فرنسا على صفيح ساخن: رئيس الوزراء بايرو يواجه لحظة السقوط في جلسة التصويت على الثقة

منذ 4 ساعات
فرنسا على صفيح ساخن: رئيس الوزراء بايرو يواجه لحظة السقوط في جلسة التصويت على الثقة

شهدت الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) يوم الاثنين واحدة من أكثر جلساتها توترا منذ سنوات. وواجه رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو تصويتا حاسما على الثقة قد يُسقط حكومته في البداية.

ذكرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أن الاجتماع الذي استمر لساعات تصاعد إلى مواجهة سياسية محتدمة بين اليمين واليسار. واندلعت اتهامات متبادلة، واتهم رئيس الوزراء خصومه بـ”العجز عن مواجهة الواقع”.

**اللحظة الحاسمة: بايرو ينهي خطابه

في الساعة 3:47 مساءً (بتوقيت باريس)، اختتم بايرو خطابه الذي استمر قرابة 40 دقيقة، قاطعه خلاله عدد من النواب وأطلقوا عليه صيحات استهجان. بعد دقائق، ألقى بوريس فالو، زعيم الكتلة الاشتراكية، الكلمة وأعلن بشكل قاطع أن حزبه لن يمنح الحكومة تصويتًا على الثقة. وأكد مجددًا أن “الاشتراكيين مستعدون للحكم مع اليسار والخضر”، ووصف، وفقًا للصحيفة الفرنسية، تصرفات بايرو بأنها “تهرب من المسؤولية”.

** الهجوم الأيمن: واوكيير يستهدف ميلينشون

صعّد لوران ووكييه، زعيم الجمهوريين، من لهجته ضد اليسار المتطرف، متهمًا جان لوك ميلينشون بالسعي إلى خلق “فوضى” واستغلال حركات الاحتجاج لتحقيق مكاسب سياسية. وأكد ووكييه أن اليسار المتطرف يُشكل التهديد الأكبر للجمهورية الفرنسية، رافضًا أي دعم لحكومة يسارية أو جبهة شعبية جديدة.

**الاشتراكيون يعلنون عن استراحة

قبل دقائق، أعلن النائب الاشتراكي بوريس فالو أن حزبه لن يمنح الثقة للحكومة الحالية. واتهم الرئيس ماكرون ورئيس وزرائه بالمسؤولية عن “الأزمة والشلل والكارثة السياسية”. وأضاف: “ما يحدث هنا ليس شجاعة، بل مهزلة سياسية”. وأكد أن الاشتراكيين لن يشاركوا في هذه اللعبة.

بايرو: يمكنك الإطاحة بالحكومة، ولكنك لا تستطيع محو الواقع.

 

 

وفي اللحظة الأكثر إثارة للإعجاب في خطابه، خاطب بايرو أعضاء البرلمان: لديكم القدرة على إسقاط الحكومة، لكنكم لا تملكون القدرة على محو الواقع. سيظل الواقع حاضرًا، بكل أزماته، من تزايد الديون إلى التحديات الاجتماعية.

وأكد أن الأزمات الهيكلية في فرنسا لا يمكن حلها بالانقسامات بين القوى السياسية. وينطبق هذا بشكل خاص على الدين العام، الذي اعتبره “يهدد حرية الأمة كقوة عسكرية غازية”. التنازلات المقدمة لحركة التحصيل الوطني والمحاولات

**اجتذب اليسار

وفي خطابه، حاول بايرو إرسال إشارات متوازنة إلى الفصيلين المتعارضين في البرلمان: ففي الساعة 3:30 مساء بتوقيت باريس، أعلن عن استعداده لخفض المساعدات الطبية الحكومية، وهو مطلب تقليدي لحزب التجمع الوطني.

وبعد دقائق، تحدث عن “ضرورة مساهمة الأغنياء” في خفض العجز، وأعلن أن مكافحة التهرب الضريبي تشكل أولوية، في محاولة لكسب اليسار.

**تحذير بشأن الدين الوطني

في بداية خطابه، أكد بايرو على ثقل عبء ديون فرنسا، البالغ 3.415 مليار يورو. وأوضح أن فرنسا لم تشهد ميزانية متوازنة منذ 51 عامًا. ووصف الدين العام بأنه “عبودية صامتة”، تُعادل “حكمًا عسكريًا”.

**اختبار الحقيقة

 

افتتح بايرو خطابه مؤكدًا أنه طلب تصويت الثقة، ووصفه بأنه “اختبار للحقيقة”. وقال: “كان الخطر الأعظم هو عدم المخاطرة، بل قبول حقيقة أننا كنا نفعل الأشياء بالطريقة التي كنا نفعلها بها، دون أي تغيير.”

افتتحت الدورة الاستثنائية عند الساعة الثالثة عصرا بتوقيت باريس برئاسة يائيل برون بيفيه، رئيسة الجمعية الوطنية، التي أعطت الكلمة بعد ذلك لرئيس الوزراء.

وفقًا للصحيفة الفرنسية، لم يكن تصويت الثقة هذا مجرد مواجهة برلمانية عادية، بل كان نقطة تحول في مسيرة فرانسوا بايرو السياسية. بدا وكأنه عالق بين معارضة يسارية سعت لإسقاطه وحزب يميني اعتبره عاجزًا عن إنقاذ البلاد.

وقالت الصحيفة إنه بينما يستعد البرلمان للتصويت النهائي، فإن إقالة بايرو تمثل نهاية حقبة سياسية مرتبطة بإيمانويل ماكرون وبداية مرحلة جديدة من الفوضى السياسية في فرنسا.


شارك