الفلاح المصري.. حارس الأمن الغذائي وداعم الصناعة ومصدر للعملة الصعبة

وأكد احتفال يوم المزارع المصري هذا العام دور المزارعين في دعم الاقتصاد الوطني من خلال تأمين الإمدادات الغذائية والمساهمة في النمو الصناعي وتوليد الصادرات الزراعية وتوليد العملة الصعبة وتعزيز احتياطيات النقد الأجنبي.
وتستعرض صحيفة الشروق الأدوار الرئيسية التي يلعبها المزارعون المصريون في الدولة والمجتمع في تعزيز الاقتصاد، نقلاً عن بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، والبنك المركزي.
حامي سلامة الغذاء
يُعدّ الغذاء من أهمّ احتياجات الإنسان، وأي نقص فيه يُشكّل أزمةً تُهدّد أمن مواطنيها. لذا، تسعى مصر جاهدةً لتوفير الغذاء وزيادة اعتمادها على الإنتاج المحلي لتقليل الحاجة إلى الاستيراد. وهذا يُبرز دور المزارعين المصريين، الذين نجحوا خلال العقد الماضي في تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المحاصيل الزراعية، لا سيما الأرز والذرة البيضاء، اللذين يُستخدمان في الصناعات الغذائية. علاوةً على ذلك، تمّت تلبية الطلب المحلي على السكر، وتحقق الاكتفاء الذاتي من قصب السكر وبنجر السكر.
وفي حين تسعى مصر إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح بمساعدة مزارعيها، ينتج المزارعون المصريون 9 ملايين طن منه سنويا، وهو ما يمثل نصف الاستهلاك المحلي من القمح لإنتاج الخبز.
– مصدر مهم للعملة الصعبة
تعتمد مصر على خمسة مصادر رئيسية للنقد الأجنبي في تجارتها الخارجية والحفاظ على توازن اقتصادها المحلي. وتحتل صادرات المواد الخام المختلفة المرتبة الأولى بين مصادر النقد الأجنبي، تليها عائدات السياحة، وتحويلات المصريين في الخارج، وإيرادات قناة السويس، والاستثمارات الائتمانية. وفيما يتعلق بعائدات صادرات السلع، ووفقًا لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، فقد شكلت السلع الزراعية 10 مليارات دولار من إجمالي 44 مليار دولار حققتها مصر بين عامي 2024 و2025. وتُشكل الفاكهة والفاصوليا، على وجه الخصوص، أساس الصادرات الزراعية المصرية، حيث حققت مصر الاكتفاء الذاتي منها في السنوات الأخيرة، مما ترك فائضًا يُسهّل التصدير وتوفير النقد الأجنبي.
عصب الصناعة
يساهم المزارعون المصريون في تعزيز الصناعات المحلية، حيث تُستخدم محاصيل عديدة في قطاعات مثل صناعة السكر. وتقوم خمس شركات مصرية، لكل منها عدة مصانع، بزراعة قصب السكر وبنجر السكر. وتوفر زراعة القمح مصدرًا مهمًا لـ 400 مطحنة دقيق مصرية، حيث يُستخدم القمح المصري في مطاحن إنتاج الخبز المصري المدعم. وتنتج صناعة الغزل مليوني قنطار من القطن المصري سنويًا، مما يزود مصانع النسيج بالمواد الخام اللازمة لإعادة التدوير. ولا يقتصر دعم المزارعين المصريين للصناعة على الصناعات النباتية، بل يستهلكون أيضًا الأسمدة العضوية المصرية التي تنتجها العديد من المصانع التي وصلت الآن إلى مستوى التصدير الخارجي. وتُعد الأسمدة الزراعية من أكثر السلع المصرية تصديرًا.