فلسطين تحث الأمم المتحدة على التحرك لوقف الإبادة الجماعية في غزة

منذ 7 ساعات
فلسطين تحث الأمم المتحدة على التحرك لوقف الإبادة الجماعية في غزة

وجّه المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، الوزير الدكتور رياض منصور، ثلاث رسائل متطابقة اليوم الأربعاء، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (جمهورية كوريا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأدان منصور الحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والمستمرة منذ أكثر من 700 يوم، والتي تنتهك بشكل ممنهج جميع مبادئ القانون الدولي، وتجري أمام أنظار العالم أجمع. ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف هذه الإبادة الجماعية وحماية الشعب الفلسطيني.

في هذا السياق، أشار منصور إلى أن إفلات إسرائيل من العقاب شجعها على تكثيف اعتداءاتها، لا سيما على مدينة غزة. وأوضح أن هذا الإفلات ينعكس أيضًا في انتهاك سيادة قطر وأمنها، وكذلك انتهاك ميثاق الأمم المتحدة، وفقًا لتقرير وكالة معا الإخبارية.

وأكد أن إسرائيل، في غياب المحاسبة، تواصل تجاهل الإدانات والدعوات الدولية لوقف إطلاق النار ورفع الحصار الجائر عن قطاع غزة. بل تتجاهل إسرائيل تحذيرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر من احتمال وقوع مجاعة في غزة، وتواصل عمليات القتل المستهدف والإبادة والعقاب الجماعي بحق الشعب الفلسطيني لإلحاق أقصى قدر من الضرر والدمار. في غضون ذلك، يواصل السياسيون الإسرائيليون التهديد بمزيد من سفك الدماء والدمار في غزة، بالإضافة إلى تهديداتهم المتكررة للضفة الغربية.

وأشار منصور أيضاً إلى الفظائع التي ارتكبتها إسرائيل ضد الأطفال، مشيراً إلى أن آخر تقييم أجرته منظمة “أنقذوا الأطفال” وجد أن 20 ألف طفل قتلوا خلال 23 شهراً من العدوان الإسرائيلي، وهذا يعني أنه منذ بداية هذه الإبادة الجماعية، “قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من طفل فلسطيني في الساعة”، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 42 ألف طفل.

وأشار إلى أن لجنة الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أفادت بوجود ما لا يقل عن 21 ألف طفل من ذوي الإعاقات الدائمة، وأن آلافًا آخرين ما زالوا في عداد المفقودين. كما أشار إلى أن 131 من أصل 367 طفلًا فلسطينيًا ماتوا بسبب سوء التغذية نتيجة سياسة التجويع القسري التي أدت إلى مجاعة.

وذكر منصور أيضًا أن إجمالي عدد الضحايا في غزة تجاوز 64 ألف طفل وامرأة ورجل فلسطيني قتلتهم إسرائيل، بينما أصيب أكثر من 162 ألفًا منذ أكتوبر 2023. وخلال الفترة نفسها، في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، قُتل ما يقرب من 1000 فلسطيني على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، وأصيب آلاف آخرون، بالإضافة إلى آلاف آخرين اختطفتهم إسرائيل وسجنتهم.

أكد منصور على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة، بما في ذلك من جانب مجلس الأمن، لإنقاذ ملايين الفلسطينيين المهددين بالموت أو التهجير على يد آلة الحرب الإسرائيلية. وشدد على ضرورة تحمل المجلس مسؤولياته بموجب الميثاق واتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الإبادة الجماعية وحماية الشعب الفلسطيني من المزيد من الأذى الذي لا رجعة فيه.

وجدد دعوته للقيادة الفلسطينية إلى اتخاذ تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لفرض وقف إطلاق النار، وإجبار إسرائيل على رفع حصارها، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، بما في ذلك استعادة وجود الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا باعتبارها العمود الفقري للعمليات الإنسانية للأمم المتحدة، إلى جانب المنظمات الدولية، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وإنهاء المجاعة ومنع التطهير العرقي، ووقف خطط الضم الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وكذلك في قطاع غزة، التي تواصل إسرائيل تنفيذها في انتهاك للقانون الدولي وتعمد إحباط حق الفلسطينيين في تقرير المصير وتدمير حل الدولتين.

وأضاف: “إننا نُقدّر الجهود والإجراءات الملموسة التي تبذلها العديد من الحكومات – فرديًا وجماعيًا – بالإضافة إلى جهود ومبادرات التضامن التي يبذلها المجتمع المدني حول العالم. ومع ذلك، يجب علينا بذل المزيد من الجهود لمواجهة التهديدات الوجودية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. وهذا يشمل وقف مبيعات الأسلحة وفرض عقوبات على إسرائيل”.

وأكد أن استئناف المؤتمر الدولي للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين يمثل لحظة حاسمة أخرى للدول لتكثيف جهودها وزيادة الدعم للشعب الفلسطيني وحكومته والالتزام باتخاذ إجراءات ملموسة فورية.


شارك