المشاط: السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية تستهدف إعادة تعريف دور الدولة في النشاط الاقتصادي

منذ 3 ساعات
المشاط: السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية تستهدف إعادة تعريف دور الدولة في النشاط الاقتصادي

أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن “الخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية: إجراءات لدعم النمو والوظائف” تهدف إلى إعادة تعريف دور الدولة في الاقتصاد وتعزيز القطاع الخاص كمحور رئيسي في تهيئة بيئة الأعمال ومناخ الاستثمار.

وأعلنت عن إطلاق الخطاب الوطني اليوم، مشيرة إلى أنه في إطار التحول إلى اقتصاد أكثر انفتاحا ومرونة، تسعى الدولة المصرية إلى تحقيق رؤية استراتيجية شاملة لإعادة تعريف دورها في النشاط الاقتصادي وتعزيز مكانة القطاع الخاص كمحرك رئيسي للنمو وخلق فرص العمل.

وأوضحت أن هذا التحول يقوم على مبدأ التحول التدريجي من دور تشغيلي مباشر إلى دور تنظيمي تمكيني وشريك استثماري، مما يساهم في تخصيص الموارد بكفاءة أكبر وتعظيم العائد على الأصول العامة.

وأكدت أن وثيقة سياسة ملكية الدولة تُعدّ المرجع الأهم الذي يُحدد إطار تدخل الدولة في مختلف القطاعات، إذ تُميّز بين القطاعات التي تُواصل الدولة إدارتها لأسباب استراتيجية، وتلك التي يُمكن للقطاع الخاص العمل فيها، سواءً من خلال الشراكات أو من خلال التخارج الكامل أو الجزئي. وهذا يُجسّد ترسيخ مبادئ الحوكمة والشفافية، وتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري.

وأشارت إلى أنه لتنفيذ هذه الرؤية سيتم دمج ثلاث وحدات رئيسية تقوم بأدوار متخصصة ومترابطة، وهي: وحدة شركات القطاع العام التابعة لمجلس الوزراء، والتي أنشأها أو يملكها قانون شركات القطاع العام، وصندوق مصر السيادي، ووحدة الطروحات الحكومية.

وأوضحت أن إقرار قانون الشركات المملوكة للدولة أو الشركات المساهمة العامة وإنشاء إدارة الشركات المملوكة للدولة في مجلس الوزراء من شأنه أن يعزز سياسة الدولة في تعزيز القطاع الخاص ويمهد الطريق لمزيد من الاستثمار.

تقوم هذه الوحدة بمهام فنية تتعلق بتقييم الشركات العامة، وتطبيق معايير استراتيجية بما في ذلك الجدوى الاقتصادية وملاءمة السوق وفرص مشاركة القطاع الخاص.

كما تشرف على تطوير خرائط طريق واضحة للخروج أو إعادة الهيكلة وتحديد الأصول التي يمكن نقلها إلى صندوق الثروة السيادية أو تضمينها في برنامج الطرح.

وفقًا للخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية، يُعدّ صندوق مصر السيادي الأداة الاستثمارية الحكومية لإدارة الأصول العامة وفق مبادئ الكفاءة والعائد الاقتصادي. ويعمل على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية عبر شراكات طويلة الأمد، وتنشيط العلامات التجارية الوطنية، وتعظيم القيمة المضافة للأصول.

وأشارت إلى وجود وحدة الطروحات الحكومية المسؤولة عن تحديد أساليب الطرح المناسبة والتنسيق مع الجهات المعنية بشأن تعيين المستشارين والبنوك الاستثمارية.

وأشارت إلى أن هذا الهيكل المتكامل يهدف إلى ضمان التنسيق الفعال بين الجهات ذات الصلة لتحقيق أهداف وثيقة سياسة ملكية الدولة، وتفعيل الشراكات مع القطاع الخاص، وضمان التخصيص الأمثل والفعال لموارد الدولة.

إعادة هيكلة الكيانات الاقتصادية

كما نوّهت بالجهود الوطنية لإعادة هيكلة الكيانات الاقتصادية التي تُكمّل هذا التحول. وتشمل هذه الجهود مراجعة 59 كيانًا اقتصاديًا من أصل 63 بهدف تعظيم العائد الاقتصادي، ورفع الكفاءة، وتقليل تداخل المسؤوليات، وترشيد الإنفاق العام. وتُبذل هذه الجهود عبر قنوات متعددة، منها التحول إلى كيانات عامة، أو الاندماج، أو التصفية. ويعكس ذلك إرادة سياسية واضحة لرفع الكفاءة المؤسسية، وجعل هذه الكيانات أكثر جاذبية للاستثمار.

*فهرس الوثائق المتعلقة بسياسة ملكية الدولة*

يشير تقرير التنمية الاقتصادية الوطنية إلى أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، بالتنسيق مع مختلف الجهات الوطنية ذات الصلة، يعمل على تطوير مؤشر سياسة ملكية الدولة. ويُعد هذا المؤشر أحد الأدوات الرئيسية التي تُطورها الحكومة لرصد تنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة. وتُمثل هذه الوثيقة حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الهيكلي لتعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني.

تكمن أهمية هذا المؤشر في طبيعته الكمية والمنهجية، إذ يوفر أداةً لقياس التقدم المحرز في تنفيذ السياسات، ليس فقط على مستوى التنفيذ، بل أيضًا من حيث الأثر الاقتصادي الفعلي. وهذا يضمن آلية رصد موضوعية وشفافة تدعم عملية صنع القرار وتُشكل السياسات المستقبلية.

أوضح الوزير أن مؤشر سياسة ملكية الدولة يهدف إلى قياس التقدم الشامل في تنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة بانتظام، ورصد التغييرات المتعلقة بتعزيز القطاع الخاص، وربط الأهداف المعلنة بالنتائج الفعلية على أرض الواقع. وهذا من شأنه دعم استدامة الإصلاحات وتعزيز ثقة المستثمرين والشركاء الدوليين في الاقتصاد المصري.

تجدر الإشارة إلى أن الخطاب الوطني للتنمية الاقتصادية يُوفر إطارًا شاملًا يضمن التكامل والاتساق بين برنامج عمل الحكومة ورؤية مصر 2030، في ظل المتغيرات المتسارعة التي تدفعها التطورات الإقليمية والدولية. ويهدف إلى مواصلة مسيرة الإصلاحات الاقتصادية والتركيز بشكل أكبر على القطاعات الأكثر إنتاجية.


شارك