تدمير علني وتهجير مبطن.. هل يؤسس نسف أبراج غزة لمشروع ريفيرا ترامب؟

شاء القدر أن يُطلق على برج مشتهى في مدينة غزة، الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي، اسمًا يليق به. يكشف هذا عن نهم الجيش، الذي يصف نفسه بأنه الأكثر أخلاقية في العالم، لتدمير الأبراج السكنية.
وتستمر القوة المحتلة في سعيها إلى إحداث المزيد من الخراب في قطاع غزة ومواصلة حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من 700 يوم والتي توصف على نطاق واسع بأنها حرب إبادة.
دُمر برج مشتهى، ثم برج السوسي الذي سُوي بالأرض. ومن المتوقع أن يُدمر الاحتلال الإسرائيلي المزيد من المباني الشاهقة في المدينة، التي تؤوي مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يُجبرون على مغادرة منازلهم تحت تهديد النيران والترهيب المميت.
انهار البرج.. انهار البرج. قوات الاحتلال تدمر برج المشتهى في مدينة غزة. pic.twitter.com/6ktTj07z6a
— الأرشيف الفلسطيني (@palestinian_the) ٥ سبتمبر ٢٠٢٥
قصف برج السوسي.. pic.twitter.com/gYxZMA5rNB
— إسلام بدر (@islambader_1988) ٦ سبتمبر ٢٠٢٥
إن أي شخص يتابع الشؤون الفلسطينية سوف يدرك، بعد النظر، أن سياسة هدم الأبراج السكنية ليست نتيجة للحرب الحالية على غزة، بل هي جريمة إسرائيلية عادية ذات دوافع خفية.
خلال عدوان ٢٠١٤، استهدف الاحتلال أبراجًا سكنية ضخمة، أبرزها برج الظافر. وفي حرب ٢٠٢١، لم يختلف الوضع كثيرًا، فهُدمت أبراج سكنية. اللافت في هذا العدوان سرعة وتيرة التدمير. والآن، في الحرب الحالية، تهدد إسرائيل بتحويل مدينة غزة إلى جحيم. ويبدو أن هذا التهديد قد بدأ يُطبّق.
كلمات حزينة حزينة عن مواليد الأبراج
للفلسطينيين في قطاع غزة علاقة خاصة بأبراجهم، يودعونها كما لو كانوا شهداء حربٍ عصفت بهم كما لم تدمرهم من قبل.
سكان برج مشتهى pic.twitter.com/AYQqDgwViL
– عبد الحميد عبد العاطي (@abedalati20) 5 سبتمبر 2025
يا حسرةً في غزة! حتى وإن لم تجد الأبراج قبورًا تدفنها، فهي جزءٌ من حياتنا وذكرياتنا. وفي سياق حرب التطهير العرقي والتهجير، يبدو أنها ستبقى شاهدةً على الجريمة وحرب الإبادة المستمرة، حتى لحظة قصف برج السوسي في غزة وانهياره الكامل. pic.twitter.com/6oxSKuVnjH
– مصطفى إبراهيم (@mustafaibr) 6 سبتمبر 2025
الدوافع النفسية وراء تدمير الأبراج
ويزعم مكتب الإعلام الحكومي أن تدمير الأبراج السكنية من قبل قوات الاحتلال له دوافع عسكرية واستراتيجية ونفسية وسياسية، إضافة إلى الدوافع العسكرية المعلنة المتمثلة في استهداف مواقع المقاومة.
وتتبع قوات الاحتلال سياسة الصدمة النفسية للفلسطينيين عبر استخدام آلة القتل المميتة والمتواصلة، والتي تصنفها العديد من الدول والهيئات الدولية بأنها حرب إبادة جماعية شاملة تجمع بين القتل بالنار والتجويع.
مبررات الاحتلال للتدمير
تبرر إسرائيل غاراتها الجوية المدمرة على الأبراج بزعم وجود أنشطة لحماس هناك. ويرى المراقبون في ذلك ذريعة لتدمير كل شيء في غزة.
لكن الحجة الإسرائيلية دحضتها من قبل مكتب الإعلام الحكومي وإدارتي البرجين المدمرين “السوسي ومشتهى”، مؤكدتين عدم وجود أي نشاط للمقاومة في هذين البرجين.
غزة… مدينة الـ51 ألف مبنى
في مدينة غزة، يتجاوز عدد الأبراج والعمارات السكنية متعددة الطوابق 51 ألف برج، وفقًا لإحصائيات مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة. وهذا يُنذر بدمار هائل في حال تنفيذ مخطط الاحتلال.
منذ صباح اليوم، استمرت الهجمات الجوية المجنونة في تدمير قطاع غزة بعد أن أعلنته قوات الاحتلال “منطقة قتال خطيرة”. لقد نزح أكثر من مليون إنسان، والمدارس مكتظة، والمخيمات مكتظة، والمدينة محاطة بالموت براً وبحراً وجواً، ولا يوجد ماء ولا طعام ولا دواء، وأصبح كل إنسان وكل خيمة هدفاً للصهاينة. غزة تنادينا… يا مسلمين pic.twitter.com/Tq2xoeURBg
— عادل العازمي
![]()