محللون فرنسيون: هجوم إسرائيل على قطر يتنافى مع القوانين الدولية وقطر بوصلة موثوقة للسلام في العالم

أكد محللون وخبراء فرنسيون أن الهجوم الإسرائيلي على مراكز سكن عدد من قيادات حماس في الدوحة، الثلاثاء، كان غير مبرر على الإطلاق، ويخالف كل المواثيق والمعاهدات الدولية والأعراف الدبلوماسية.
وفي تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، أكد محللون أن مثل هذه “الإجراءات العدوانية” من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في هذه اللحظة الحرجة “تقوض عملية السلام” و”تؤجج” التوترات في الشرق الأوسط.
وأكدوا أن دولة قطر هي “البوصلة الأمينة” في جغرافية نشر الدبلوماسية المبنية على ثقافة الاحترام والتعاون والتضامن والسلام، ولذلك تستحق جائزة نوبل للسلام، وليس هذا الهجوم “الظالم” و”الخبيث”.
قال إيف سينثومر، المحلل السياسي الاستراتيجي المتخصص في الشؤون الفرنسية والأوروبية: “إن إدانة هذا الهجوم الإسرائيلي على الدوحة هو أقل ما يمكن لشخص عاقل ومحب للسلام فعله. ما فعلته إسرائيل غير مبرر على الإطلاق، وينتهك جميع المواثيق والمعاهدات الدولية والأعراف الدبلوماسية”.
وأضاف: “إن هذا الهجوم الظالم يأتي في وقت حرج ويقوض عملية السلام في الشرق الأوسط، خاصة في ضوء الإبادة الجماعية المستمرة في غزة ومكانة قطر كوسيط جاد وموثوق للسلام في المنطقة”.
وأكد سينتومييه أن المجتمع الدولي يجب أن يراجع آلية الحفاظ على القانون الدولي ومنع انتهاكاته، خاصة بعد هذا الاعتداء وفي ضوء الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في قطاع غزة وفلسطين ولبنان وجيرانها في الشرق الأوسط.
أدان جان برنارد فيرون، استراتيجي العلاقات الدولية والمدير السابق لأفريقيا والشرق الأوسط في الوكالة الفرنسية للتنمية، الهجوم الإسرائيلي على أحياء الدوحة التي يسكنها عدد من قادة حماس، ووصفه بأنه الأحدث في سلسلة من الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل في الشرق الأوسط والتي تنتهك حتى أبسط قواعد القانون الدولي.
وقال: “إذا استمرت إسرائيل في انتهاك القانون الدولي مرارًا وتكرارًا، وهو الضمان الوحيد للتعايش السلمي بين الأمم، فإن هذه القوانين والمعاهدات ستفقد معناها وقيمتها، وستُنتهك وتُهمل مرارًا وتكرارًا من قبل الدول الأخرى. وفي نهاية المطاف، سيجر هذا المنطقة إلى صراع لا نهاية له، وعنف، وحروب خطيرة، لا تعرف عواقبها ونتائجها في المستقبل القريب”.
وفي سياق مماثل، أكد المدير السابق لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط بالوكالة الفرنسية للتنمية في تصريح لوكالة الأنباء القطرية، الدور المهم الذي لعبته وتلعبه دولة قطر في تخفيف التوترات والصراعات في الشرق الأوسط وآسيا وحتى أفريقيا، من خلال مساهماتها الفعالة في عملية السلام وتعزيز ثقافة الحوار والتضامن.
صرّح الدكتور كميل الساري، المحلل المالي والاقتصادي والخبير في جامعة السوربون، قائلاً: “إن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة رد فعل متسرع ومتهور، يُبرز ارتباك نتنياهو وحكومته المتطرفة، ومحاولتهم الهروب من الوضع عبر القتل الممنهج والإبادة الجماعية والتجويع الذي يمارسونه في غزة. كما أنهم يحاولون جر المنطقة إلى حرب أوسع وموجة عنف لا تنتهي، لأنه يعلم ويدرك جيداً أنه وحكومته المتطرفة المصغرة سيُقدمان للعدالة ويحاسبان بعد انتهاء الحرب في غزة”.
وصرح بأن غالبية المجتمع الإسرائيلي ترفض انتهاكات نتنياهو للقانون الدولي، والإبادة الجماعية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، والهجمات المتكررة على لبنان ودول أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك “الهجوم الغادر” الأخير على الدوحة. كما أنهم يريدون إنهاء الحرب.
وأكد الدكتور كامل الساري أن قطر تلعب دوراً محورياً في تعزيز عملية السلام ليس في الشرق الأوسط فحسب بل في جميع أنحاء العالم، كما يتجلى ذلك في الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه.
بدوره، أشار المحلل والخبير المالي والاقتصادي في جامعة السوربون إلى أن إسرائيل “دولة مجرمة” و”مارقة” لا تحترم القانون الدولي ولا المعاهدات الدولية، ولذلك لا تتردد في فعل أي شيء لإظهار قوتها و”غطرستها”. وأشار إلى أن أوضح دليل على ذلك هو قتل الأطفال والصحفيين بدم بارد ومتعمد، دون محاسبة.