الضفة.. اعتداءات إسرائيل تخيم على العام الدراسي

منذ 6 ساعات
الضفة.. اعتداءات إسرائيل تخيم على العام الدراسي

انطلقت اليوم الاثنين، السنة الدراسية في مدارس الضفة الغربية، وسط تزايد اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وأزمة مالية تعاني منها السلطة الفلسطينية.

افتتح مسؤولون فلسطينيون، وعلى رأسهم وزير التربية والتعليم العالي أمجد برهم، العام الدراسي الجديد في مدرستين قرب محافظتي رام الله والبيرة (وسط) وأريحا (شرق)، اللتين تواجهان العديد من التحديات والعقبات.

تحديات كبيرة

وفي حديثه على هامش افتتاح العام الدراسي الجديد في مدرسة شلّة العوجا الأساسية المختلطة قرب أريحا، تحدث الوزير برهم عن الأوضاع الصعبة وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية.

وقال لوكالة الأناضول: “في ظل هذه التحديات الجسيمة والعدوان المستمر على كافة مناحي الحياة في غزة والقدس والضفة الغربية، فإننا في هذه المدرسة وفي هذا التجمع نتعرض لاعتداءات المستوطنين المستمرة”.

وأكد الوزير أن العملية التعليمية على رأس أولويات الحكومة الفلسطينية، وشكر المعلمين على حضورهم العام الدراسي ومساعدة الطلبة ومواصلة أداء واجباتهم “رغم الحواجز والإغلاقات الإسرائيلية القائمة”.

استؤنف العام الدراسي يوم الاثنين بعد تأجيل دام أسبوعًا بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها السلطة الفلسطينية. صرفت الحكومة 50% من رواتب شهر يونيو لموظفيها يوم الأحد، بحد أدنى 2000 شيكل (حوالي 600 دولار أمريكي).

وفي 21 أغسطس/آب، أعلن اتحاد المعلمين الفلسطينيين أن ساعات العمل ستقتصر على ثلاثة أيام في الأسبوع بدلاً من خمسة، ودعا الحكومة إلى “القيام بمسؤولياتها الكاملة تجاه المعلمين والموظفين من خلال دفع الرواتب”.

بالإضافة إلى الاستقطاعات السابقة منذ عام 2019، احتجزت إسرائيل الآن أموال المقاصة للشهر الرابع على التوالي، والتي يستخدم معظمها لدفع رواتب موظفي السلطة الفلسطينية.

ضريبة التخليص الجمركي هي ضريبة تُفرض على البضائع المستوردة إلى الأراضي الفلسطينية، سواءً من إسرائيل أو عبر المعابر الحدودية التي تسيطر عليها تل أبيب. تُحصّل تل أبيب هذه الضريبة نيابةً عن السلطة الفلسطينية. ويبلغ إجمالي المبلغ الذي تحتفظ به تل أبيب حوالي ثلاثة مليارات دولار.

وفي هذا السياق، قال برهم إن الأزمة المالية أثرت على كافة مناحي الحياة في فلسطين.

وأشار إلى أن افتتاح العام الدراسي لم يقتصر على الضفة الغربية، بل بدأ أيضاً في غزة، رغم الإبادة الجماعية، “من خلال المدارس الافتراضية والمعلمين من الضفة الغربية”.

وأكد أن 27 ألفاً و680 طالباً وطالبة في الثانوية العامة بغزة أدوا امتحاناتهم إلكترونياً لليوم الثاني على التوالي.

المدارس المغلقة أو المغلقة

وتحدث برهام عن المناطق في الضفة الغربية التي تعرضت للإهمال نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية.

وقال إن 48 مدرسة في بلدة قباطية جنوب جنين (شمال الضفة الغربية)، لم تتمكن من استئناف العام الدراسي بسبب اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الوزير إن “عدة مدارس في مدينتي جنين وطولكرم أغلقت بسبب اجتياح المخيمات هناك، إضافة إلى ست مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في القدس أغلقت بأوامر عسكرية من دولة الاحتلال”.

في 21 يناير/كانون الثاني، شنّ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية ضد مخيمات اللاجئين شمال الضفة الغربية. هاجم بدايةً مخيم جنين للاجئين، ثم مخيمي نور شمس وطولكرم. وأسفرت العملية عن نزوح أكثر من 40 ألف شخص وتدمير المنازل والبنية التحتية.

بحسب وزارة التربية والتعليم العالي، يوجد في الضفة الغربية 2,497 مدرسة، تشمل مدارس حكومية وخاصة ومدارس تابعة للأونروا. يدرس فيها حوالي 829,700 طالب. وقد شُطبت أسماء 28 مدرسة، مع طلابها ومعلميها، من سجلات المدارس بسبب تهجير سكانها نتيجة اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين.

وبحسب وزارة التربية والتعليم العالي، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال الفترة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و2 سبتمبر/أيلول 2023، 108 طالباً وطالبة في الضفة الغربية، و17237 طالباً وطالبة في قطاع غزة.

40 مدرسة مهددة

وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان: “إن مدرسة شلال العوجا هي واحدة من 40 مدرسة في الضفة الغربية ضمن ما يسمى بمدارس التحدي (في المناطق المهددة بالترحيل) والمهددة بالهدم”.

وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول أن منطقة شلالات العوجا تتعرض لنحو 15 اعتداء يوميا من قبل المستوطنين الذين “يعتدون على المزارعين والمواشي بسرقتها أو تسميمها”.

التهديد المستمر وقال مدير مدرسة شلّة العوجا، فتحي أبو جرار: “المدرسة مهددة من قبل المستوطنين بسبب مضايقاتهم شبه اليومية. كما انقطعت المياه عن التجمع السكاني والمدرسة للعام الثالث على التوالي”.

وحول تهديد المستوطنين للمعلمين، قال أبو جرار: “نحن صامدون ونؤدي رسالتنا التربوية والعلمية بكل نزاهة وتضحية”.

وأشار إلى الأضرار النفسية التي يتعرض لها الطلبة نتيجة الاعتداءات والاقتحامات المتكررة لمنازلهم من قبل المستوطنين بدعم من شرطة وجيش الاحتلال.

وأعرب عن مخاوفه من إمكانية هدم المدرسة المهددة بالهدم، رغم أن القضية لا تزال منظورة أمام المحاكم الإسرائيلية وتتابعها منظمات حقوق الإنسان.

قالت نائبة مدير المدرسة، فادية رمانية، لوكالة أنباء الأناضول: “لقد تفاقمت التحديات التي تواجه الطلاب والمعلمين مع بدء حرب الإبادة في غزة، وتشمل هذه التحديات انقطاع المياه ووجود بؤر استيطانية جديدة”.

الرغبة في التعلم

وفي هذا السياق قال الطالب في المدرسة مصطفى محمد جبر إن المستوطنين يهاجمون المنازل ولا يسمحون للأطفال باللعب.

وأعرب عن خشيته من أن يقوم الجيش والمستوطنون بهدم المدرسة، قائلاً: “نخاف أن يقوموا بهدم المدرسة ولن نتمكن بعد ذلك من التعلم”.

وقال الطالب خضر سلامة عن شعوره بالخوف: “نخاف من المستوطنين الذين يعتدون علينا وعلى المدرسة ولا يسمحون لنا باللعب”.

بالتوازي مع حرب الإبادة في قطاع غزة، كثّف الجيش الإسرائيلي والمستوطنون هجماتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. ووفقًا لمصادر فلسطينية، قُتل ما لا يقل عن 1019 فلسطينيًا، وجُرح نحو 7000 آخرين، واعتُقل أكثر من 19 ألف شخص.

بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة. قُتل 64,522 فلسطينيًا وجُرح 163,096، معظمهم من الأطفال والنساء. واختفى أكثر من 9,000 شخص، وشُرد مئات الآلاف، وحدثت مجاعة أودت بحياة 393 فلسطينيًا، بينهم 140 طفلًا.


شارك