قطر تستنكر تهديدات نتنياهو بانتهاك سيادتها مستقبلا وتدعو لمحاسبته: سنعمل على وقف ممارساته المتهورة وغير المسئولة

منذ 12 ساعات
قطر تستنكر تهديدات نتنياهو بانتهاك سيادتها مستقبلا وتدعو لمحاسبته: سنعمل على وقف ممارساته المتهورة وغير المسئولة

وزارة الخارجية القطرية: ندين بشدة التصريحات المتهورة التي أدلى بها نتنياهو بشأن دولة قطر، حيث يقع مكتب حماس. وكانت استضافة مكتب حماس جزءاً من جهود الوساطة التي طالبت بها الولايات المتحدة وإسرائيل قطر. وجرت المفاوضات بشكل رسمي وعلني، بدعم دولي ومشاركة وفدين أميركي وإسرائيلي. وستتخذ قطر كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن سيادتها وأراضيها، ولن تدخر جهداً في مواجهة أي محاولات تستهدف النيل من مكانتها ودورها. وسنعمل مع شركائنا لضمان محاسبة نتنياهو ووقف أفعاله المتهورة وغير المسؤولة.

أدانت قطر بشدة التصريحات “المتهورة” التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الأربعاء، وقالت إنها تضمنت “تهديدات صريحة بانتهاكات مستقبلية لسيادة الدولة”.

وقالت إنها “ستعمل مع شركائنا لضمان محاسبة نتنياهو ووضع حد لأفعاله المتهورة وغير المسؤولة”.

جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية القطرية، ردًا على تهديد نتنياهو مساء الأربعاء لقطر والدول الأخرى التي تستضيف قادة حماس. ودعاها إلى طردهم، “وإلا ستفعل إسرائيل الشيء نفسه”.

وفي خطاب مصور ألقاه باللغة الإنجليزية، هدد نتنياهو: “أقول لقطر وكل الدول التي (كما يدعي) تؤوي الإرهابيين: إما أن ترحلوهم أو تقدموهم للعدالة، أو سنفعل نحن ذلك”.

وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن بلادها “تدين بشدة تصريحات نتنياهو المتهورة بشأن استضافة مكتب حماس في قطر، بما في ذلك المحاولة المخزية لتبرير الهجوم الجبان على الأراضي القطرية، فضلاً عن التهديدات الصريحة بانتهاكات مستقبلية لسيادة البلاد”.

وأكدت أن “استضافة المكتب (لحماس) تأتي ضمن جهود الوساطة التي طلبت منها الولايات المتحدة وإسرائيل من دولة قطر”.

وأضافت وزارة الخارجية القطرية: “إن نتنياهو يدرك تمامًا أن هذا المكتب لعب دورًا حاسمًا في إنجاح العديد من عمليات التبادل والتهدئة، التي حظيت بتقدير المجتمع الدولي وساهمت في تخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين والأسرى الإسرائيليين الذين يواجهون ظروفًا إنسانية مأساوية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023”.

وأكدت أن “المفاوضات جرت رسميًا وعلنيًا، بدعم دولي ومشاركة وفدين أمريكي وإسرائيلي. ومحاولة نتنياهو الادعاء بأن قطر آوت سرًا وفد حماس لا يمكن فهمها إلا على أنها محاولة يائسة لتبرير جريمة أدانها العالم أجمع”.

صرحت الوزارة بأن “المقارنة الخاطئة باضطهاد القاعدة عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية، ما هي إلا محاولة بائسة أخرى لتبرير ممارساتها الغادرة. لم تكن هناك وساطة دولية تضم وفدًا تفاوضيًا من القاعدة، يمكن للولايات المتحدة العمل معه بدعم دولي لإحلال السلام في المنطقة”.

وفي خطابه، حاول نتنياهو تبرير الهجوم على وفد حماس في الدوحة من خلال الادعاء بأن إسرائيل “لا تختلف عن أميركا، التي اضطهدت الإرهابيين بعد هجمات 11 سبتمبر”.

وقارن نتنياهو تصرفات إسرائيل بالعمليات الأميركية ضد تنظيم القاعدة، قائلاً: “لقد فعلنا بالضبط ما فعلته أميركا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عندما لاحقت الإرهابيين في أفغانستان وعندما قتلت (زعيم تنظيم القاعدة السابق) أسامة بن لادن في باكستان (في مايو/أيار 2011)”.

وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن مثل هذه التصريحات “ليست مستغربة من شخص يعتمد على الخطاب المتطرف لحشد الأصوات، وهو مطلوب للعدالة الدولية ويواجه عقوبات متزايدة يوميا، مما يزيد من عزلته على الساحة العالمية”.

وتابعت: “من ناحية أخرى، فإن التضامن الدولي الواسع مع دولة قطر يُظهر أن التهديدات المتهورة ضد سيادة الدول أمر غير مقبول على الإطلاق”.

وأكدت وزارة الخارجية أنه “رغم محاولات نتنياهو النيل من مصداقيتها وجهودها، فإن دولة قطر تواصل القيام بدورها كشريك دولي موثوق وصادق في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.

وأضافت أن قطر “ستتخذ جميع التدابير اللازمة للدفاع عن سيادتها وأراضيها، ولن تدخر جهدًا في التصدي لأي محاولات للنيل من هيبتها ودورها. كما ستعمل مع شركائها لضمان محاسبة نتنياهو، ووضع حد لممارساته المتهورة وغير المسؤولة”.

وأكدت الوزارة “التزام دولة قطر الراسخ بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.

ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته من خلال رفض خطاب نتنياهو التحريضي والمعادي للإسلام، ووضع حد لمحاولات الخداع السياسي التي تقوض جهود الوساطة وتعيق جهود السلام.

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، تنفيذ غارة جوية على قيادة حركة حماس في الدوحة، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول النتيجة.

وأدانت قطر الهجوم الإسرائيلي، وأكدت على حقها في الرد على هذا العدوان الذي أدى إلى مقتل أحد عناصر قوى الأمن الداخلي.

في هذه الأثناء، أعلنت حركة حماس أن وفدها التفاوضي برئاسة رئيسها في قطاع غزة خليل الحية نجا من محاولة اغتيال أدت إلى مقتل مدير مكتبه جهاد لباد، ونجله همام الحية، وثلاثة من حراسه الشخصيين هم: عبد الله عبد الواحد، ومؤمن حسونة، وأحمد المملوك.

بدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.

في هذه الإبادة الجماعية، قُتل 64,656 فلسطينيًا وجُرح 163,503 آخرون، معظمهم من الأطفال والنساء. واختفى أكثر من 9,000 شخص، ونُزح مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة 404 فلسطينيين، بينهم 141 طفلًا.


شارك