اغتيال تشارلي كيرك يفجر تساؤلات: هل تدخل أمريكا عصر العنف السياسي؟

منذ 23 ساعات
اغتيال تشارلي كيرك يفجر تساؤلات: هل تدخل أمريكا عصر العنف السياسي؟

عقب الإعلان عن اغتيال تشارلي كيرك مساء الأربعاء، هزّت صدمة وطنية الولايات المتحدة، وامتدّ صداها إلى أنحاء العالم. هيمن الخبر على الصفحات الأولى والأخبار العاجلة، ليس كحادثة إجرامية معزولة، بل كإشارة إنذار في قلب السياسة الأمريكية المتوترة.

وفي حين كان القلق العام والرسمي مرتفعا، سعت وسائل الإعلام الدولية الكبرى إلى تحليل تأثير الجريمة وتساءلت عما إذا كانت البلاد على وشك موجة جديدة وخطيرة من العنف السياسي.

* اغتيال كيرك يعيد شبح الاغتيالات السياسية إلى الواجهة.

تناول مقال نُشر في صحيفة الغارديان الصدمة العميقة التي أحدثها اغتيال تشارلي كيرك. وجادل المقال بأن الحادثة لم تكن مجرد حادثة معزولة، بل كانت لحظة محورية ذكّرت الأمريكيين باغتيالات كبرى مثل اغتيال لينكولن وكينيدي، وأكدت مجددًا قدرة البلاد على حماية رموزها وضمان سلامة النقاش السياسي.

وربط المقال الحدث بموجة متزايدة من العنف السياسي، مثل محاولة اغتيال ترامب في صيف عام 2024، ومقتل أحد المشرعين في ولاية مينيسوتا، والتهديدات ضد القضاة والمسؤولين العموميين، وتصاعد العنف المسلح في المجتمع الأمريكي.

على الرغم من أن كيرك كان شخصية مثيرة للجدل بخطاباته الصاخبة والمتطرفة في بعض الأحيان، فإن التعاطف مع مقتله تجاوز الخطوط الحزبية، واعتُبر مقتله هجوماً على جوهر الديمقراطية وحرية التعبير.

حذّر المقال من أن اغتيال كيرك قد يُشعل موجة انتقام أو يُحوّل الخطاب السياسي إلى خطاب متطرف، لا سيما بالنظر إلى موقعه في حركة “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا” وقربه من ترامب. وقد يُعمّق هذا الاستقطاب ويُحوّل الصراع السياسي إلى حلقة مفرغة من العنف والانتقام إذا لم تُخفّف التوترات ويُستعاد الحوار.

* انقسام حاد في الكونجرس بعد اغتيال كيرك

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الإندبندنت، تصاعدت التوترات السياسية في الكونغرس الأمريكي عقب اغتيال تشارلي كيرك. وتصاعدت دقيقة صمت كان من المقرر إقامتها في جنازته إلى نقاش حاد بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

بدأ الجدل عندما دعت عضوة في الكونغرس من الحزب الجمهوري إلى الصلاة. احتجّ الديمقراطيون مطالبين بضمّ ضحايا حادث إطلاق نار في اليوم نفسه. ألقت العضوات الجمهوريات باللوم فورًا على خصومهن السياسيين ووسائل الإعلام الليبرالية في وفاة كيرك، متهمات إياهم بالتحريض على خطاب الكراهية.

في المقابل، أدان ديمقراطيون بارزون الحادث، لكنهم استغلوا الفرصة لإعادة إشعال النقاش حول قوانين الأسلحة ومخاطر الخطاب السياسي المتطرف.

بعد وفاة كيرك، بدأ أتباعه يعتبرونه رمزًا وشهيدًا لحركتهم، في خطوة تُذكر بتحوّل ترامب نفسه إلى رمز بعد الاغتيال. ورغم دعوات بعض المعتدلين لتهدئة الوضع، إلا أن الغضب والرغبة في الانتقام يهيمنان على المشهد، ويهددان بتعميق الانقسام السياسي في الولايات المتحدة، وفقًا للتقرير.

* مخاوف من دوامة العنف السياسي في أمريكا

وأشار تحليل نشرته صحيفة الغارديان إلى أن اغتيال تشارلي كيرك في جامعة يوتا لم يكن حادثا معزولا، بل كان الأحدث في سلسلة من أعمال العنف السياسي المتصاعدة في الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى مكانة كيرك كواحد من أبرز حلفاء ترامب والدور الذي لعبته مؤسسته “نقطة التحول في الولايات المتحدة” في حشد الناخبين الجمهوريين، ما يجعل الحادث رمزيا سياسيا يتجاوز حياته الشخصية.

وبحسب دراسة حديثة أجراها معهد شيكاغو للأمن والتهديدات، فإن قبول العنف السياسي يتزايد بمعدل مثير للقلق بين الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.

وبحسب مدير المشروع روبرت بابي، أظهرت نتائج الاستطلاع الذي صدر في مايو/أيار الماضي أن نحو 40% من الديمقراطيين يؤيدون استخدام القوة لإزالة الرئيس السابق ترامب، في حين يؤيد نحو 25% من الجمهوريين التدخل العسكري لإنهاء الاحتجاجات ضد سياساته.

تمثل هذه الأرقام أكثر من ضعف الرقم المسجل في استطلاع الخريف الماضي، وتشير إلى زيادة ملحوظة في دعم العنف لأغراض سياسية. وحذر روبرت بيب من أن الولايات المتحدة دخلت “عصر الشعبوية العنيفة”، ودعا السياسيين إلى إدانة العنف بوضوح قبل أن يتفاقم الوضع ويتحول إلى انفجار شامل.


شارك