الرجوب: الضربة الإسرائيلية على الدوحة انتهاك خطير لسيادة قطر وصفعة استراتيجية لنتنياهو

أكد أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب أن العدوان الإسرائيلي على قطر، والذي استهدف قيادات حركة حماس في العاصمة الدوحة، يشكل انتهاكا صارخا وخطيرا لسيادة دولة عربية عضو في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وتلعب دورا محوريا في حل بعض النزاعات على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد أن استهداف الدولة الوسيطة يقوض الثقة بالعملية الدبلوماسية ويكشف تناقضات النهج الإسرائيلي.
صرح الرجوب بأن العملية الإسرائيلية، التي استهدفت القيادة السياسية لحماس، نُفذت في إطار جهد واضح من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخلق “صورة نصر سياسي” يمكن استغلالها قبيل انعقاد جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة. تُمثل هذه الجلسات لحظةً مفصليةً في النظام العالمي، الذي بدأ ينهار بسبب تهور الولايات المتحدة في فرض الإملاءات وإطلاق العنان لـ”متنمر الجوار” نتنياهو لتعريض الاستقرار الإقليمي للخطر وتهديد السلام العالمي.
وأشار إلى أن الفشل الذريع للعملية أسس لتأثيرات وتداعيات نتائج الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح القضية الفلسطينية. وهذا يمثل انتكاسة استراتيجية خطيرة، ويُظهر محدودية قدرة أمريكا وإسرائيل على فرض الحقائق لصالح مشروع نتنياهو الاستيطاني التوسعي، وتطبيق سياسة هيمنة تهدف إلى الاندماج في النظام الإقليمي دون دفع ثمن إنهاء الصراع عبر إقامة دولة فلسطينية.
أدان الرجوب سياسة الاغتيالات الإسرائيلية، واعتبرها انتهاكًا للقانون الدولي وتهديدًا للأمن الإقليمي. وأكد أن هذا التصعيد يعكس عجز إسرائيل وإفلاسها عن تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية، ويُظهر محدودية التعاون الأمريكي الإسرائيلي في معالجة الأزمة.
وأضاف الرجوب أن هذه التطورات ستكون لها تداعيات عميقة على جميع الشؤون الإقليمية. فهي ستُجمّد اتفاقيات السلام، وستُجبر دول الخليج والدول العربية على إعادة النظر في سياساتها في ضوء الهجمات على قطر. كما ستدفع المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في مسار الحل السياسي في ضوء “النهج المغامر” للحكومة الإسرائيلية الحالية. وسيكون لذلك أيضًا تداعيات محتملة على توازن التحالفات الإقليمية.
اعتبر أحداث الدوحة ضربة دبلوماسية قاسية لإسرائيل، ولكل محاولات فرض واقع سياسي جديد على المنطقة بالقوة. ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والسياسية، وحماية سيادة الدول، ومنع تكرار مثل هذه الانتهاكات. وأكد أن السلام والاستقرار لا يتحققان بالقتل، بل بالحلول السياسية العادلة والشاملة.