خبراء في منتدى الاتصال الحكومي بالشارقة يقدمون منظورا لمستقبل الصحافة في ظل الذكاء الاصطناعي

منذ 14 ساعات
خبراء في منتدى الاتصال الحكومي بالشارقة يقدمون منظورا لمستقبل الصحافة في ظل الذكاء الاصطناعي

– فعالية الإعلانات التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي أقل بنسبة تصل إلى 14% من المحتوى البشري.

– حسام النجار: الذكاء الاصطناعي قد يحول الصحافة من إنتاج محتوى ذو قيمة إنسانية إلى مجرد إنتاج آلي بلا معنى.

سيمون ثيثي: الذكاء الاصطناعي لا يستطيع أن يحل محل الصحفي الذي يقدم تقارير مباشرة عن الأحداث.

يشير خبراء الإعلام والتكنولوجيا إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يُشكل تحديًا غير مسبوق للصحافة، إذ ازداد المحتوى المُولّد آليًا بشكل ملحوظ منذ عام ٢٠٢٢، حيث تعتمد عليه ٧٤٪ من المواقع الإلكترونية بشكل أساسي. وأكدوا أن التهديد لا يقتصر على وفرة المحتوى الآلي، بل يُمثل أزمة ثقة ومصداقية تُهدد جوهر العمل الصحفي. وأكدوا أن القيمة الحقيقية للصحافة تكمن في الدور الإنساني للصحفيين الميدانيين القادرين على التحقق وبناء ثقة الجمهور.

جاء ذلك خلال جلسة نقاشية بعنوان “الصحافة في مواجهة الذكاء الاصطناعي: الإنسان أم الآلة؟”، نظمها نادي الشارقة للصحافة، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، ضمن فعاليات المنتدى الدولي الرابع عشر للاتصال الحكومي. وشارك في النقاش كلٌّ من حسام النجار، مستشار الذكاء الاصطناعي والتعليم والابتكار، وسيمون ثيثي، مستشار الإعلام والتكنولوجيا.

أوضح النجار أن الذكاء الاصطناعي حقق تقدمًا هائلاً في السنوات الأخيرة. وأشار إلى أن النماذج التجريبية لعام ٢٠٢٤ لا تزال تعاني من نواقص كبيرة، بينما ستظهر نماذج صينية أكثر واقعية قادرة على إنتاج مشاهد وأفلام وعوالم ثلاثية الأبعاد كاملة بحلول عام ٢٠٢٥. ويتسارع هذا التطور بوتيرة غير مسبوقة، مع ظهور نموذج جديد كل أسبوع تقريبًا.

قال: “تتطور قدرات التعلم لهذه النماذج بسرعة. على سبيل المثال، لم يحقق ChatGPT-4 سوى 30% من الإجابات الصحيحة قبل عامين، بينما ارتفعت هذه النسبة اليوم إلى أكثر من 80%. كما وجدت دراسة أنه بحلول عام 2024، أفاد 81.7% من الصحفيين باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في عملهم، بينما أفاد 87% من مديري غرف الأخبار في عام 2025 أن الذكاء الاصطناعي قد غيّر عمليات غرف الأخبار كليًا أو جزئيًا. اعتبر النجار هذا الطفرة تحديًا للعمل الصحفي المُنتج للمحتوى. وأشار إلى أننا قد نتجه نحو غرفة أخبار مُتحكم بها بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي دون تدخل بشري. وهذا قد يُحوّل الصحافة من صناعة محتوى تعتمد على مُدخلات بشرية إلى إنتاج آلي بالكامل.

من جانبه، حذّر سيمون ثيثي من موجة عارمة من الثقة بالذكاء الاصطناعي، وصفها بـ”تسونامي”. تراقب “نيوز جارد” حاليًا أكثر من 1300 موقع إلكتروني مُصمم بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتُنتج محتوى آليًا دون إشراف بشري. وأوضح أن هذه المواقع تُدرّ إيراداتها من الإعلانات البرمجية التي تدعمها شركات كبرى، دون أي وعي بطبيعة المحتوى.

وأضاف أن المحتوى المُنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي شهد زيادةً هائلةً منذ عام ٢٠٢٢. إذ تعتمد حوالي ٧٤٪ من المواقع الإلكترونية عليه لإنتاج محتواها. وأكد أن لهذا التغيير عواقبَ عديدة. فالصحفيون على قناعةٍ بأن الذكاء الاصطناعي سيُضاعف كمية المعلومات المُضللة. في الوقت نفسه، تنخفض فعالية الإعلانات بنسبة تصل إلى ١٤٪ مُقارنةً بالمحتوى المُنتج من قِبل البشر.

أشار ثيثي إلى أن 58% من الجمهور لم يعودوا يثقون بالمعلومات التي يتلقونها عبر الإنترنت، وخاصةً جيل الشباب، الذين يزداد تشككهم في كل ما يرونه. وقال: “الذكاء الاصطناعي غير قادر على بناء العلاقات أو التواجد الميداني، ولا يمكنه أن يحل محل المراسل الذي يغطي الأحداث المباشرة. لقد غطيتُ العديد من الأحداث بنفسي، وأعرف تمامًا معنى أن تكون شاهدًا على حدث ما”.


شارك