خبراء لـ الشروق: خفض الفائدة لن يؤثر في جاذبية الاستثمار في شهادات الادخار

• جنينة: العائد الحقيقي على الشهادات لا يزال يشجع على الشراء. • حسن: انخفاض التضخم وتحسن قيمة الجنيه زادا الطلب على الشهادات.
مع توقعات بخفض البنك المركزي لأسعار الفائدة بشكل أكبر، ثمة مؤشرات على سحب المدخرين أموالهم من البنوك واستثمارها في استثمارات بديلة كالذهب والعقارات والأسهم. إلا أن ثلاثة خبراء استطلعت صحيفة الشروق آراءهم استبعدوا احتمال فقدان شهادات الادخار جاذبيتها، مشيرين إلى أن ارتفاع قيمة الجنيه المصري وتزايد العوائد الإيجابية يشجع على ذلك.
خفّض كلٌّ من البنك الأهلي المصري وبنك مصر عائد شهادات الاستثمار بنسبة 2%، وذلك إثر قرار البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة بنفس النسبة. وتتراوح العوائد حاليًا بين 17% لشهادات العام الواحد و18% في المتوسط لشهادات الثلاث سنوات.
صرح هاني جنينة، رئيس قسم البحوث في الأهلي فاروس، بأن خفض أسعار الفائدة الأخير لن يؤثر على إقبال المستثمرين على الاستثمار في الشهادات والودائع المصرفية. ويُعتبر المدخرون الذين يستثمرون في هذه الأدوات محافظين بشكل خاص، ومن غير المرجح أن يتجهوا إلى أدوات أخرى، إذ يعتبرونها من أكثر أشكال الاستثمار أمانًا.
وأضاف جنينة: «رغم تراجع أسعار الفائدة على شهادات الاستثمار، إلا أن عائدها الحقيقي يظل جاذباً للراغبين في الشراء والاستثمار فيها».
يُعرَّف العائد الحقيقي بأنه سعر الفائدة مطروحًا منه معدل التضخم. ويتراوح العائد الحقيقي على شهادات الاستثمار حاليًا بين 4 و5%.
قالت الخبيرة المصرفية سحر الدماطي إن انخفاض أسعار الفائدة على شهادات الاستثمار أمر طبيعي، لا سيما في ظل تحسن الأداء الاقتصادي وانخفاض التضخم. وأضافت: “من غير المقبول استمرار طرحها بأسعار فائدة قياسية حتى الآن”.
وصل العائد على شهادات الاستثمار إلى مستوى قياسي بلغ 30% في مارس/آذار 2024، عندما خفض البنك المركزي قيمة الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية لجذب السيولة من خارج القطاع المصرفي وبالتالي إبقاء التضخم تحت السيطرة.
يرى الدماطي أن انخفاض أسعار الفائدة على شهادات الاستثمار لن يدفع الأفراد إلى سحب مدخراتهم من البنوك، إذ تظل من أكثر أشكال الاستثمار أمانًا. كما أنها توفر دخلًا ثابتًا لشريحة من السكان لا تستطيع الاستثمار، إذ يعتمد العديد من حاملي الشهادات على عوائدها لإعالة أنفسهم وزيادة دخلهم.
وأضافت أن تحسن قيمة الجنيه مقابل الدولار وانخفاض أسعار السلع من شأنهما أن يخففا من أي تأثير سلبي لخفض أسعار الفائدة على سندات الادخار: “العوائد تتراجع بالفعل، لكن قوة الجنيه وانخفاض أسعار السلع يدعمان الاستثمار في سندات الادخار”.
تحسن سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي في أغسطس، مسجلاً أعلى مستوى له في عام عند 48.31 جنيهًا مصريًا. ومع ذلك، أغلق السعر عند 48.55 جنيهًا مصريًا بنهاية جلسة التداول اليوم. ويتوقع الدماطي أن يظل الجنيه قويًا مقابل الدولار الأمريكي رغم الخفض الأخير لأسعار الفائدة.
أوضح الخبير المصرفي ناصر حسن أن أسعار الفائدة على الشهادات تتحدد وفقًا للعرض والطلب. وأشار إلى وجود إقبال كبير من العملاء على شهادات الادخار في ظل العوائد الإيجابية، وانخفاض التضخم، وارتفاع قيمة الجنيه المصري، مما دفع البنوك إلى خفض أسعار الفائدة.
وأشار إلى أن أسعار الفائدة الحالية للشهادات تنافسية مع أدوات استثمارية أخرى كالعقارات والأسهم. إلا أن توقعات انخفاض الأسعار، بالإضافة إلى التغيرات المتوقعة في أسعار الكهرباء والبنزين، قد تدفع الأفراد إلى تخصيص جزء من استثماراتهم لاستثمارات بديلة. ويُعدّ الذهب أهم أداة استثمارية، لا سيما بعد الارتفاعات القياسية الأخيرة في أسعاره.
بعد أن عزز تقرير ضعيف عن الوظائف في الولايات المتحدة الآمال في خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، سجل سعر الذهب مستوى قياسيا جديدا مرتفعا عالميا يوم الجمعة الماضي، حيث وصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 3586 دولارا للأوقية.
حذّر حسن من أن انخفاض أسعار الفائدة قد يُؤدي إلى أنشطة استثمارية جديدة، لا سيما تلك التي تُجرى عبر الإنترنت وغير مُنظّمة، مثل تداول العملات الأجنبية والعملات الرقمية. ورغم أن هذه الأنشطة تُغري بعوائد أعلى، إلا أنها تُتيح أيضًا فرصًا للاحتيال والسرقة. ودعا إلى تشديد الرقابة وزيادة الوعي بمخاطر هذه الاستثمارات.