الشركات الأجنبية تقلص إنتاجها بالسوق المحلية بين 10 -40% بسبب رسوم هيئة الدواء

منذ 4 أيام
الشركات الأجنبية تقلص إنتاجها بالسوق المحلية بين 10 -40% بسبب رسوم هيئة الدواء

• عوف: تفرض الهيئة على الشركات رسومًا سنوية بقيمة 3 مليارات جنيه مصري، وهذا أمر غير عادل. • رئيس القسم: الأدوية التي تؤثر على حياة المريض اختفت تماما. • المصدر: الأسعار الحالية تولد أرباحًا مرضية للشركات، وما يحدث هو مجرد “ضغط لزيادة الأرباح”.

خفّضت شركات الأدوية الأجنبية العاملة في السوق المحلية إنتاجها بنسبة تتراوح بين 10% و40% منذ هذا الشهر. ويعود ذلك إلى الرسوم السنوية التي تفرضها هيئة الدواء المصرية. وقد أدى ذلك إلى زيادة كبيرة في تكاليف الإنتاج، ويُهدد المستثمرين بخسائر مالية فادحة، وفقًا لعلي عوف، رئيس قطاع الأدوية باتحاد الغرف التجارية المصرية.

وأوضح عوف في تصريحات لـ«الشروق»، أن بعض أنواع الأدوية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المرضى، مثل أدوية القلب والغدة الدرقية، اختفت تماماً من السوق المحلية بسبب «سياسات هيئة الدواء المعيقة للاستثمار».

وأوضح أن الهيئة تحولت من مؤسسة هدفها رعاية المرضى وحمايتهم إلى مؤسسة ربحية من الطراز الأول، مشيرًا إلى أنها تتلقى رسومًا سنوية تقدر بثلاثة مليارات جنيه مصري من 200 شركة عاملة في السوق المحلي.

وأشار إلى أن الرسوم التي تتقاضاها هيئة الأدوية مقابل الخدمات التي تقدمها للشركات تزيد بنسبة 500% عن التكلفة الفعلية للخدمات، وهو ما اعتبره ظلماً.

وأشار إلى أن شركات الأدوية تقدمت بطلب إلى هيئة الغذاء والدواء في يوليو الماضي لزيادة أسعار 100 منتج بنسبة 10%، إلا أن الطلب رُفض. وأوضح أن المستثمرين طلبوا زيادة الأسعار لمواكبة ارتفاع تكاليف الإنتاج، بما في ذلك ارتفاع أسعار الوقود، وتكاليف النقل، وأجور العمالة، وغيرها.

يعتمد تسعير الأدوية في مصر على نظام إلزامي. تُلزم هيئة الدواء المصنّعين بتحديد سعر محدد بناءً على تكاليف الإنتاج بهامش ربح معقول. وهذا يضمن حق المرضى في العلاج بأسعار معقولة.

دعا الاتحاد العربي للصيادلة إلى خفض رسوم الخدمات التي تفرضها هيئة الدواء على شركات الأدوية من ثلاثة مليارات إلى 250 مليون جنيه مصري. وتابع: “في هذه الحالة، لن تكون هناك حاجة لزيادة أسعار الأدوية”.

وهو مقتنع بأن تعنت هيئة الدواء تجاه الشركات الأجنبية فيما يتعلق برفع الأسعار أو خفض الرسوم سيؤثر سلبًا على السوق المحلية. فالهدف الرئيسي للمستثمرين الأجانب هو تحقيق الربح. وإذا تكبدوا خسائر، سينسحبون فورًا من السوق، مما يؤدي إلى نقص في العديد من السلع الأساسية.

في يونيو/حزيران 2024، أقرّت هيئة الدواء زيادةً في أسعار العديد من أدوية الأمراض المزمنة بنسبٍ تتراوح بين 20 و25%، وتصل إلى 50% للفيتامينات والمكملات الغذائية. وجاءت هذه الزيادة بعد ارتفاع سعر صرف الدولار في البنوك من 30 جنيهًا مصريًا إلى نحو 50 جنيهًا.

وقال مدير إحدى شركات الأدوية الأجنبية العاملة في السوق المحلي لـ«الشروق»، إن مطالب الشركات بزيادة الأسعار غير مبررة على الإطلاق، مشيراً إلى أن تكاليف الإنتاج تتناقص بشكل مطرد منذ بداية عام 2025 بسبب انخفاض قيمة الدولار أمام الجنيه المصري.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن أسعار الأدوية الحالية عادلة، وتُحقق للشركات أرباحًا مُرضية. وأشار إلى أن هذه الأسعار حُددت بناءً على سعر صرف 51 جنيهًا مصريًا للدولار، بينما انخفض سعر الصرف الحالي إلى 48 جنيهًا مصريًا.

ويتوقع أن تضغط الشركات الأجنبية على هيئة الأدوية لزيادة أرباحها، لكنها في نهاية المطاف لن تنسحب من السوق المحلية كما تم تهديدها.

وأوضح أن السوق المصرية تعد سوقا استراتيجيا لجميع الشركات الأجنبية العاملة بها، نظرا لحجم السوق الاستهلاكية الكبير الذي يصل إلى 120 مليون نسمة وسهولة التصدير للعديد من الدول والتكتلات الإقليمية التي تربطها اتفاقيات تجارة حرة مع مصر.

وفيما يتعلق بنقص بعض السلع الأساسية في السوق المحلية، أوضح أن هذه المشكلة مرتبطة بإغلاق بعض خطوط الإنتاج للتحديث. وتوقع حل هذه المشكلة هذا العام وعودة توفر هذه السلع.


شارك