تصريحات ترامب ونفي قطر.. ماذا جرى في 12 ساعة بعد هجوم الدوحة؟

في تصعيد خطير وغير مسبوق، شنت إسرائيل غارة جوية على مقر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة القطرية الدوحة، ما أثار موجة من الإدانات الإقليمية والدولية، مؤكدة أن الهجوم يشكل انتهاكا صارخا لسيادة قطر، وخرقا واضحا لقواعد ومبادئ القانون الدولي.
من جانبها، أدانت قطر بشدة الهجوم الإسرائيلي “الجبان والإجرامي” على أراضيها، مؤكدة أنها لن تتسامح معه وستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أمنها والحفاظ على سيادتها.
في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب الهجوم، دعا أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته القانونية والأخلاقية تجاه هذه الأعمال المشينة ومحاسبة المسؤولين عنها. وأعرب عن أمله في أن تدعم واشنطن هذا النهج العادل.
نفت قطر التقارير التي أفادت بإبلاغها مسبقًا بالهجوم الإسرائيلي. ووصفت وزارة الخارجية القطرية هذه المزاعم بأنها “لا أساس لها من الصحة”. وأوضحت الوزارة أن اتصال مسؤول أمريكي جاء في الوقت الذي سُمعت فيه انفجارات في الدوحة نتيجة الهجوم الإسرائيلي.
ترامب
أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استيائه من الغارة الجوية الإسرائيلية على قطر يوم الثلاثاء، والتي استهدفت اجتماعًا لقادة حماس. وقال للصحفيين: “أنا ببساطة غير راضٍ عن الوضع برمته”.
وأكد ترامب أنه يريد إطلاق سراح السجناء، “ولكننا لسنا سعداء بالطريقة التي سارت بها الأمور اليوم”، في إشارة إلى الغارة الإسرائيلية غير المسبوقة على الدوحة.
نفى الرئيس الأمريكي تورطه في الغارة الجوية الإسرائيلية على مقر قيادة حماس في الدوحة بعد ظهر الثلاثاء، قائلاً: “كان هذا قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وليس قراري. إن قصف قطر من جانب واحد، وهي دولة ذات سيادة وحليف وثيق للولايات المتحدة، تُخاطر بشجاعة وبقوة، وتُستخدم قوتها للتوسط في السلام، لا يخدم أهداف إسرائيل ولا أمريكا”.
وأوضح أن الجيش الأميركي أبلغ إدارته بأن إسرائيل تهاجم حماس في العاصمة القطرية، وأنه كلف وزير الخارجية ماركو روبيو بإبرام اتفاقية التعاون الدفاعي مع قطر، لأنه مقتنع بأن الهجوم “المؤسف” على الدوحة يمكن أن يكون فرصة للسلام.
وذكرت وسائل إعلام أن الهجوم الإسرائيلي جاء بعد أن أعطت الولايات المتحدة إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذه.
إسرائيل
وفي أعقاب الهجوم الذي وقع في الدوحة، ذكرت وسائل إعلام عبرية نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أن الهجوم الإسرائيلي، الذي أطلق عليه “عملية قمة النار”، أدى إلى اغتيال ستة من كبار قادة حماس، من بينهم رئيس مكتب خليل الحية، جهاد لباد أبو بلال، ونجله همام الحية أبو همام.
أفادت وسائل إعلام عبرية أن الحكومة الإسرائيلية أبلغت قطر والولايات المتحدة قبل استهداف قيادة المكتب السياسي لحماس في الدوحة. واجتمع القادة لمناقشة الاقتراح الأمريكي الأخير لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وشارك في الاجتماع كل من خليل الحية، وزاهر جبارين، وخالد مشعل، وغازي الحمد، بالإضافة إلى محمد درويش، وموسى أبو مرزوق، وحسام بدران.
من جهتهم، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، الثلاثاء، إنهما أعطيا تعليمات بتنفيذ هجوم “قمة النار” على مقر قيادة حماس في قطر، والذي جاء في أعقاب الهجوم الذي وقع في القدس الاثنين.
وجاء في بيان مشترك: “في أعقاب الهجمات العنيفة التي وقعت أمس في القدس وغزة، صدرت تعليمات لجميع قوات الأمن بالاستعداد لهجمات مستهدفة ضد كبار قادة حماس”.
قالت مصادر إسرائيلية اليوم الثلاثاء، إن هناك شكوكا بشأن نتائج الهجوم الإسرائيلي، أمس، على مقر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة القطرية الدوحة.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أمنية قولها إن هناك شكوكا بشأن نتائج الهجوم الذي وقع أمس في قطر، وإن “نتائج الهجوم لا تبدو جيدة ونحن لسنا متفائلين”.