإدريسي: “إذا قررت الدولة رفض التعاون مع الصندوق، فعليها تقديم بديل حقيقي وقابل للتطبيق لخطط متفائلة وغير قابلة للتنفيذ. وإلا، سيستمر الضغط”.
اقرأ أيضاً:
السوق مترددة مع اقتراب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من خفض أسعار الفائدة. ماذا سيحدث لسعر الذهب؟
أسعار الطماطم ترتفع مجددًا في الأسواق. توضح الوزارة أسباب هذا الانخفاض وتوقيته.
قدمت إدارة الأدوية مذكرة إلى رئيس الوزراء بعد أن تجاهلت هيئة تنظيم الأدوية مطالب الشركات.