خبراء: تراجع التضخم بدعم تباطؤ وتيرة ارتفاع السلع الغذائية واستقرار الدولار وكفاءة السياسة النقدية

مدحت نافع: تحسن عجز الميزان التجاري واستقرار سعر الصرف أسباب انخفاض التضخم. وتوقع جنينة أن يتسارع التضخم مرة أخرى مع ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز والوقود. فؤاد: 19% هو أقل سعر فائدة لتحقيق هدف استقرار الأسعار والحفاظ على العوائد الجذابة.
أسباب انخفاض التضخم
عزا بعض الخبراء انخفاض معدلات التضخم في أغسطس إلى تباطؤ نمو سلة السلع والخدمات وانخفاض الواردات. وقد ساهم ذلك في تحسن نسبي في عجز الميزان التجاري، لا سيما بفضل استقرار سعر الدولار. كما عزوا ذلك إلى فعالية السياسة النقدية للبنك المركزي. ويتوقعون أن يرتفع التضخم مجددًا في سبتمبر وأكتوبر مع خفض دعم الكهرباء والغاز الطبيعي.
انخفض معدل التضخم السنوي في مصر للشهر الثالث على التوالي، ليصل إلى 11.2% في أغسطس، مقارنةً بـ 13.1% في يوليو، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وتشير البيانات إلى ارتفاع التضخم الشهري بنسبة 0.2% مقارنةً بشهر يوليو.
بلغ معدل التضخم السنوي للجمهورية بأكملها 25.6٪ في أغسطس 2024.
نافع: استقرار سعر الصرف وتباطؤ الواردات
عزا الخبير الاقتصادي مدحت نافع انخفاض التضخم السنوي بالدرجة الأولى إلى انخفاض الواردات، مما أدى بدوره إلى تحسن نسبي في عجز الميزان التجاري، لا سيما بفضل استقرار الدولار وانخفاض تأثير صدمات سعر الصرف على التضخم. كما عزا الانخفاض إلى التعديل الحذر الذي أجرته الحكومة لأسعار الطاقة، ونجاح سياسات التقشف النقدي والمالي في خفض الإنفاق الرأسمالي. ويتوقع نافع استقرار معدلات التضخم قرب المستوى المستهدف مع المزيد من التخفيضات الحذرة في أسعار الفائدة.
وفي اجتماعها الخامس في أغسطس/آب الماضي، قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي خفض أسعار الفائدة على الودائع والإقراض لدى البنك المركزي بواقع 200 نقطة أساس إلى 22% و23% على التوالي.
جينينا: ضغط الطاقة المتوقع
أوضح هاني جنينة، رئيس قسم البحوث في الأهلي فاروس لتداول الأوراق المالية، أن انخفاض معدلات التضخم يعود إلى استقرار أسعار معظم المنتجات الغذائية، بما في ذلك الخضراوات واللحوم والدواجن، في حين انخفضت أسعار بعض المنتجات الأخرى. وأضاف أن الأسعار التي حددتها الحكومة ظلت ثابتة، إلى جانب قوة الجنيه المصري مقابل الدولار، والمبادرة الحكومية الأخيرة لخفض أسعار المواد الغذائية بالتعاون مع القطاع الخاص.
يتوقع جنينة ارتفاع التضخم مجددًا في سبتمبر وأكتوبر. وتعتزم وزارتا المالية والبترول خفض دعم الكهرباء والغاز الطبيعي في سبتمبر. وقد يؤدي هذا إلى ارتفاع التضخم إلى حوالي 15%، بينما ستنخفض المعدلات مجددًا في نوفمبر وديسمبر.
وأوضح أنه مع ارتفاع متوسط أسعار الكهرباء والغاز بنسبة 15% في سبتمبر، وأسعار الوقود في أكتوبر، يُتوقع ارتفاع متوسط التضخم بنحو 2.5% و3% في سبتمبر وأكتوبر على التوالي. ومع ذلك، إذا استمر انخفاض الدولار واستجاب التجار لمبادرة الحكومة، فقد ينخفض التضخم الشهري إلى 2% و2.5% على التوالي.
وتوقع جنينة ارتفاع معدل التضخم السنوي إلى 14% و16% خلال الشهرين المقبلين على التوالي، قبل أن يتراجع إلى 15% بنهاية العام، ما لم تؤجل الحكومة بعض الزيادات في الأسعار حتى ديسمبر/كانون الأول.
الشافعي: تراجع في القطاع الاستهلاكي
أوضح مصطفى شفيع، رئيس قسم الأبحاث في شركة عرب أونلاين للأوراق المالية، أن معدل التضخم السنوي انخفض بنسبة 1.9% على أساس شهري. ويعزى ذلك إلى انخفاض التضخم في سلة الغذاء، الذي ارتفع بنسبة 2.1% في يوليو (3.4% في يوليو)، بالإضافة إلى انخفاض الزيادات في قطاعات النقل والطعام والفنادق والملابس والخدمات. ومع ذلك، سجل مؤشر أسعار المستهلك، على أساس شهري، أول ارتفاع له في ثلاثة أشهر بعد انخفاضه في الشهر السابق.
يتوقع شفيع أن ينخفض معدل التضخم في المناطق الحضرية إلى 11.5% في سبتمبر، ما لم ترفع الحكومة أسعار الكهرباء والوقود. ومع ذلك، إذا تم توسيع الخدمات، فسيرتفع التضخم. وهذا يشير إلى أن البنك المركزي من المرجح أن يخفض أسعار الفائدة بنسبة تتراوح بين 1% و2%.
فؤاد: سعر الفائدة لا يقل عن 19%
أوضح الخبير الاقتصادي محمد فؤاد أن انخفاض معدلات التضخم في مصر خلال الأشهر الأخيرة يعود إلى انحسار الضغوط السعرية على بعض السلع الغذائية وفعالية السياسة النقدية للبنك المركزي. وتوقع أن يرتفع معدل التضخم إلى 17% في ظل الارتفاع الملحوظ في تكاليف الطاقة. وتشير التوقعات إلى أن التضخم الإجمالي سيتراوح بين 14 و15%.
وتوقع فؤاد أن يحافظ البنك المركزي على سياسة نقدية مشددة نسبيا، مضيفا أن أدنى أسعار الفائدة قد تكون حول 19% لموازنة هدف استقرار الأسعار مع الطلب على عوائد جذابة في السوق المحلية.
تفاصيل أقسام المنتج
على أساس سنوي، سجل قطاع الأغذية والمشروبات نموًا بنسبة 1.3%. ويعزى ذلك إلى ارتفاع أسعار الحبوب والخبز بنسبة 5.8%، والأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 9.3%، ومنتجات الألبان والجبن والبيض بنسبة 3.3%، والزيوت والدهون بنسبة 5.1%، والفاكهة بنسبة 42.7%، والسكر والأطعمة السكرية بنسبة 3%، والقهوة والشاي والكاكاو بنسبة 5.3%، والمياه المعدنية والمياه الغازية والعصائر الطبيعية بنسبة 16.5%. ويأتي هذا على الرغم من انخفاض أسعار الخضراوات بنسبة 23.2%، واللحوم والدواجن بنسبة 1.2%.
وسجل قطاع الملابس والأحذية نمواً بنسبة 14.4%، وقطاع الإسكان والمياه والكهرباء والغاز والوقود بنسبة 20.1%، وقطاع الأثاث والأجهزة المنزلية والصيانة بنسبة 10.4%، وقطاع الرعاية الصحية بنسبة 34.2%، وقطاع النقل بنسبة 21.4%، وقطاع الاتصالات بنسبة 11.1%، وقطاع الثقافة والترفيه بنسبة 15.2%، وقطاع التعليم بنسبة 10%، وقطاع المطاعم والفنادق بنسبة 14.5%.