رصاصة في جامعة يوتا.. من هو تشارلي كيرك ولماذا أثار اغتياله جدلا بالولايات المتحدة؟

شهدت الولايات المتحدة صدمة سياسية وإعلامية كبيرة إثر مقتل الناشط اليميني البارز تشارلي كيرك (31). أُصيب برصاصة في رقبته بعد ظهر الأربعاء خلال فعالية جامعية في جامعة وادي يوتا. أثارت هذه الحادثة، التي وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”الاغتيال الشنيع”، ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية. أمر ترامب بتنكيس الأعلام لمدة أسبوع حدادًا على كيرك. ووصف حاكم ولاية يوتا الجمهوري الحادثة بأنها “اغتيال سياسي”.
وتحدث كيرك، المعروف بدعمه القوي للرئيس ترامب وموقفه المؤيد لإسرائيل تجاه الحركات اليسارية والليبرالية، عن قضايا الأسلحة قبل وقت قصير من إطلاق النار عليه – وهو مشهد صادم التقطه الجمهور.
رغم اعتقال مشتبه به بعد الحادثة، أكدت السلطات لاحقًا إطلاق سراحه على ذمة التحقيق. تهيمن هذه القضية على النقاش العام في الولايات المتحدة وعلى الصعيد الدولي، إذ اتسمت بانقسامات سياسية حادة وردود فعل غاضبة تندد بالعنف السياسي وتدعو إلى ضبط النفس في الخطاب المتفجر في البلاد.
**ماذا حدث؟
وتعرضت الشابة البالغة من العمر 31 عاما لإطلاق نار خلال فعالية جامعية في ولاية يوتا بعد ظهر الأربعاء بالتوقيت المحلي.
وقالت شرطة الحرم الجامعي لبي بي سي إن إطلاق نار وقع خلال فعالية شارك فيها الناشط الأمريكي المحافظ تشارلي كيرك في جامعة يوتا فالي في أوريم بولاية يوتا.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أصدرت جامعة يوتا فالي بيانا قالت فيه إن “رصاصة واحدة أطلقت على متحدث ضيف في الحرم الجامعي”.
وقالت مارينا ميناس، كبيرة مسؤولي التسويق، لشبكة سي بي إس نيوز، شريكة بي بي سي في الولايات المتحدة: “أُصيب برصاصة في الرقبة. وهو الآن في المستشفى. حالته حرجة”.
**من هو تشارلي كيرك؟
كان تشارلي كيرك معلقًا ومقدمًا بودكاستًا محافظًا، وهو معروف بأنه مؤسس Turning Point USA، وهي منظمة غير ربحية تسعى إلى نشر الأفكار المحافظة بين الطلاب في الحرم الجامعي الأمريكي.
لديه ٥.٢ مليون متابع على تطبيق X و٧.٣ مليون متابع على تيك توك. وهو من أشدّ داعمي الرئيس دونالد ترامب.
تشارلي كيرك، من مواليد عام 1993، هو شخصية بارزة في الحركة المحافظة الشابة في الولايات المتحدة ومؤسس منظمة Turning Point USA، وهي منظمة نشطة في الحرم الجامعي تعمل على الترويج للأفكار اليمينية ومحاربة الاتجاهات الليبرالية، بحسب صحيفة Le Figaro الفرنسية.
وهو من أبرز مؤيدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومعروف بموقفه المؤيد بشدة لإسرائيل. خلال حرب غزة الأخيرة، دافع كيرك عن الرواية الإسرائيلية في وسائل الإعلام. ورفض الادعاءات بأن إسرائيل تتعمد تجويع السكان أو مهاجمة المدنيين، واصفًا إياها بـ”الدعاية المضادة”.
رغم دعمه السياسي والإعلامي لإسرائيل، يرفض توسّع التدخلات العسكرية الأمريكية المباشرة، تماشيًا مع حركة “أمريكا أولًا”. يجمع بين دفاعه الصريح عن إسرائيل وتشكيكه في الروايات الإنسانية، ووفقًا لشبكة CNN، يُحذّر من التدخل الأمريكي في الصراع على الأرض.
**تأبين ترامب
نعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، مقتل الناشط اليميني المؤثر تشارلي كيرك، ووصفه بأنه “عظيم وأسطوري”، بينما اتهم اليسار المتطرف بالتحريض على العنف والتسبب في “إصابة العديد من الأبرياء وإزهاق العديد من الأرواح”.
قال ترامب في رسالة فيديو على منصته الاجتماعية “تروث سوشيال”: “يغمرني الحزن والغضب إزاء الاغتيال الشنيع لتشارلي كيرك في حرم جامعي بولاية يوتا. كان تشارلي مصدر إلهام للملايين، والليلة، كل من عرفه وأحبه متحدون في الصدمة والرعب. كان تشارلي وطنيًا كرّس حياته للنقاش المفتوح وللبلد الذي أحبه حبًا جمًا، الولايات المتحدة. ناضل من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة والشعب الأمريكي”.
وأضاف: “لقد حان الوقت لكي يواجه جميع الأميركيين ووسائل الإعلام حقيقة مفادها أن العنف والقتل هما النتيجة المأساوية لتشويه سمعة المعارضين بأكثر الطرق دناءة واحتقارا، يوما بعد يوم، وسنة بعد سنة”.
وكان ترامب قد أمر في وقت سابق بتنكيس الأعلام في جميع أنحاء الولايات المتحدة لمدة أسبوع حدادًا على تشارلي كيرك، الذي قُتل بالرصاص في فعالية جامعية في ولاية يوتا يوم الأربعاء.
وصف حاكم ولاية يوتا الجمهوري سبنسر كوكس مقتل الناشط اليميني تشارلي كيرك بأنه “اغتيال سياسي”.
قال كوكس: “هذا يومٌ أسودٌ لولايتنا، يومٌ مأساويٌّ لبلدنا. أودّ أن أكون واضحًا: هذا اغتيالٌ سياسيٌّ”.
يتصدر وسم “تشارلي كيرك” الترند على منصات التواصل الاجتماعي حول العالم، محققاً أكثر من 22 مليون تغريدة، بحسب موقع “ترند 24″، منذ انتشار خبر مقتل الناشط والمؤثر الأمريكي تشارلي كيرك، الذي أُطلق عليه النار أثناء حضوره فعالية في ولاية يوتا غربي الولايات المتحدة.
وامتد الاهتمام بالحادثة إلى العالم العربي أيضاً، حيث أبدى مستخدمو تويتر العرب آرائهم حول شخصية كيرك.
وقال أنصار كيرك إنه ناشط بارز في اليمين المتطرف معروف بموقفه المؤيد لإسرائيل وانتقاده اللاذع لغزة وسكانها.
وأشار آخرون إلى خطابه العدائي تجاه المسلمين والعرب، وربطه بين الإسلام والإرهاب، ومعارضته للهجرة من الدول العربية والإسلامية.
** يتحدث كيرك عن كيفية استخدامه للمسدس قبل وقت قصير من إطلاق النار.
في مقاطع فيديو للحدث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر تشارلي كيرك جالسًا على كرسي في خيمة، ويتحدث إلى حشد من الناس في فعالية بجامعة يوتا فالي. كُتب على الخيمة “جولة العودة الأمريكية”.
في أحد المقاطع، يمكن سماع أحد المشاهدين يسأل كيرك عن حوادث إطلاق النار الجماعي في أمريكا: “هل تعلم كم عدد حوادث إطلاق النار الجماعي التي حدثت في أمريكا في السنوات العشر الماضية؟”
“هل تحسب عنف العصابات أم لا؟” يجيب كيرك وهو يحمل ميكروفونًا.
ثم دوّى صوت طلق ناري قوي، ارتجف كيرك بشدة في مقعده، وشوهدت الدماء على رقبته. صرخ الحضور وهربوا.
**إطلاق سراح المشتبه به
أعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل أن الشخص الذي تم القبض عليه للاشتباه في قتله المؤثر اليميني تشارلي كيرك، الذي قُتل بالرصاص في فعالية جامعية في ولاية يوتا يوم الأربعاء، تم إطلاق سراحه بعد وقت قصير من اعتقاله.
كتب باتيل على تويتر: “أُطلق سراح الشخص المعتقل بعد استجوابه من قِبل جهات إنفاذ القانون. تحقيقنا مستمر، وسنواصل مشاركة المعلومات حرصًا على الشفافية”.
قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي كاش باتيل إن السلطات اعتقلت مشتبها به فيما يتعلق بإطلاق النار على تشارلي كيرك.
وقال باتيل على تويتر: “المشتبه به في حادث إطلاق النار المروع الذي أودى بحياة تشارلي كيرك اليوم قيد الاحتجاز. وسنوافيكم بالمعلومات فور توفرها”.
وقال عضو سابق في الكونغرس الأمريكي كان موجودا في الحدث مع ابنته لشبكة فوكس نيوز ما حدث عندما تم إطلاق النار على كيرك.
وقال النائب الأمريكي السابق جيسون شافيتز: “سقط الجميع على الأرض” و”تفرقوا”، واصفًا العنف بأنه “مروع”.
وأضاف تشافيتز أن “الرصاصة أصابته بشكل مباشر”.
**ردود الفعل السياسية على إطلاق النار
ردّ السياسيون الأمريكيون على خبر إطلاق النار عبر مواقع التواصل الاجتماعي على النحو التالي: قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث: “صلواتنا مع تشارلي كيرك. مسيحي أمريكي رائع، إنسان رائع. لتكن يد يسوع المسيح الشافية عليه”.
وقالت المدعية العامة باميلا بوندي: “عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي ومكتب مكافحة الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات في طريقهم إلينا. صلوا من أجل تشارلي”.
من جانبه، قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون: “من فضلكم صلوا معنا من أجل صديقنا العزيز تشارلي كيرك”.
في هذا السياق، قال حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم: “إن الهجوم على تشارلي كيرك أمرٌ مُقززٌ وحقيرٌ ومُدان. في الولايات المتحدة الأمريكية، يجب علينا رفض العنف السياسي بجميع أشكاله”.
قال وزير الصحة روبرت ف. كينيدي جونيور: “نحن نحبك يا تشارلي كيرك. نحن نصلي من أجلك”.