رغم الإبادة الإسرائيلية.. طلبة بغزة يقدمون امتحانات الثانوية العامة إلكترونيا

• أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية أن نحو 27 ألف طالب وطالبة تقدموا لامتحانات الثانوية العامة.
بدأ الطلاب الفلسطينيون في قطاع غزة، صباح الأحد، إجراء امتحانات الثانوية العامة إلكترونيا، بعد حل خلل فني سببه هجوم إلكتروني.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”: إن “نحو 27 ألف طالب وطالبة من مختلف محافظات قطاع غزة سجلوا للامتحان عبر المنصة الإلكترونية”.
كان من المفترض أن تبدأ الامتحانات صباح السبت، إلا أن عطلًا فنيًا حال دون إجرائها. وأرجعت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية السبب إلى “هجمات إلكترونية (لم يُحدد مصدرها) والضغط الهائل على المنصة الإلكترونية”.
منذ عامين، يحرم طلاب قطاع غزة بشكل عام، وطلاب المرحلة الثانوية بشكل خاص، من الانتظام في الدراسة، لأن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر نحو 90% من المدارس والمؤسسات التعليمية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
**الأحلام اختفت
من جانبها، قالت الطالبة ندى حجازي إنها سعيدة لأنها تمكنت أخيراً من تقديم امتحانات الثانوية العامة بعد أن عاشت الظروف الإنسانية “الكارثية” خلال أشهر الإبادة الإسرائيلية.
قالت حجازي لوكالة الأناضول للأنباء إن الحرب الإسرائيلية خلّفت لديها ندوبًا نفسية عميقة. فقدت 20 فردًا من عائلتها، بينهم والداها وشقيقان، ودُمر منزل العائلة بالكامل.
وأضافت: “لقد سلبت الحرب كل شيء مني، ودمرت عائلتي وذكرياتي وأحلامي. قبل عامين، كنت شابة تحلم بالتخرج من المدرسة الثانوية بتفوق، ثم الالتحاق بكلية الطب. لكن أحلامي تحطمت، واليوم أعيش في كوابيس لا تنتهي”.
وأضاف حجازي: “مع أن امتحان اليوم يُمثل بارقة أمل صغيرة بعد تأجيل دام عامين، إلا أن الخطوة التالية مفقودة، والمستقبل غامض. الحرب لا تزال مستمرة، وليس لدي أمل في الالتحاق بالجامعة قريبًا. لم تعد هناك جامعات أو معاهد في غزة”.
وأعربت الفتاة عن أملها في أن تنتهي الحرب المدمرة في إسرائيل قريبًا حتى تتمكن من “إنقاذ ما تبقى من حياتها”.
ويمثل إجراء الامتحانات بصيص أمل لطلبة قطاع غزة في سعيهم للتغلب على الآثار المدمرة التي خلفتها حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع التعليم الفلسطيني.
وقال وزير التربية والتعليم الفلسطيني أمجد برهم يوم السبت إن وزارته “تفي بالتزاماتها بإجراء امتحانات الثانوية العامة وسط الدمار وأنقاض المنازل والمدارس والنزوح والجوع، حتى في الوقت الذي يقف فيه العالم متفرجا بينما يتم تدمير النظام التعليمي في غزة (من قبل إسرائيل)”.
وأضاف برهم في مؤتمر صحفي عُقد في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة: “ندافع عن حق طلاب غزة في التعليم. لقد حرم العدوان الإسرائيلي أكثر من 70 ألف طالب من مواليد غزة بين عامي 2006 و2007 من أداء امتحاناتهم”.
وأشار إلى أن الحرب الإسرائيلية “أدت إلى استشهاد أكثر من 18 ألف طالب وطالبة من كافة المراحل الدراسية، منهم نحو 4 آلاف طالب وطالبة في المرحلة الثانوية، و750 معلماً ومعلمة، فضلاً عن تدمير 90% من المدارس”.
وأضاف برهام: “لدينا خطة شاملة للتعامل مع تأثير هذا الهدف غير المسبوق على التعليم بجميع مكوناته”.
إن الحرب الإسرائيلية على قطاع التعليم في قطاع غزة هي جزء من عملية الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقد أسفرت هذه الإبادة الجماعية عن مقتل 64,368 فلسطينياً، وإصابة 162,367 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9,000 شخص في عداد المفقودين، ومئات الآلاف من النازحين، والمجاعة التي أودت بحياة 387 فلسطينياً، بما في ذلك 138 طفلاً.
لقد احتلت إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان لعقود من الزمن، وترفض الانسحاب من هذه الأراضي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل عام 1967.